أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd March,2001 العدد:10402الطبعةالاولـي الخميس 27 ,ذو الحجة 1421

فنون تشكيلية

تلميحة
حتى لا يضيّع هؤلاء شخصيتنا التشكيلية
محمد المنيف
في بداية ظهور الفن التشكيلي المحلي بشكل مباشر للجمهور كان تأثر العديد من الفنانين التشكيليين بالغرب يعزى لاسباب دراستهم في الخارج، ورغم محاولات التأهيل لهؤلاء لاعادتهم لروح واقعهم المحلي وتأكيد شخصيتهم من خلاله الا ان الامر اصبح اكثر خطورة بشكل لا يختلف عن داء حمى الوادي المتصدع إذ لم يعد الحجر الطبي للاساليب المستوردة كافيا لقطع الطريق فالداء اصبح داخل الحدود بين ظهرانينا كما يظهر على لوحات الكثير من الفنانين والفنانات نتيجة تلقيهم دروسا في التقنيات الخطية واللونية ممن يدعون قدرتهم على اعطاء دروس في الرسم وتقنياته من بعض المقيمين ومن مختلف دول العالم فاصبحنا نشاهد الملامح الفلبينية والافريقية وغيرها مع ما يضاف اليها من عناصر لا تمت للواقع المحلي بأي شكل او علاقة. ومن المؤسف ان يمر مثل هذا التأثير على المتعلم المحلي المبتدىء دون ان يعي ما سينتهي به التقليد والتبعية من زرع لثقافات دخيلة تبعده عن حقيقة واقعه وموروثه الذي يتحمل مسؤولية التعريف به وبأمانة توثيقه وتخليده للاجيال القادمة.
وحينما نقول الموروث لا نعني التعامل التسجيلي حتى لا نتوقف عند حدود النقل الحرفي امام ما يحدث من نقلات سريعة في اساليب الاداء من تجريد ورمزية او تعبيرية او اي جديد قد يطرأ على اللوحة او العمل التشكيلي بقدر ما نسعى للمنافسة وبالتوجه ذاته بشرط التمسك بالانتماء وبناء قاعدة تحمل ملامح الخصوصية بمرجعية اصيلة مرتبطة بكل القيم الجمالية والموضوعية ولم يتوقف ذلك التوجه لطمس الهوية المحلية عند حدود الاداء بل اتبع بالتعليقات المحبطة من بعض اولئك المدعين تعليم الفنون التشكيلية لكل عمل محلي وان ما يقدم من اعمال لفنانينا لا يشكل اي نقلة او تأثيرا على ما حققوه في دولهم وان العمل الفني التشكيلي لدينا ما زال في حاجة لهم ولخبراتهم وان افضل الاعمال ما نتج عن دروسهم واشرافهم وارائهم. اما الاكثر ايلاما فهو في قناعة اولئك الفنانين المحليين اللاهثين خلف التأثر الاعمى بكل كلمة اشادة من اولئك المعلمين كما يسمون انفسهم في الوقت الذي نجد فيه تجارب التشكيليين في دول قريبة وشقيقة تعتمد في نهوضها وتنافسها في فنونها على ما يتم القيام به من ابناء وطنها فاصبح لكل بلد رموزه وسماته عبر اجيال واجيال وضعت بين ناظريها ابداعات رواد الفن فيها كأمثلة يحتذى بها اعتزازا بهم وتواصلا مع خطواتهم وتطويرها.
هذا الواقع يحتاج الى علاج ناجع من قبل المعنيين برعاية المبدعين عبر اقامة المراسم واستقطاب اصحاب الخبرات من الفنانين من ابناء الوطن لتحقيق الهدف والحفاظ على الهوية وفي ذاكرتي موقف طريف ما زالت اثاره باقية حتى الآن في العديد من لوحات ابنائنا تلامذة المدارس. اجزم بأن الكثير يتذكره وهو يتمثل في رسمنا ايام دراستنا الابتدائية لمنظر طبيعي يظهر شكل جبلين يفصلهما نهر يمر بكوخ صغير علماً اننا لم نر في حياتنا لا نهرا ولا كوخا.
هذا الشكل وتلك العناصر الدليل القاطع على خطورة الاستعانة بمن لا يعنيه الانتماء.
تواصل:
* الاخت امل محمد: الاهتمام بالموهوبين من اهم اهداف ايجاد الصفحة التشكيلية وما نقدمه من ابداعات الفنانين المعروفين بتجاربهم المتميزة قصد به تعريف الموهوبين بما وصل اليه من سبقوهم. نرحب بتجاربك وسوف نحقق رغبتك في ابداء الرأي فيها.
* الاخت فاطمة الجوفان: مشاركتك في الكتابة عن الفن التشكيلي وصلت الى الصفحة الا ان الكتابة بحجم صغير اضاع بعض الفقرات ارجو اعادة ارسالها بحجم الA4.
talmehah@yaho.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved