أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th March,2001 العدد:10400الطبعةالاولـي الثلاثاء 25 ,ذو الحجة 1421

منوعـات

وعلامات
وذكِّر .! "1/2"
عبدالفتاح أبو مدين
* قرأت خطبة ل قطري بن الفجاءة .. المتوفى سنة "79ه " . وارتعبت حين فرغت من قراءتها، وتذكرت قول الحق سبحانه وتعالى :"وذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" أجل ينبغي أن نتذكر، وقد جرفنا تيار الحياة.. فأنسانا هادم اللذات، وهو آت لا ريب فيه، لأنه مصير كل حي، ولأن هذه الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة، ولكنها كالشيطان تغوي ، وصدق الحق القائل :" قل متاع الدنيا قليل ".!
* قال ابن الفجاءة : "أما بعد، فإني أحذركم الدنيا، فإنها حلوة خضرة" أجل فإن فيها بهاء ونعومة، وقال: "حفت بالشهوات وراقت بالقليل " وهذا مصداق قول رسولنا صلى الله عليه وسلم:" حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات".
وحقا فإن الدنيا تروق باليسير القليل، غير أن الإنسان هلوع، ثم قال :" وتحببت بالعاجلة" وهي الدنيا.. وحليت بالآمال "، أجل فإن آمال الحي لا نهاية لها، وقائلنا يردد: "ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل" ثم يقول قطري : "وتزينت بالغرور" . وفي الكتاب العزيز:" وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور" . ثم قال :" لاتدوم حبرتها، أي سرورها ونعيمها - ولا تؤمن فجعتها، نعم .. فإن فجائع الحياة لا حد لها، وقال: غرّارة ضرّارة". وهي مكارها وأذاها، ثم قال: "خائنة غدّارة، نافدة بائدة" . حقا إنها منتهية هالكة، وقال :" أكّالة غوّالة"، إنها هلعة تغتال وتهلك .
* وقال: لا تعدو إذا هي تناهت إلى أمنية الرغبة فيها، والرضا عنها أن تكون كما قال الله :"كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح، وكان الله على كل شيء مقتدرا".
ويقول صاحب الخطبة:" مع أن امرءاً لم يكن منها حبرة"، أي سرور ونعيم- " إلا أعطيته بعدها عبرة" أي العجب" ولم يلق من سرائها بطنا إلا منحته من ضرائها ظهرا"، ذلك هو تقلب الأيام، " ولم تطله غيمة رخاء إلا حطت عليه مزنة بلاء"، أي لا يصيبه غيث شديد من المطر، إلا أعقبه نازلة بلاء، " وحري إذا أضحت له منتصرة أن تمسي له خاذلة متنكرة، وإن جانب منها أعوذب واحلولي، أمر عليه منها جانب وأوبى "، وبعد العذوبة والحلي، أعقب ذلك مرارة بالوباء والوخم، وإن أتت أمرءا في غضارتها ورفاهتها نعما، أرهقته من نوائبها نقما، ولم يمس امرؤ منها على جناح آمن إلا أصبح منها على قوادم خوف"،
والغضارة سعة العيش، التي تتحول إلى مصائب، ويتحول أمنه خوفا، والقوادم: الريش في مقدم الجناح، قال بشار: "فإن الخوافي قوة للقوادم " أي الريش القصير المبطن للأجنحة .. يقوي الجناح .
وفي الحلقة القادمة إن شاء الله ... نتم الحديث، مع هذا الخطيب، في تنبيهه ونذره.. من الدنيا- متاع الغرور -.

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved