أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th March,2001 العدد:10400الطبعةالاولـي الثلاثاء 25 ,ذو الحجة 1421

الاخيــرة

مبارك للبحرين وقطر ..
عبدالله بن إدريس
أحسسنا نحن السعوديين بسعادة غامرة لحل الخلاف الحدودي بين الدولتين الشقيقتين البحرين وقطر .. ورضا كل منهما بما حكمت به محكمة العدل الدولية. والرضا هنا نسبي بينهما.. وعلى مبدأ )مكره أخاك لابطل( ..!
فقد اتفقت الدولتان والتزمتا أمام المحكمة الدولية بقبول حكمها أيا كان هذا الحكم .
ولولا هذا الاتفاق الملزم لكل منهما بقبول ما تحكم به محكمة العدل الدولية لما قبلت المحكمة النظر في هذا النزاع الحدودي الاطول من نوعه .. ربما في العالم..
وقد شدني رئيس المحكمة وهو يورد الحيثيات للحكم الذي سيعلنه بعد دقائق من قراءة تلك الحيثيات الطويلة والمعقدة أقول إنه شدني الى متابعته .. مع أنه لاناقة لي في القضية ولاجمل . ولكني أجد نفسي صاحب هم في حل هذه القضية التي أزمنت وأدمنت .. بل وأدمت قلوب الحريصين على سترعورات العرب الذين كثيراً ما وقعت بينهم الخلافات الحادة، والتي تصل كثيراً الى تجريد السيوف وهز الرماح.
وكل من المتنازعين في شرق العالم العربي وغربه يرعد ويبرق متوعداً أخاه المختلف معه ، بوابل من جحيم سيصب عليه إذا لم يذعن لعنترياته .. وكل منهما يقول بلسان حاله أو مقاله ما عناه الشاعر بقوله :


جاء شقيق عارضا رمحه
ان بني عمك فيهم رماح

ولولا توفيق الله تعالى للملك فهد وولي عهده الأمير عبدالله اللذين بذلا ما استطاعا من وساطات توفيقية بين الدولتين البحرين وقطر لينتهي الأمر بهما إلى قبول إحالة التنازع بينهما على محكمة العدل الدولية لبقي نزاعهما وميضاً تحت الرماد ينذر بالاشتعال :


أرى خلل الرماد وميض نار
ويوشك أن يكون لها ضرام
فإن لم يطفها عقلاء قوم
يكون وقودها جثث وهام

وكان الأفضل لكل منهما لو قبلتا بالحلول التي اقترحتها المملكة عليهما. لأن ذلك يعطي ثقة ودلائل على حسن النوايا بين الاشقاء .. وأنهم قادرون على حل خلافاتهم فيما بينهم دون حاجة الى نشر ملابسهم على حبال العالم ..
لقد كانت اليمن قبل حل النزاع الحدودي بينها وبين المملكة تهدد باللجوء الى التحكيم الدولي .. وكانت المملكة تعرف جيداً، وحسب مالديها من وثائق ومستندات، أنها هي الرابحة فيما لو تم التحكيم الدولي بينهما ... لكنها حريصة دائماً على ان يحل أي نزاع بين دولة عربية وشقيقتها بينهما دون اللجوء الى المنظمات أو الهيئات الاجنبية... فالتراضي بين الأشقاء، داخليا هو الحل الأمثل الذي ليس من شأنه أن يخلف غُصصاً في حلق طرف ضد الطرف الآخر، حتى ولو أظهر الرضا والقناعة بما تحقق له، فيما دون طموحاته.
وبعد :
فإن الحلول التي أصدرتها محكمة العدل الدولية أمس الأول بين الشقيقتين الجارتين في الخليج العربي قد أسدلت الستار الكثيف على التنازع بينهما، ليس عبر ال 65 عاماً .. بل عبر مئات السنين التي حفلت بكر وفر بينهما منذ عام 1623م ثم في عام 1783م حيث طرد القطريون الفرس من البحرين.. وتوالى الكر والفر .. حتى انتهى إلى ما انتهى إليه على يد محكمة العدل الدولية أمس الأول .
فالحمد لله على ذلك .
ومبارك لشعبي البحرين وقطر.. ولصاحبة التوافق الأخوي الشقيقة الكبرى، المملكة العربية السعودية، على مساعيها الحميدة التي تكللت بالنجاح لمصلحة دول الخليج العربية وللأمة العربية بعامة . وأصلح الله شأن أمتنا العربية والإسلامية وجعل لهامن أمرها رشدا .

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved