أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 18th March,2001 العدد:10398الطبعةالاولـي الأحد 23 ,ذو الحجة 1421

وَرّاق الجزيرة

فروق طفيفة
يوسف بن محمد العتيق
في جلسة علمية سريعة شرُفت بحضورها كانت تضم الدكتور سالم السالم أستاذ المكتبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية بالرياض والأستاذ الفاضل حمد الشريف نائب أمين المكتبة بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية كان البحث بواسطة شبكة الانترنت عن موضوع مكتبي يخدم موضوع تسويق المعلومات وبعض ما كتب فيه، وبطبيعة الحال كان الأستاذان الكريمان يبحثان بواسطة الوقوف على الأبحاث المقدمة في هذا المجال باللغتين العربية والانجليزية، فكانت النتيجة مهولة والفرق ليس «طفيفاً!!»، ولا قريباً من الطفيف.
هل تصدق عزيزي القارئ الكريم أن الأبحاث المكتوبة باللغة الانجليزية في هذا الموضوع تجاوزت «12 ألف موضوع»!!
وأما ما كتب في هذا المجال باللغة العربية وهو موجود على شبكة الانترنت فهو قرابة العشرة موضوعات فقط!!
طبعاً لا نستطيع أن نقول كما يحلو للبعض أن يقول أن الفرق طفيف ولا يكاد يذكر )!( وهنا ألا يحق لنا أن نتساءل: لو أردنا أن نلحق بهم في هذا المجال كم لابد لنا أن نكتب وكم سنة حتى نصل الى هذه المرتبة؟
طبعاً هذا مثال واحد وليس هو المقصود بعينه لكن تستطيع أن تقيس عليه الكثير من الموضوعات البحثية التي نحن بحاجة إليها في المجالات الدراسية الأكاديمية والتطوعية، وبهذه الحال المتواضعة سيعود الأثر على وضعية البحث العلمي لدينا وعلى قوة الباحث العربي ورصانة ما يقدمه من أبحاث، ولعل أول وأهم خطوة لمن يريد أن يسير في المسار الصحيح وينتشل نفسه من الواقع الخطأ أن يعرف الموقع الذي عليه قدماه، وهل هو صحيح أم لا، ومن ثم يبحث عن الحلول الناجعة بطرق علمية.
وعلى كل حال هناك الكثير من الموضوعات التي نحن بأمسّ الحاجة إلى تكثيف القراءة والبحث والكتابة فيها، ومن أهمها موضوعات الكتاب والتعامل معه وكيفية اعطائه دوراً أكبر في حياتنا اذ انه الوسيلة الأولى في التحصيل العلمي، والبقية تأتي بالتبع على أهميتها.
ولعل التربية العلمية الجادة لدى الغرب وحبهم الشديد للكتاب أوصلتهم الى هذه المرحلة التي جعلت المقارنة بين الباحث العربي والبحث لديهم ضرباً من الأحلام التي لا تجوز بحال من الأحوال، ولعلي أختم مقالتي هذه بقصة لطيفة سمعتها من الباحث العراقي والمؤرخ الأستاذ نجدة فتحي صفوة عند زيارته للرياض في فترة سابقة، حيث قال انني كتبت بحثاً في موضوع تاريخي باللغة الانجليزية وحينما عرضته على المشرف علي قال البحث جيد، لكني لن أقبله حتى تطلع على البحث المكتوب في هذا الموضوع وقدمه الكاتب الفلاني باللغة الألمانية، ولا يجوز لي أن أقبل بحثاً وأنا أعلم هذه المعلومة وأنت بامكانك الرجوع اليها!!
فانظر الفرق بين الباحث الذي يكتفي بمرجع واحد أو اثنين وبين باحث آخر يبحث في أكثر من لغة لعله يقف على مادة جديدة يخدم بها القراء والمجتمع.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved