أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 20th March,2001 العدد:10400الطبعةالاولـي الثلاثاء 25 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

إيجابيات باهرة تخللت المناسبة
ملاحظات ومشاهدات في حج هذا العام
ليس الدافع من رصد الملاحظات والمشاهدات غير الجيدة بعد نهاية كل موسم من مواسم الحج التقليل بأي حال من الاحوال من شأن الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل الجهات المسؤولة في الدولة لأنها جهود ظاهرة وملموسة وتفرض على الجميع تقديرها والثناء عليها وكيف يمكن لأي حاج منصف ان تشغله بعض السلبيات البسيطة عن هذه الايجابيات الباهرة والتي كانت السبب بعد توفيق الله في كل ما تحقق للجميع من يسر وسهولة في اداء مناسكهم في كافة المشاعر. لكن الدافع الحقيقي من رصد السلبيات ان صحت التسمية انما هو الرغبة في تلافيها في المواسم القادمة ومساعدة المسؤولين في سعيهم الدائم لتطوير الخدمات المقدمة للحجاج والوصول بها الى افضل المستويات تحقيقاً لتوجيهات المسؤولين في القيادة العليا وتنفيذاً لتوصياتهم السامية يحفظهم الله .
وفي اطار التفاعل الشعبي مع هذه الجهود الرسمية وجدت من المناسب التنبيه الى هذه الملاحظات التي شاهدتها بنفسي في حج هذاالعام:
1- في يوم عرفة شهد الحجاج نشاطاً غير عادي من جانب المتصدقين اثابهم الله الذين قاموا بتوزيع العصائر والالبان والمياه المبردة والفواكه بكميات كبيرة جداً تفوق التصور بحيث كانت هذه الاشياء تنهال على الحجاج في سياراتهم واماكن تواجدهم من كل مكان وبشكل اثار ذهول الحجاج ودهشتم من هذا المشهد شبه الخيالي وغير المألوف في اي مكان من العالم الا في هذه البقاع الطاهرة زادها الله تشريفاً وتعظيماً وزاد اهلها من خيره وفضله. في ذلك اليوم زادت المخلفات هي الاخرى بشكل غير عادي حتى غطت وجه الارض تقريباً ولم تكن هناك حاويات لجمع بعض المخلفات التي في متناول الحجاج كما لم يكن هناك تواجد مناسب لعمال النظافة لا اقول لجمع كل هذه المخلفات ولكن لجمع ما يمكن جمعه فوجود عمال نظافة يتجولون بين الحجاج ومعهم اكياس او صناديق خاصة لهذا الغرض من شأنه ان يساعد كثيراً في تخفيف المخلفات ويمنع تراكمها وكل قدر يشاهده الحجاج من النظافة الفورية له اهميته الخاصة التي لا يمكن مقارنتها باهمية النظافة اللاحقة لمغادرة الحجاج لأي من المشاعر، لقد امكننا بحمد الله تغطية كافة المشاعر والطرقات بجنود الامن فكيف لا نفعل الشئ ذاته بعمال النظافة وما الذي يجعل وزارة الشئون البلدية تعتمد على جهود امانة العاصمة او على عقود النظافة الخاصة بالحج ولا تستعين بعمال من البلديات الاخرى على غرار ما تفعله وزارة الصحة والقطاعات الامنية وغيرها من القطاعات ذات العلاقة بخدمات الحج التي تستعين بالقوى العاملة في كافة فروعها.
2- في مزدلفة نزلنا في احدى الساحات غير الممهدة ولا ادري كم في مزدلفة من الساحات التي بهذه الصفة من حيث وجود الصخور والمنخفضات والمرتفعات والحفر والاعشاب اليابسة التي ضايقت الحجاج وحرمتهم من الاستفادة من بعض المساحات التي كانوا في امس الحاجة اليها. لقد كان الواجب تسوية مثل هذه الساحات على بعضها لزيادة قدرتها الاستيعابية ولاظهارها بالمظهر اللائق اسوة بما يشاهده الحجاج من حسن التنظيم في كافة المشاعر وثمة ملاحظة اخرى تتعلق بنظافة مزدلفة فقد تعود كثير من الحجاج الخروج من منى بعد رمي الجمرات في اليوم الثاني عشر للمبيت في مزدلفة تجنباً للزحام في طواف الوداع وحسب المتبع في السنوات الماضية كانوا يجدون مزدلفة قد تم تنظيفها بالكامل من جميع المخلفات التي تركها الحجاج عند مبيتهم بها ليلة العيد اما في هذا العام فقد وجدوا هذه المخلفات في مكانها فتفرقوا هنا وهناك بحثاً عن مكان مناسب لمبيتهم ومنهم من قام بنفسه بتنظيف مكان مناسب لمبيته.
3- من يحضر بالسيارات من منى الى الجمرات يحتاج الى النزول مع درج طويل جداً يبلغ عدد درجه حوالي 66 وبين كل مجموعة من الدرج بسطة استراحة وهو درج واسع ومريح وليس فيه اي ازدحام غير عادي لكن يلاحظ عدم وجود عمال نظافة مما تسبب في كثر المخلفات كما لوحظ عدم سلامة منسوب البسطات مما جعل بعض مياه الامطار التي نزلت في ذلك اليوم تتجمع في مقدمة كل بسطة وتتسبب في مضايقة المارة خاصة مع وجود المخلفات ولا ادري ان كان بالامكان استبدال هذا الدرج واستخدام السلالم الكهربائية للتخفيف على كبار السن ومن في حكمهم ولتكون احد البدائل الحضارية الكثيرة التي وظفتها الدولة وفقها الله لخدمة الحجيج.
4- افتراش الطرق المخصصة للمشاة بين منى والجمرات من قبل بعض الحجاج خاصة حجاج جنوب شرق آسيا لايزال يشكل ظاهرة تتكرر كل عام وهذا الافتراش الجائر يؤدي الى تضييق الطرق على المشاة والى الازدحام الشديد في الجزء السالك من الطريق والذي لا يتجاوز في الغالب عشر الطريق او قريباً من ذلك. والغريب ا نك لا تشاهد من ينكر على هؤلاء الجالسين في عرض الطريق او يساعد على تنظيم جلوسهم بحيث لا يضايق المشاة او يعرقل حركتهم ثم ان هناك سؤالاً يطرح نفسه وهو: ما الذي جعل هؤلاء يعتادون افتراش الطرق؟ هل لانهم وجدوا ذلك امراً مسموحاً به ام لانهم يعتقدون او قيل لهم بأن في ذلك شيئاً من الافضلية، ام ان بعضهم يقلد بعضاً؟ ثم اليس لهؤلاء الحجاج جهات مسؤولة عنهم كأن يكونوا تابعين لمؤسسات حجاج الخارج او الداخل او انهم من داخل مكة وما حولها فيكون لهم كفلاء يمكن ان يتحملوا ما قد يترتب على وجودهم بهذه الصفة من مسؤولية.
5- الخيام في منى اصبحت تحت سيطرة مؤسسات حجاج الخارج او مؤسسات حجاج الداخل واكثر حجاج الداخل لا يرغبون المؤسسات لغلاء اسعارها وقلة عنايتها بالحجاج ولأنهم وهذا هو الاهم يحشرون في مخيماتها حشراً والواجب ان يعاد النظر في هذا التنظيم ويخصص جزء من الخيام لمن يريد من حجاج الداخل ان يسكن بطريقته الخاصة وبالسعر المحدد للمؤسسات للقضاء على التذمر الحاصل من إلجاء الناس الى مؤسسات لا يرغبونها. وثمة ملاحظة اخرى تتعلق بالخيام الجديدة التي ظهر انها تسرب المطر من اطرافها الى داخلها ولا ادري هل هذا ناتج عن خلل في التصميم ام خلل في التركيب، لكنه خلل يحتاج الى المعالجة لمواجهة مواسم الحج المقبلة التي ستحل في مواسم الامطار ان شاء الله تعالى.
هذه كانت اهم الملاحظات التي رأيت التنبيه اليها تفاعلاً مع طموحات المسؤولين للوصول الى التمام فيما يقدم للحجاج من خدمات وبالله التوفيق ومنه السداد.
محمد الحزاب الغفيلي
محافظة الرس

أعلـىالصفحةرجوع





















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved