أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th March,2001 العدد:10397الطبعةالاولـي السبت 22 ,ذو الحجة 1421

المجتمـع

تربية الابناء مسؤولية كبيرة لبناء جيل الغد
لحماية مستقبلنا علينا العمل لبناء شخصية الأطفال
البيت والمدرسة يشاركان في بناء المجتمع
* المدينة المنورة مروان عمر قصاص:
في حديث نبوي شريف )كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته( ويقول بعض أهل العلم: إن الله عز وجل يسأل الوالد عن اسرته عن ولده يوم القيامة قبل ان يسأل الولد عن والده( وهذا مؤشر واضح الدلالة على اهمية مسؤولية الوالد عن اسرته وأبنائه لأن البيت هو المصنع الاول لاعداد رجال الغد الذي يتم فيه إعداد النشء وتأهيله للقيام بالمسؤوليات والواجبات التي سوف يتحملها على عاتقه في المستقبل، كما ان البيت يعد اجيال المستقبل ويمنحها الثقة اللازمة لدخول المجتمع الكبير، وللولد حقوق عديدة على والده منه ماهو قبل الزواج اي زواج الوالد، ومنه ماهو بعده، اما قبل الزواج فهي الاهتمام باختيار الزوجة المناسبة والصالحة حتى تكون اما صالحة وجديرة بتحمل مسؤولية الامومة كما على الوالد اختيار البيت المناسب والبيئة الجيدة والا يطعم اولاده إلا طيبا حلالا وان يعلمه الصلاة والتعاليم الدينية والقيم والمبادئ والاعراف الاجتماعية التي تجعل منه فردا سويا، وتربية الا بناء مرحلة مهمة واساسية في بناء المجتمعات، ولهذا فهي مسؤولية كبيرة يتحملها اولياء الامور وجهات عدة في المجتمع، ومن خلال رحلة مع بعض الشخصيات التربوية نحاول ان نبحث آفاق هذه القضية وابعادها.
يقول الاستاذ/ حسن بن مصطفى الجوادي احد كبار التربويين بمنطقة المدينة المنورة الذي يرأس حاليا فرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة ان تربية الا بناء تبدأ من البيت والمسؤولية الاولى تكون على الاب والام يتحملون تربية الاطفال وغرس القيم والمبادئ القيمة في نفوسهم وتعويدهم على النظام في شتى مناحي الحياة بدون قسوة مع تهيئة المكان المناسب للعب والانتباه لسلامتهم وسلامة حواسهم وإبعادهم عن سماع الالفاظ البذيئة والابتعاد عن العقاب البدني الا في اضيق الحدود، ونوه الجوادي بأهمية التزام الوالدين باسلوب تربوي بناء وهو المكافأة والتشجيع في التربية وطالب بالثبات والوضوح في معاملة الطفل من الوالدين لان عدم الثبات خطير جدا على النمو الخلقي للطفل وقال: ان على الوالدين تعويد الابناء على رؤية الغرباء بالتدريج ودفعهم للحديث معهم ومجالستهم مشيرا الى ان هذه الاشياء مهمة في التربية المنزلية التي تبني شخصية الطفل، واكد الجوادي على اهمية العناية المكثفة بالتربية الروحية مثل امر الصغار وتعويدهم علي الصلاة والصوم وكافة العبادات وتعويد البنات على الحجاب ومشاركتهم في النقاش واخذ آرائهم وبناء شخصيتهم المستقلة واشعارهم بدورهم بالحياة.
واضاف الجوادي قائلا: ان اهتمام الوالدين بتلبية احتياجات الابناء ضرورة ملحة ومن هذه الاحتياجات الحاجة الى المعرفة، اشباع رغبة حب الاستطلاع، هواية القراءة، اشباع الحاجة للعمل، اشباع حاجة تأكيد الذات، الحاجة الى الرفاق ومتابعة نوعيتهم، تشجيعهم على الاهتمام بالتقنيات الحديثة مع رقابتهم باسلوب غير مباشر.
مرحلة المراهقة
وهذه المرحلة مهمة وخطيرة حيث إنها تعتبر نقطة تحول بارزة واساسية في حياة الانسان وهي البداية المهمة في تكوين الشخصية السوية ولهذا فان هذه المرحلة تحتاج منا جميعا لتكثيف المتابعة والمراقبة غير المباشرة، هذا ما يؤكده امين عام الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة الدكتور/ صالح الحارثي الذي قال: ان متابعة الابناء خلال هذه الفترة مسؤولية الوالدين والمدرسة والمجتمع ودعم حديثه بطرح عناصر من دراسة موثقة حول المخدرات والشباب اشارت الى ان 42% من العينة التي خضعت للدراسة تعاطوا المخدرات لأول مرة عندما كانت اعمارهم (16 20( عاما في سن المراهقة، وقال ان عددا من الا خصائيين ارجعوا اسباب تعاطي المخدرات الى ضعف الوازع الديني، واكد هؤلاء اهمية دور البيت والمدرسة في تنمية الوازع الديني، ويقول الدكتور الحارثي: ان فترة المراهقة من الفترات الحرجة في شخصية الانسان التي تستحق اكثر من وقفة، ويجب على اولياء الامور خلال هذه الفترة ان يكونوا حذرين في التعامل مع الا بناء ومتابعتهم ومراقبة رفاقهم مشيرا الى ان الدراسة السابق الاشارة اليها قد ذكرت ان 35% من افراد العينة الذين وقعوا ضحية في هوة المخدرات راجع الى مجاملة اصدقاء السوء، وحذر من إغراق الابناء في هذه السن بالمال بداعي عدم حاجتهم للغير وقال مستندا الى نفس الدراسة ان 37% من العينة كانوا من الشباب الذين يغدق عليهم الآباء بالمال مما دفع بهم الى المخدرات مؤكدا خطأ بعض الآباء في الاغداق بشكل غير منطقي وحذر من سلبية هذا السلوك.
من جانبه يرى مدير عام التعليم بمنطقة المدينة المنورة الاستاذ/ بهجت بن محمود جنيد ان التربية جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية بل إنها اساس مهم من اسسها مشيرا الى اهمية دور المدرسة وقال: ان معالي وزير المعارف كثيرا ما يوجه الا هتمام المكثف بكل ما يتعلق بالتربية من خلال الاهتمام بمدرسي المرحلة الابتدائية التي تعتبر المحطة الاولى للطفل بعد خروجه من بيته وقال جنيد: ان ادارة التعليم تهتم كثيرا بتطوير هذه المرحلة وكافة المراحل وتركز على اتباع افضل الاساليب التربوية في التعامل مع الطلاب ويبذل المشرفون التربويون جهودا كبيرة لمتابعة اوضاع وسلوكيات الطلاب خلال اليوم الدراسي للحذ من اسباب الانحرافات والسلوكيات الخاطئة، وطالب جنيد تعاونا اكبر بين البيت والمدسة لتحمل المسؤولية المشتركة بين الطرفين حول التربية واساليبها ومجالاتها.
وركز الاستاذ/ يوسف بن علي الفقي مساعد مدير عام التعليم على اهمية الاهتمام بثقافة الطفل باعتبارها قناة مهمة لإيصال كل ما نريد ايصاله اليهم وأهمية التربية مشيرا الى ان ثقافة الطفل مسؤولية يتحمل تبعاتها البيت والمدرسة ووسائل الاعلام عبر قنواته المتعددة وطالب اولياء الامور بالتركيز على تثقيف الطفل بمناهج واساليب تواكب ثقافتنا مع الاخذ بالاعتبار امكانات الطفل ومواكبة محدودية ادراكه وفهمه وقال ان وزارة المعارف تولي هذا الموضوع اهتماما خاصا من خلال الندوات والاذاعة المدرسية والانشطة الثقافية والمسابقات وغيرها، ودعا الفقي الى ضرورة الاهتمام بالبرامج التلفزيونية والاذاعية الموجهة للطفل واستثمارها بالشكل المناسب لبناء شخصية الطفل وتعزيز ثقافته العامة وانتقد اساليب البرامج المخصصة للاطفال في العديد من وسائل الاعلام العربية التي تحاكي الاسلوب الغربي وتتجاهل ثقافتنا الغنية بمورثات عظيمة نحتاجها في تربية الابناء ودعا الى ان يتولى مسؤولية هذه البرامج اخصائيون في هذا المجال يستندون الى خلفية ثقافية عربية عميقة ويوجهون برامجهم بشكل هادف يبني شخصية الطفل الذي هو رجل الغد.
ويقول الاستاذ/ عبدالله الميمني مدير ثانوية الامير عبدالمجيد بالمدينة المنورة ان تربية الابناء من اهم واخطر المراحل في الحياة ونجاحها يعي بناء جيل جيد لغد واعد موضحا انها تمر بمراحل عدة وتتولى متابعتها العديد من الجهات لبناء جيل قادر على تحمل مسؤولياته وإكمال مسيرة البناء في صرح الوطن، وهذه العملية تحتاج الى محاور عدة تستحق اهتمامنا جميعا، ومنها الترفيه واللعب وهو ما تحرص عليه حكومتنا في العديد من الحدائق العامة، ومن خلال تشجيع اقامة المشروعات الترفيهية ومدن الالعاب في مختلف مناطق المملكة، وطالب الميمني بضرورة الاهتمام بهذا الجانب ومشاركة اولياء الامور في اللعب مع الابناء يعمق توجهات الشباب في ممارسة الالعاب المناسبة، وتطرق الى دور المسرح في التربية وخاصة مسرح الطفل الذي يساهم في ايصال المعلومات باسلوب مبسط ومحبب لدى الصغار داعيا الى المزيد من الاهتمام بمسرح الطفل ومنوها برعاية الجمعية السعودية للثقافة والفنون بمسرح الطفل عبر اعمال قليلة الا انها جيدة وتحتاج لتفعيل اكبر حتى نستفيد منها وقال: ان مخاطبة الطفل ليست بسيطة كما يتوقعها البعض بل هي عملية شاقة تحتاج الى دراسة ووعي بنفسية الطفل واحتياجاتها وتحديد ماهية القضيا التي نريد ايصالها ويجب علينا اختيار شخصيات على مستوى كبير من العلم والثقافة للاهتمام بثقافة الطفل وتوعيته.
نهاية المطاف:
وبعد هذه الجولة مع عدد من المختصين بهذا الموضوع ومن خلال طرحهم الفاعل نستطيع ان نحدد محاور القضية فيما يلي:
1 أهمية التربية في بناء جيل الغد لضمان مستقبل واعد لنا ولأمتنا.
2 اجماع على اهمية دور البيت والاسرة في إعداد جيل الغد من خلال الاساليب التربوية الجيدة.
3 اهتمام المدارس بالتربية والعناية بسلوكيات الطلاب ورعايتهم رعاية مباشرة اكمالا لدور البيت.
4 اجماع على ضرورة العناية بثقافة الطفل خاصة وانها من اصعب الانشطة الثقافية لانها تخاطب الصغار، ولابد من مسايرة محدودية ادراكهم لإيصال المعلومة اليهم.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved