أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th March,2001 العدد:10400الطبعةالاولـي الثلاثاء 25 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

في الصميم
انتهاء محنة الطائرة الروسية
د.خالد آل هميل
خطف الطائرات كانت «موضة» استخدمتها بعض الحركات السياسية في العقود الثلاث الماضية وأثبتت الأيام فشل هذه التصرفات وعودتها بالكوارث وسوء التقدير على مخططيها ومنفديها.
والمتابع لنتائج عمليات الاختطاف أو عمليات التفجير يلمس دون شك إفرازاتها السلبية التي لم تقتصر على المنفذين وانما تجاوز ذلك الى الشعوب ورموز الدول.
خطف الطائرات عمليات ارهابية شأنها شأن عمليات التفجير التي تحدث هنا أو هناك.
إن القانون الدولي يعتبر خطف الطائرات عملا إرهابيا يتوجب القصاص من فاعليه ومخططيه وأن لا حصانة لمن يمارس الارهاب.
لا أحد يقف ضد تحرر الشعوب ونضالها لاسترداد حقوقها بكل الوسائل المشروعة، ولكن الأمم ضد الارهاب الذي يستهدف الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولاجمل.
ان النضال الحقيقي هو الذي ينطلق من الداخل لمحاربة المستعمر ولايمكن اعتبار خطف الطائرات المدنية عملا بطوليا فهو لا يتعدى أن يكون عملا ارهابيا يعرض الأبرياء للموت دون ذنب اقترفوه.
وخطف الطائرة الروسية التي كانت تقل على متنها 175 شخصا هو في الواقع عمل إرهابي غير مقبول من كل الشرائع السماوية والقانون الدولي.
نحن مع نضال الشعب الشيشاني للتحرر من الاستعمار الروسي على أرضه وبين أهله وينبغي أن يحصل هذا الشعب المسلم على الدعم السياسي والاقتصادي من كل الشعوب الحرة في العالم ولكن هذا لا يبرر بالمرة قيام بعض الأفراد من الإخوة الشيشانيين باقتراف أعمال إرهابية مثل خطف الطائرة الروسية، فهذه الأعمال تضر بمصالح الشعب الشيشاني الذي يواجه الجيش الروسي المدجج بأحدث الأسلحة الفتاكة، إن كل شعوب العالم تطالب الحكومة الروسية بالانسحاب من الشيشان وتترك لهم حرية تقرير مصيرهم، وفي نفس الوقت فإن هذه الشعوب ترفض العمليات الارهابية وتقف بالمرصاد لها.
إن قيام المملكة العربية السعودية بإنهاء عملية اختطاف الطائرة الروسية عندما اقتحمتها بأفراد من القوات الخاصة السعودية في مدة لا تزيد عن ثلاث دقائق عمل يتفق مع الشرائع والقوانين الدولية.
فالمملكة العربية السعودية بإنهاء هذه الأزمة اثبتت للعالم قدرتها على التعامل مع الارهاب بالقوة المطلوبة والمناسبة له.
لقد كانت وسائل الإعلام تردد أن بلادنا لا تملك الآليات القادرة على اقتحام الطائرة الروسية المخطوفة والمملكة العربية السعودية باقتحام هذه الطائرة وتخليص ركابها من الموت أعطت أكثر من رسالة، فالرسالة الأولى هو رفضها للارهاب مهما كان مصدره. فهي تتعاطف مع الشعب الشيشاني ولكنها ترفض الأعمال الارهابية مهما كان تبريرها.
أما الرسالة الثانية فهي قدرتها في التعامل مع الارهاب وخطف الطائرات بأحدث الوسائل وأنجحها.
أما الرسالة الثالثة هي نجاح هذه البلاد فيما أخفق فيه غيرها في التعامل مع عمليات اختطاف الطائرات.
أما الرسالة الرابعة فهي موجهة لمن ينوون احراج بلادنا عبر اختطاف الطائرات وتوجيهها للمملكة العربية السعودية على أساس ان هذه البلاد لا تملك الآليات القادرةعلى تخليص رهائن الطائرات بأقل الخسائر الممكنة.
لا جدال أن من رددوا ان المملكة العربية السعودية لا تملك القوة اللازمة للتعامل مع هذا النوع من الارهاب سوف يصابون بالدهشة لأنهم لم يدركوا ان بلادنا تملك من القوة ما يؤهلها للتعامل مع الواجب الأخلاقي والإنساني باقتدار. إن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية عندما رفض )العرض الروسي بإرسال فرقة لاقتحام الطائرات وتخليص الرهائن( كان يدرك امكانيات رجاله من افراد قوة الأمن الخاصة. وتدريبهم عالي المستوى. وإن في إمكانهم التعامل مع هذا العمل الارهابي المرفوض.
خصوصا عندما أقدم الخاطفون على ممارسة القتل غير المشروع للمضيفة التي لا ذنب لها إلا كونها واحدة من أفراد طاقم الملاحة على هذه الطائرة.
النضال في تقديري هو الذي ينبع من داخل الأراضي المحتلة.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved