أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 17th March,2001 العدد:10397الطبعةالاولـي السبت 22 ,ذو الحجة 1421

العالم اليوم

شبكشي يتحدث عن الأوضاع المأساوية في الأراضي الفلسطينية.. ويؤكد:
مقاومة الاحتلال حق مشروع وواجب وطني
* واشنطن واس:
القى المندوب الدائم للممكلة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة السفير فوزي شبكشي كلمة امس الأول حول القضية الفلسطينية امام مجلس الأمن تحدث فيها عن الأوضاع المأساوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعمليات التصفية المنظمة التي تقوم بها اسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
ووصف السفير شبكشي الاجراءات الاسرائيلية بانها غير انسانية محذرا من تدهور خطير في الوضع الأمني وزيادة التوتر في المنطقة.
وقال «ان من يتصفح اوراق التاريخ سيجد الكثير من الوثائق والشهادات التي تسجل بدقة المجازر الرهيبة التي ارتكبتها اسرائيل في حق الفلسطينيين المدنيين الابرياء في دير ياسين وفي قبيه وغزة وحوسان وقلقيلية وكفر قاسم وخان يونس ورفح والقدس ورام الله وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية .. بل ان الارهاب الاسرائيلي لحق الفلسطينيين حتى صبرا وشاتيلا وطاردت الموساد وعملاؤها شخصيات فلسطينية خارج فلسطين وقضت على عدد غير قليل منهم».
واضاف «لقد اصبح معلوما وباعتراف المسؤولين الاسرائيليين انفسهم كيف انهم عملوا ويعملون على اغتيال شخصيات فلسطينية بمختلف الوسائل الارهابية بما في ذلك قصفهم بالطائرات».
ومضى الى القول« ومؤخرا عمدت السلطات الاسرائيلية الى تقطيع الضفة الغربية الى 43 جزءا وتقسيم قطاع غزة الى 4 أجزاء من خلال نشر قوات الاحتلال حول التجمعات السكنية في المدن والقرى الفلسطينية الأمر الذي يؤدي الى تشديد العزلة المفروضة على تلك المدن والقرى وتقييد حركة المواطنين وتعميق الحصار الاقتصادي الخانق في اسلوب منهج يهدف الى ضرب الخلية الفلسطينية من الداخل وتدمير الاقتصاد الفلسطيني وهدم بنيته الاساسية وتخريب المصالح الوطنية بغية القضاء على المجتمع الفلسطيني الذي يعيش تحت الحصار في معازل جغرافية تفصل بين السكان الفلسطينيين وبينهم وبين محيطهم العربي والعالم الخارجي».
وشدد السفير فوزي شبكشي على ان هذه الاجراءات غير الانسانية وغير المبررة تنذر بتدهور خطير في الوضع الأمني وتزيد من التوتر القائم حاليا وتعكس النوايا الحقيقية للحكومة الاسرائيلية الجديدة».
وقال «يصف الاسرائيليون الانتفاضة على انها أعمال عنف ويتغافلون حقيقة انها مقاومة للاحتلال .. ومقاومة الاحتلال حق مشروع بل واجب وطني مارسته كل الشعوب للتخلص من نير الاحتلال وجور الظلم».
وأكد السفير شبكشي ان ما نشهده اليوم في فلسطين المحتلة ليس عنفا من قبل معارضي السلام كما تدعي اسرائيل بل هي انتفاضة شعبية تأبى الاستسلام وترفض سلب حقوق الشعب الفلسطيني ومصادرة اراضيه وحصره في مناطق معزولة يسيطر عليها التطرف الاسرائيلي وتفتقر الى المقومات الفعلية القادرة على تأمين الحياة الآمنة لسكانها.
وشدد على ان الانتفاضة الفلسطينية هي تعبير وانعكاس لنفاد صبر الفلسطينيين ازاء عقم مباحثات السلام فما قدم للفسطينيين حتى الآن هو سلام القنابل الموقوتة الذي اصر فيه الجانب الاسرائيلي على فرض شروطه وتعميق مفهوم الغالب والمغلوب واستفاض واطال في بحث أمور تتعلق بالأمور السهلة والبديهية واستبعد القضايا الاساسية والرئيسية والمصيرية كسبا للوقت وفرض حقائق جديدة على الأرض .. واي اتفاق يتم التوصل اليه تعمد اسرائيل على تفريغه من معانيه ومضامينه ولقد دأبت اسرائيل على المراوغة عند الاتفاق والمماطلة عند التنفيذ.
وافاد ان الانتفاضة عرت ادعاءات اسرائيل عن رغبتها في السلام وانه بدا واضحا للمجتمع الدولي ان اسرائيل لا ترغب في السلام القائم على العدل وليس في نيتها الاعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في العودة وفي تقرير المصير وانشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس العربية ولم تبد اسرائيل اي رغبة صادقة وجدية في خلق جو الثقة اقليميا والتعايش مع جيرانها في أمن وسلام.
وقال « ان لجنة حقوق الانسان التي ارسلت لتقصي الحقائق برئاسة المفوضية الدولية العامة السيدة ماري روبنسون وعلى الرغم من التضليل الاسرائيلي ومحاولات عرقلة تحركاتها باطلاق النار على موكبها لترهيبها وتذكيرها بمصير مبعوث الامم المتحدة الكونت برنادوت الذي اغتالته العصابات الصهيونية الارهابية .. أكدت معاناة الشعب الفلسطيني وآلامه وجراحه ومآسيه المتواصلة».
واضاف «لقد خسر الفلسطينيون ارضهم وهدمت ديارهم وتحملوا من المشاق والعذاب الكثير واصبح الموت ممارسة يومية يموت الأب فيخرج ابنه في الصباح التالي حاملا صورة والده الشهيد ويموت الابن فيستقبل الابناء والامهات طوابير المعزين».
وشدد السفير شبكشي على القول «لقد عهد المجتمع الدولي الى مجلس الأمن مهمة الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين وما يجري الآن في فلسطين المحتلة يلتزم قيام مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية الشعب الذين تموت احلامهم في مهدها وحماية الأمهات اللاتي احتبست دموعهن في مآقيهن وهن يحتضن اشلاء اولادهن محتسبين عند الله وشاكين الى رب العالمين ظلم المحتلين وحماية الآباء الشيوخ الذين حرمهم الاحتلال من فلذات اكبادهم».
وقال المندوب الدائم للمملكة لدى الامم المتحدة «وتأكيدا للمسؤولية الدولية للامم المتحدة ازاء قضية فلسطين الى ان يتم حلها من جميع جوانبها وتنفيذا لاتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين في وقت الحرب والمؤرخة في 12 اغسطس 1949م التي تسري على جميع الاراضي التي تحتلها اسرائيل وتمشيا مع قرار مجلس الأمن رقم 1322 لعام 2000 وقرار الجمعية العامة للامم المتحدة في جلستها الاستثنائية الطارئة د/00/7/10 نطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته والقيام بالتزاماته فيوفد قوة مراقبة تابعة للامم المتحدة الى الاراضي الفلسطينية المحتلة ومن ضمنها القدس لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين والمحافظة على ما بقي من الدماء الزكية والأرواح البريئة التي كل أملها هو استرداد حقوقها والعيش كبقية الامم في سلام وأمن وحرية».
واكد ان السلام لا يصنعه غرور الجنرالات واستخدام المدرعات وقصف الطائرات وانما يتحقق السلام بقبول شروط الحق ومستلزماته واجبار المعتدي على وقف عدوانه وانهاء احتلاله.. والاستقرار في المنطقة مرتبط بتحقيق السلام الشامل العادل.
واختتم كلمته قائلا «لقد قامت مباحثات السلام على اساس قراري مجلس الأمن 242 و338 وبمبدأ الأرض مقابل السلام .. وحيث ان السلام لا يمكن تجزئته فان المقابل اي الأرض لا يمكن تجزئتها ولكي يقوم السلام العادل الشامل لا بد من اعادة جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967م كي يتحقق الاستقرار ويحل الأمان ويقوم التفاهم ويستقيم التعايش ويستمر التعاون».

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved