أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 18th March,2001 العدد:10398الطبعةالاولـي الأحد 23 ,ذو الحجة 1421

منوعـات

وعلامات
الحج والحجاج والخدمات.!
عبد الفتاح أبو مدين
بدء الوقفة الأولى.. عن الحجاج الوافدين فرادى وهم الذين لا يتقيدون بالمؤسسات التي تتولى شؤونهم وخدماتهم، والحديث حول تفويجهم للمدينة، وهؤلاء حتى بعثات الحج ليست مسؤولة عنهم، وكان أيام زمان يسمون ب الفلت . وقد علمت وأنا في المدينة. ان هؤلاء الحجاج، حين يصلون المدينة.. يعلنون انهم يريدون السكن في الشوارع، لأنهم لا يملكون ما يدفعون لقاء السكن، وحين يخبرهم الأدلاء ان ذلك ممنوع، يقولون انهم لا يملكون سوى مبلغ عشرة ريالات اوعشرين على الأكثر لليوم الواحد، ويأخذ الأدلاء يجوبون بهم الشوارع وهم في الحافلات، يفتشون عند اصحاب العمائر.. من يقبل اسكانهم بعشرة او عشرين ريالا.! وتمضي الساعات الطوال.. دون جدوى ، والاتصالات بين الأدلاء الذين يصاحبون الحجاج ورؤسائهم جارية.. الى حد الملل، وقد يعثرون على متصدق يقبل اسكانهم في العمائر الخالية بالعشرة والعشرين ريالا، وبعض الكرماء يسكنونهم مجانا لله تعالى.!
ان هذه الشرائح من الحجاج الفقراء، من شرق آسيا وافريقيا، ربما يمثلون خمس الحجاج القادمين من الخارج، وهو عدد ليس قليلا.! والفقر يسقط عن صاحبه الحج.. حتى يغنيه الله من فضله او يمو ت دون ان يؤدي هذه الفريضة، التي تسقط بهذا العذر،! أما ان يحصلوا على تأشيرات من سفاراتنا، وهم غير قادرين على الانفاق، فإنهم يحدثون مأزقا عندنا.! ففي مكة.. يسكنون في الحرم والشوارع وكذلك في جدة، أما في المدينة .. فان ذلك لا يتاح لهم.!
ما دامت فريضة الحج غير ملزمة الا للمستطيع فان الأولى ألا يعطى هؤلاء تأشيرات دخول البلاد ما داموا غير قادرين على اعالة انفسهم ، ويوجدون مشاكل في المدينة مثلا بادعاء الإفلاس.. لكي يبقوا يشغلون الشوارع، وتعاني المدن من مخلفاتهم وقذارتهم ما يسيء ويضر.!
ان الحجاج الفرادي.. يجب ان يقدموا شيكات تحاويل ما يكفي سكنهم وتنقلاتهم ومعاشهم،بل أجزم أن يكون ثم مبلغ محدد يغطي التكاليف.. في تحاويل بأسماء مؤسسات الطوافة والأدلاء.. أو اي جهة تحددها وزارة الحج، والذي لا يستطيع هذا الالتزام لا يمنح تأشيرة للحج، لأنه غير مستطيع.
ان بلادنا تتحمل الكثير من المغارم من الحجاج في كل المرافق، وتؤدي دورها لخدمة الحجيج وراحتهم وأمنهم، وهي راضية بذلك ومسرورة.. من واقع واجباتها في خدمة الحرمين الشريفين، غير ان للتسامح حدا، وللقدرة حدا، والحكومة ليست مسؤولة عن المغارم، وكذلك شرائح العاملين في الحج، الذين يبذلون جهودا مضنية لخدمة الحجاج، بمزيد من الصبر والتحمل.! وليس صحيحا، ان يلاقي الأدلاء عنت الذين لا يريدون دفع تكاليف سكنهم في حده الأدني، او لا يملكون ذلك ، لهذا ينبغي ان تضع حكومتنا حدا لهذه المعاناة التي لا حد لها ولا نهاية ، ونحن ندرك مؤدى المثل العربي: اذا أردت ان تطاع فسل ما يستطاع.. وقبل ذلك قول الحق: «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها».

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved