أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th March,2001 العدد:10394الطبعةالاولـي الاربعاء 19 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

جريمة وليست مخالفة..
التساؤل الحائر: لماذا تبدأ حملات المرور من القاع؟
نشرت الصحف في الآونة الأخيرة تصريحاً لمسؤول في المرور مفاده أن المرور سوف يبدأ في تطبيق الحد الأعلى )وأركز هنا على الحد الأعلى( من الغرامات على المخالفات المرورية والتي تبلغ قيمتها )900( ريال مع تسجيل نقاط على المخالف، وذكر من ضمن المخالفات اثنتين من أهم المخالفات إن لم تكونا أهمهما على الإطلاق ومن أكثر المخالفات تسبباً في وقوع )المآسي( ألا وهما مخالفة قطع الإشارة المرورية، وتجاوز السرعة القانونية وأنا هنا سوف أتكلم عن قطع الإشارة المرورية، فهل أمر مثير للدهشة أن تكون غرامة قطع الإشارة المرورية )900( ريال فقط..!!
أي بمعني أدق وأصح أن أرواح الناس أصبحت قيمتها )900( ريال في تعرفة المخالفات المرورية الجديدة!!
نحن نؤمن أن الموت حق وأن المقدر كائن، ولكن الخالق سبحانه وتعالى أمرنا بعمل الأسباب، وأنا أعتقد جازماً أن الردع والضرب بيد من حديد هما من أهم الأسباب التي نحن مطالبون بعملها، ولنلق نظرة على إعلانات التعازي في الصحف اليومية وسوف نجد أن عبارة )اثر حادث مروري أليم( قد ذيلت تحت اسم المتوفى أي أن المرور على علم بتلك الحوادث ومع ذلك يصبح الحد الأعلى لمخالفة ازهاق
أرواح البشر )900( ريال.. أمٌّ ثكلى.. وزوجة أرملة.. وأطفال يتامى.. وسبب تلك المأساة سائق أرعن.. متهور.. طائش.. لايملك من صفات الإنسانية شيئاً ولم يجد من يردعه وهو كالثور الهائج يتجول في الشوارع ومع ذلك مكافأته على كل تلك الأعمال )البربرية( والمخزية غرامة قدرها )900( ريال فقط!! أمر عجيب ومثير للدهشة.
كان من المفروض أن يقوم المرور بعرض هذه الحالات على هيئة كبار العلماء لإصدار فتوى إن كان ذلك العمل من باب القتل العمد أو شبه العمد أما من الناحية الجزائية أو النظامية فكنت أتوقع أن تصدر أقصى العقوبات في حق مرتكب هذه )الجريمة( وليست المخالفة أقول كنت أتوقع ألا تقل المخالفة أو الغرامة بأي حال من الأحوال عن )000. 20( ريال ويمكن أن يزداد المبلغ حتى يصل إلى )000. 100( ريال وذلك بحسب الأضرار التي نجمت عن تلك المخالفة عفواً عن تلك )الجريمة( وألا يخشى رجال المرور لومة لائم في تطبيق غرامات هذه )الجريمة( هذا من الناحية المالية ناهيك عن السجن )الحق( وسحب الرخصة بكل جدية والتعميم على كافة منافذ الحدود بمنعه من السفر
الحادث شخصان أو أكثر ولكن الافت للنظر في ذلك الحادث أن الشخص المتسبب قد تجاوز الإشارة الحمراء بسرعة مخيفة وانتقل هو إلى رحمة الله بسبب الحادث ومما يؤسف له أنه وجد رابطاً حزام المقعد، المرور مع احترامي لكل الاجتهادات رسخ في أذهان الكرة ان كل الأمور أصبحت على مايرام ولم يتبق إلا تلك الثغرة ألا وهي ربط الحزام، المرور وللأسف الشديد بدأ بحملته من القاع ولم يبدأ من القمة، كان من المفروض أن يبدأ حملته بتصحيح السلوك )القيادي العنجهي واللاحضاري( لدى بعض السائقين وهذا واضح لأي إنسان فلا احترام ولا تعاون ولا تقدير بل العكس تماماً تجد الأنانية متجلية في أجلى صورها ثم يبدأ المرور بعد حملة التصحيح حملة أخرى في ضبط المخالفات أثناء القيادة والتي لاتعد ولا تحصى ولست هنا بصدد عمل إحصائية لها ولأنها أيضاً ليست حالات فردية وإنما ظاهرة عامة لم يحرك المرور بكل إداراته السابقة مع الأسف الشديد أي ساكن تجاه تصحيحها بشكل جذري وجدي في نفس الوقت ثم يبدأ بعلاج نقاط عديدة قبل بدء أي حملة ومن أهم تلك النقاط حسب رأيي المتواضع:
المرور السابقة )بعيداً عن أي مجاملة لأن مصلحة الوطن فوق كل شيء( وإن كان فيها بعض الصعوبات ولكنها ليست مستحيلة..
ثانياً: رفع كفاءة رجال المرور من ناحية التدريب والتوجيه والتثقيف وحسن المنطق والتعامل مع الجميع..
ثالثاً: معالجة الأخطاء الهندسية )وما أكثرها( في الشوارع والطرق السريعة وتفعيل تخطيط الشوارع لضبط المخالفات..
رابعاً: تفعيل دور الإشارات المرورية غير الضوئية لأنها في الوقت الحاضر ليست إلا لوحات جمالية ذات خسائر مادية ليس لها أول ولا آخر.
خامساً: بعد التأكد من عمل ما سبق يطلق المرور حملة ترهيب ولا ترغيب في أن المرور سوف يضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تجاوز تلك الأنظمة والقوانين دون النظر لأي اعتبارات أخرى بعد ذلك يأتي دور عملية ربط الحزام أما محاولة )سد( الأنبوب الذي ينقط وأنا أرى أن )صنبور( ذلك الأنبوب تالف والماء يتدفق منه بشكل مخيف فهذا أمر يدعو للتساول عن الإصرار على بدء الحملة من القاع.
عبدالرحمن عبدالعزيز السدحان
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved