أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th March,2001 العدد:10397الطبعةالاولـي السبت 22 ,ذو الحجة 1421

الاقتصادية

صناعة التأمين العربية في مواجهة العولمة
بندر بن فهد آل فهيد
بعد انقضاء خمسة سنوات على بدء منظمة التجارة العالمية في تفعيل اتفاقيات تحرير تجارة الخدمات واتباع سياسة الاسواق المفتوحة التي بموجبها سوف يسمح للشركات العالمية بالدخول الى الاسواق التأمينية العربية، نتساءل ماذا قدمت صناعة التأمين العربية لمواجهة المرحلة الجديدة وحماية مصالحها واسواقها الوطنية التي حافظت عليها منذ انشائها؟
قبل مائة عام انشئت صناعة التأمين في الوطن العربي بمحافظ تأمين ذات رؤوس اموال صغيرة، ففي مصر كان الحد الادنى لانشاء شركات التأمين لا يتعدى 2 مليون جنيه وفي الاردن 600 الف دينار، بينما في العراق لا يزيد الحد الادنى عن مليون دينار، وكانت شركات التأمين ولا تزال اكثرها تحت الرعاية الحكومية.
ساعدت تلك العوامل على ايجاد سوق تأمينية حجمها 400 شركة منها 15 لاعادة التأمين، وفي عام 1999م وصل حجم اقساط التأمين في الوطن العربي 6 مليارات دولار تشكل 0.3% من اجمالي التأمين في العالم، في حين بلغت الاقساط التأمينية في دول آسيا 3.53 بليون دولار باستثناء اليابان وتايوان وكوريا، وفي امريكا اللاتينية بلغ حجم الاقساط 5.38 بليون دولار، فيما بلغت اقساط التأمين في العالم 2500 مليار دولار، اي ما يعادل 5.8% من حجم الناتج المحلي.
مجمل هذه الارقام توضح ان السوق التأمينية العربية لا تزال في بداياتها، وان حجم اقساط التأمين منخفض، وان دور التأمين كأحد مصادر تعبئة الاموال والادخار وتمويل الاستثمار محدود جدا بسبب ضعف اداء شركات التأمين العربية كونها شركات كثيرة نسبيا وتتنافس على سوق صغيرة الحجم مقارنة باسواق الدول النامية، مما ادى الى تفتيت المحافظ التأمينية في ظل سياسة تسويق المنتجات التأمينية بالطرق التقليدية الجامدة وفي ظل غياب وعي تأميني عند الانسان العربي الذي ادى بدوره الى انخفاض نصيب الفرد من اقساط التأمين حيث بلغ متوسطه ما بين 2274 دولارا في البلدان الخليجية، وما بين 814 دولارا في الدول العربية الاخرى من جراء الظروف الموضوعية وضعف معدلات النمو الصناعي وانخفاض دخل الفرد وارتفاع معدل البطالة.
امام هذا الوضع ونحن على ابواب عصر العولمة، عصر المنافسة وقوانين السوق، ما عسانا فاعلين؟.
بتقديري الخاص انه قبل القيام بعمل ما علينا اولا ان نثق بقدراتنا في صناعة التأمين العربية حيث مازالت بكرا، وهي بكل المعايير صناعة واعدة لم يتم حتى الآن استنفاد كامل طاقاتها الاستثمارية، وهي قادرة على استيعاب سوق التأمين العربية، فضلا عن ان اعادة التأمين لغاية هذه الساعة لم يتم استغلالها على نطاق واسع، فهي احدى قنوات تسريب المال العربي للخارج، والتأمين الطبي هو الآخر لا يزال غائبا عن الساحة العربية رغم ان كثير من الدول المتقدمة احرزت تقدما ملحوظا في هذا المجال الذي اصبح البديل الافضل عن القطاع الحكومي بعد ان حاز على رضا وثقة المستأمنين، هذا ولا يفوتنا ميزة يتمتع بها الوطن العربي وهي ابتعاده عن مناطق الكوارث في العالم التي تخلف وراءها دمارا هائلا وخسائر طائلة.
ان الظروف الذاتية والموضوعية مواتية بشكل عملي للقيام بترتيب البيت الاقتصادي العربي ولتفعيل الاتفاقيات العربية العربية الهادفة الى حماية مصالحنا كمجموعة اقتصادية اقليمية لها ثقلها العالمي، ولا يزال امامنا المزيد من الفرص اذا ما اردنا استخدامها، منها استخدام حقنا في تأجيل العشر سنوات الممنوحة لنا من منظمة التجارة العالمية، وفي هذه الاثناء علينا القيام بدمج الشركات ال 400 بحيث تكون لدينا شركات قليلة ذات رؤوس اموال كبيرة قادرة على التنافس والصمود في وجه الشركات الاجنبية العالمية التي تتمتع بخبرات هائلة ولديها احتياطي مالي يفوق كثير من الشركات العربية، ومن الضروري تصفية الشركات المتعثرة مع مراعاة عدم تضرر المساهمين العرب، ووضع استراتيجية واضحة للنهوض بصناعة التأمين العربية في مقدمتها نشر الوعي التأميني بين الجماهير العربية وتعريفهم بأهمية الحاجة الى المؤسسات التضامنية البديلة للمؤسسات التقليدية مع توعيتهم بحقوقهم التأمينية وتحسين الخدمات التأمينية لدى حملة الوثائق والتزام الشركات بالسداد والتعويض بالقيمة في الوقت المحدد من اجل كسب اكبر عدد من المستأمنين مع تطوير القوانين والتشريعات ونظم الرقابة في مجالات الاشراف، والرقابة الفاعلة والمنظمة ورفع رؤوس الاموال المؤسسة وزيادة الاحتياط، وتخفيض كلفة التشغيل وعدم ارهاق المستهلك بزيادة الاقساط والقيام بتسويق خدمات تأمينية متطورة تشمل كافة انواع الخدمات مع الاستعانة بالخبرات الاجنبية وعلى المستوى الاقليمي ايجاد بنك معلومات مثلا يغذي جميع الشركات العربية ويساعدها ويسد ثغرة نقص المعلومة ويزودها بكل جديد وحديث وفتح مراكز تدريب للعاملين في قطاع التأمين لرفع قدراتهم وكفاءاتهم وبناء ادارات قادرة على معرفة متطلبات المستأمنين، والعمل على كسب تكنولوجيا التسويق الالكتروني وتسويق الخدمات التأمينية الكترونيا.
ان هناك دورا هاما ينتظر ان يضطلع به الاتحاد العربي للتأمين للقيام بدور فاعل ومؤثر من خلال تصورات متكاملة حول الوضع التأميني العربي وكلما كان نهج الاتحاد اقرب للاعتدال والموضوعية كانت النتائج افضل بكثير. وما يهم الان هو مواجهة مفاوضات العولمة من خلال الجولات التفاوضية لمنظمة التجارة العالمية، التي تتيح لنا كتجمع عربي الحصول على ميزات افضل ونحن متضامنون غير منفردين.ان العالم العربي اليوم افضل كثيرا من السابق ولدى ابنائه قدرات هائلة ووعي بأهمية العمل التضامني في التجمعات العالمية وما نحتاجه فقط هو المضي في هذا الطريق من اجل وطن عربي مزدهر يساهم في بناء حضارة هذا العالم ورقيه بأمن وسلام.
والله الموفق.
EMail:bandar@shabakah.net.sa

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved