أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd March,2001 العدد:10402الطبعةالاولـي الخميس 27 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

شدو
الشجاعة سياسة والسياسة حكمة
الدكتور فارس محمد الغزي
محقا فيما لو قلت ان النجاح الباهر لعملية الاقتحام والانقاذ للطائرة الروسية المخطوفة التي جرت في الأسبوع الماضي كان نجاحا بكل ما تحمله كلمة النجا ح من معنى، بل هو دليل آخر على ان حكمة سياسة الداخل هي سر تواصل نجاح سياسة الخارج على كافة الأصعدة ولله الحمد.
بل لا أتجاوز الحقيقة فيما لو قلت ان عملية الاقتحام هذه تعتبر من ضمن العمليات النادرة في تاريخ الارهاب الجوي فيما يخص عدد الضحايا، خصوصا ان طراز الطائرة الروسية المختطفة طراز يختلف تصميمه كل الاختلاف عن الطائرات الاخرى المألوفة في بيئتنا رغم التشابه القائم بين هذه الطائرة والطائرة الامريكية «ام دي 80 او الطراز الأحدث منها ام دي 90» وذلك فيما يتعلق بالشكل الخارجي ومدى الطيران المحدد لكل منهما،
أما ما عدا ذلك فثمة اختلافات جذرية خصوصا في عملية توزيع المقاعد حيث تتسم الطائرة الروسية بالضيق نتيجة لتكدس مقاعدها فلا غرو ان تكون قدرتها الاستيعابية بالنسبة لعدد الركاب تفوق بمراحل القدرة الاستيعابية لاي طائرة من نفس الحجم، كالطائرة الامريكية المذكورة.
ومع ذلك فنجاح التعامل مع هذه الحادثة الذي نشكر الله سبحانه عليه يجب ألا يصرف أنظارنا عن ضرورة وحتمية الاستعداد لمثل هذه الحوادث فالتخطيط من الآن لما قد يستجد منها في المستقبل خصوصا ان بلادنا الكريمة تستقبل من الطائرات العالمية بكافة انواعها ما لا تستقبله اي دولة في العالم بدليل ما تستقبله مطاراتنا الدولية خلال موسم الحج: طائرات بعضها يفتقد لأهم عوامل السلامة فضلا عن قدومها من مطارات لا تراعي محاذير ومتطلبات الأمن الأمر الذي يجعلها عرضة للاختطاف وللابتزاز،
وعليه فانني اقترح انشاء مراكز متخصصة في مفاوضات «الساعات الحرجة» كالمفاوضات التي لم يتحقق لها النجاح مع مختطفي الطائرة، وذلك لأن المفاوضات في مثل هذه المواقف تتطلب مهارة ومعرفة وممارسة وثقافة وخبرة من المفاوض بخبايا الطبيعة البشرية «تحت الضغوط الفائقة» وطرائق تفكير «المتفاوض معه» انطلاقا من معرفة تامة وشاملة للغته وثقافته ومحاور قضيته وأبعاد مطالبه،
علاوة على ضرورة تحلي «المفاوض» برباطة الجأش والروية والذكاء والقدرة على الاقناع عن طريق «الايحاء» وليس المباشرة،
ومدى قدرته على التقمص والأخذ بنهج «المسايرة وكسب الوقت في آن واحد» ومهارات ما يعرف بالادراك «الانتقائي» وصولا الى الهدف المنظور.
فعلى سبيل المثال كان على المفاوض في مثل هذه الحادثة ان ادرك بحدسه المعاني الروحانية لاختيار الخاطفين الهبوط في المدينة المنورة او مجرد وجودهم هناك فانطلق من الجانب الروحاني ليقدم نفسه الى الخاطف، ويحصل على ثقته، ويؤسس بفعالية نهجا ثنائيا «اتصاليا» يبث من خلاله الأمان في كيان الخاطف فيسيطر عليه نفسيا بطريقة يضمن من خلالها استجابته جسديا.
.. ليقيك الله ويمنحك المزيد من الأمان والحكمة والروية يا وطن الايمان يا وطني...
للتواصل ص ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved