|
| مقـالات
ما المسافة التي تمتد بين الإسلام كنظام ديني ودنيوي، بين التطبيقات المشوهة المرعبة التي يتعرض لها هذا النظام الإلهي البديع.
فعلى حين أن الإسلام جاء كنظام شمولي يبتدئ بالفرد وينتهي بالجماعة ولكنه بالتأكيد يبتدئ بالفرد، ويعنى بتهذيبه وإصلاحه، وتهيئته وإعداده لعمارة هذا الكون من خلال الحرص الشديد على نوعية الروابط والعلاقات القائمة بين الفرد والجماعة.
قال الله تعالى «الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ» ) آل عمران 134( قال تعالى «و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك» ) آل عمران 159( وقال الله تعالى «ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون» )المؤمنون 96( ناهيك عن الأسماء العديدة التي وصف عز وجل بها نفسه كمصدر للرحمة والمغفرة والكرم والنور والسلام والعزة..، هذا على مستوى القرآن فلو انتقلنا الى الأحاديث الشريفة لجلسنا على نهر وافر لا ينقطع يبتدئ بالفرد ويعده للاندغام بالجماعة ابتداء من قوله عليه الصلاة والسلام «رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر» وصولا الى إماطة الأذى عن الطريق فيه صدقة!!
وما حدث في موسم الحج الأخير في منطقة )المرجم(...!! لا يتعلق بالإسلام ولا يمثله بل هو صورة موجعة مؤلمة، عن ذلك الطريق الإسلامي الذي جعل الإسلام إماطة الأذى عنه صدقة الى زحام مفجع، لا تراعى فيه حرمة امرأة أو حاج أو مسلم!!..
يقال ان في حرب )67( أحد القواد اليهود سئل عن مدى استعدادهم للمواجهة مع العرب وعن الخوف من الجيوش العربية، فأجاب بإمكانك مشاهدة العرب عندما يريدون ان يستقلوا حافلة عامة، وطبيعة الزحام والتدافع للدخول، ومن هناك تستطيع ان تعرف استعداداتهم.
فما بالكم في الحج حيث هذا المشعر الكريم لارفث ولا فسوق فيه، وكيف تحول الى مجزرة التهمت المستضعفين من الحجاج.
أين الخطأ هنا؟؟ هل هو من الإسلام؟؟ والجميع يعرف في الحشود الضخمة تصبح قابلية الاختناقات البشرية والفوضى والهلاك من الزحام كبيرة ومحتملة، ولكن نعرف أيضا ان للحج روحانيته ومناسكه وشفافيته التي تربو بالمسلم وهو بين يدي الله أن يقوم بهذا التدافع المتوحش الذي لا يليق ببني البشر.
هل واجب على دعاة المسلمين قبل تعليم الناس عدد الجمرات، وشكل الإحرام، وهل يوضع على الكتف الأيمن أم الأيسر، أن يعلموهم شروط البنيان الاجتماعي النبيل الذي أعده الإسلام للبشرية الذي نختصره في قوله عليه الصلاة والسلام « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
ردود:الأستاذ سعد الهزاني: شكرا لردودك بالنسبة ليوم فالنتين وجزيت خيرا.
EMAIL:OMAIMAKHAMIS@YAHOO.COM
|
|
|
|
|
