أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th March,2001 العدد:10395الطبعةالاولـي الخميس 20 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

أما آن للطائر أن يحلق؟!
الطائر الخشبي ذو الألوان الزاهية الذي يبهر الناظر مرآه يرقد على غصن شجرة خضراء جميلة تحفه الطيور من كافة أصنافها وألوانها تغرد من حوله وتقفز من غصن إلى غصن وتحلق في سمائه تناديه ليحلق في الفضاء ولكن لايستطيع.
الطائر هو الطالب في مدارسنا يجتاز المراحل بتفوق ونجاح وربما حصل على الشهادة الجامعية بمرتبة الشرف ولكن يبقى شكلاً أكثر من كونه مضموناً، يبقى منظراً جميلاً يحاكي الطبيعة لكن ليس هو الطبيعة بل يبقى طائراً خشبياً جميلاً لكن لايستطيع أن يحلق في سماء العلم والمعرفة فيبقى مرهوناً للزينة بل وتبقى مؤهلاته حبيسة الأدراج.
هل للمقرر الدراسي وضعفه دور في ذلك أم الامتحانات سبب ذلك أم العامل النفسي للطالب له دور آخر في ذلك أم ضعف المعلم سبب وراء ذلك؟ الواقع ان كل ذلك وغيره مزيج من العقبات والعوائق التي تكبل الطالب عن الانطلاق والتحليق في الأفق الواسع والهواء الطلق.
وفي هذه الأسطر أحب ان أقف وقفة سريعة على النتيجة التي أخذها الطالب المتفوق في نهاية العام سواء كان في المرحلة الجامعية أو المراحل التي قبلها وما رصيد تلك النتيجة التطبيقي والمردود العملي لها.
التعليم في الوطن العربي بشكل عام معلومات قلت أو كثرت صعبت أو سهلت يتلقاها الطالب على شكل جرعات ثم في النهاية يتقدم للامتحان على ماسبق وبعدها النتيجة والتفوق ان حصل!
وأما النواحي التطبيقية في مجال التعليم فهي أشبه بالمعدومة ولذلك لم نسمع بأن تقويم الطالب يعتمد على أعمال يقوم بها سواء بحوث أو تقارير أو تجارب أو غير ذلك مما يبقي أثره فعالاً في تفكير أو توجيه العقل ولذلك يبقى الامتحان هو هم الطالب أما الإبداع والابتكار والانتاج في مجال الدراسة فذلك محل غياب عن ذهن الطالب لأنه لايوجد بند من بنود التقويم يقوّم الطالب على الأعمال والتجارب والبحوث التي يقوم بها.
أما المناهج فهي تمارس عملية الريجيم باستمرار ولذلك أدعو القائمين علي عملية تطوير التعليم إلى أخذ الاستبيانات والآراء من كافة القطاعات الحكومية حول مدى جدوى الأعمال التطبيقية التي يقوم بها الطالب، على سبيل المثال مقارنة الطلبة المتقدمين للجامعات بالطلبة المتقدمين لها قبل عشر أو خمس عشرة سنة وأخذ آراء أعضاء هيئة التدريس في ذلك.
إن وزارة المعارف والجامعات تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية فهي تربي الناشئة الذين سيقودون الأمة غداً وعليها العبء العظيم فيجب عليها ان تنفخ الروح في تلك الطيور الخشبية لتحلق في سماء المعرفة.
علي بن صالح الحمد
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية اللغة العربية
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved