أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th March,2001 العدد:10397الطبعةالاولـي السبت 22 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

وسميات
من الأدب الضاحك
راشد الحمدان
لا استطيع تحديد ماهية الضحك.. ولكني اعرف ان الله سبحانه خلق من المتضادات الشيء الكثير والذي يقف الناس امامه حيارى.. لكنهم يدركون نعمة الله في ذلك وبعضهم يغفل عن هذا. وهو سوء تقدير منهم وجحود ونكران لنعم الله المتعددة على الانسان في هذه الحياة.. قال تعالى.. وانه هو اضحك وابكى.. لكن تبقى المحدودية للاشياء ميزانا مطلوبا حتى لا تتعدى الامور مسارها وحدودها فبعض الناس يضحك فيجلجل..وبعضهم يكون ضحكه تبسماً. وكانت هذه صفة من صفات ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعضهم.. يواصل الضحك على مشهد او طرفة حتى يكاد لا يقف.. ولكن يبقى الضحك اسلوباً للتخفيف عن عناء هذه الحياة.. حتى في لحظات الحياة المفرحة يقفز الانسان في الهواء.. ليعبر عن سعادته وقد يصاحب هذا التصرف شيء من الضحك. والذين يضحكون يسعدون كثيرا لكن تبقى مسألة المبالغة في الضحك غير مرغوب فيها ولا محببة للعقل البشري وقد رسم الانسان الضحك في أقواله وأفعاله.. جاء في صورة شعرية ونثرية وجاء من خلال الحركات الصامتة.. والناطقة كل ذلك لان الانسان يحتاج لهذا العمل الذي تحبذه مشاعره وتتعامل معه خلال كل ما يثيره لتهدئة النفس وتجديد النشاط لدى الانسان. واستعمل الانسان ما يسمى بالنكتة من اجل راحة النفوس للمستمعين او القارئين كما استعمل حركة الوجه والعينين والاصوات ويقول الاستاذ علي مردَّة في كتابه طرائف المصريين.. كان المرح والظرف والفكاهة من ابرز خصال المصريين القدماء فاشتهروا بالنكتة بين جيرانهم وامتازوا ببراعة التنكيت في الزمن القديم كما تفوقوا في الزمن الحديث حتى ان الرومان حضروا عليهم المحاماة في محاكم الاسكندرية لانهم كانوا يغضون من هيبة القضاة الرومانيين بالمزاح والفكاهة في اثناء الدفاع وشرح القضايا..
يقول ابو الحسين الجزار.. ولقد لقب بذلك بسبب صنعته وهي الجزارة. وقد تركها لقول الشعر والتلذذ به في الاندية والصوالين التي كانت متوفرة في ذلك الوقت في مصر.. يقول:


ألا قل للذي يسأل
عن قومي وعن أهلي
لقد تسأل عن قوم
كرام الفرع.. والأصل
ترجِّيهم بنو «كلب»
وتخشاهم «بنو عجل»

وفي الابيات تورية حسنة فبنو كلب وبنو عجل.. من قبائل العرب.. لكنه اراد هنا.. ان الكلاب ترجيهم لما يفضل من جزارتهم وبنو عجل تخشاهم لكونهم طعمة لسكاكينهم.. ويقصد العجول وهو شاعر مرح.. لم يشبعه الشعر فتركه وعاد للجزارة. وقد هجاه رجل يقال له مجاهد الخياط بقوله:


ان تاه جزاركم.. عليكم
بفِطنة عنده.. وكيس
فليس يرجوه غير كلب
وليس يخشاه غير تيس

وابو الحسين هذا هو الذي غش اصدقاءه لما كلفوه بشراء لحم لهم. فذهب للجزار في البلدة التي وصلوا اليها.. فاختار من اللحم أرداه فغلبه طبعه.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved