أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd March,2001 العدد:10402الطبعةالاولـي الخميس 27 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

تغيير من تغيير!!
من منا كامل في كل شيء؟ ومن منا راض عن نفسه؟ ومن منا حقق لنفسه ما يريد؟ بل ومن منا حتى هذه اللحظة يفهم ويعرف تحديداً ما يريد؟ أعتقد أن الاجابة واضحة، لاننا بمنتهى البساطة بشر نخطئ ونصيب وبداخلنا الكثير من التناقضات التي لم نفهمها بعد والكثير من الأماني التي ما زالت في طور الاحلام. نعم كل منا يحب أن يرى نفسه أفضل الناس بل كل منا يحب أن نفسه في الآخرين خاصة أولئك الذين يحبهم ويحتفظ لهم بمكانة خاصة في قلبه أليس كذلك؟ ولكننا أحياناً لكي نصل لمرحلة التغيير التي نرغبها نضحي بالكثير والكثير جداً، ودون أن نشعر نخسر الكثير أحياناً أو كل هذا من أجل التغيير الذي نريده ويريده غيرنا منا ألا تشعر أنت بهذا الاحساس أو مررت بمثل هذا الموقف بشكل أو بآخر؟ إن ما يؤلم بحق ليس الخطأ الذي نركتبه بحق أنفسنا من أجل التغيير أبداً! فذلك ربما استطعنا تجاوزه مع مرور الوقت بشكل أو بآخر. ولكن ما يؤلم بحق هو تلك الأخطاء القاتلة التي نرتكبها وبدون قصد في أحيان كثيرة في أعز الناس إلينا وأقربهم الى نفوسنا أولئك الذين بحاجة إلى اعتراف بالجميل بحقهم نظير الثقة المتناهية التي أولونا إياها، والتضحيات اللا محدودة التي بذلوها من أجلنا والاحراجات المتكررة التي واجهوها بسببنا، والمشاعر الصادقة التي اهدونا اياها بطيب خاطر وبعفوية. ومثل هذا الكلام لا ينبغي ان يفسر على أنه موجه لعلاقة محددة أو لأشخاص معينين أبداً! بل انه ينطبق على الجميع دون استثناء. انظر لتلك العلاقة بين الابن والوالدين اين تصل حينما يصل الابن لمرحلة العقوق أو حينما ينحرف بسلوك شاذ فما هو وضع الوالدين حينئذ؟ أليس الاحراج والألم والتعب النفسي أليس هدفهم حينئذ هو محاولة تغييره للعودة به الى المسار الصحيح الطبيعي؟ إلى جادة الحق؟ وانظر الى العلاقة الزوجية أو علاقة الحبيب بحبيه إلى أين تصل حينما يتغير أحد الطرفين على الآخر! وحينما تسوء العلاقات بينهما! وحينما يكون الألم والمعاناة والاحباطات والانكسارات من نصيب طرف احدهما! فما هو هدف هذا الطرف المظلوم المسكين الضحية أليس هدفه الأول هو البحث عن الأساليب الناجحة لتغيير سلوكيات الطرف الآخر بحيث يعيده كما كان أو على الأقل ليخفف من حدة هذا التغيير السلبي المفاجئ أو المزمن عليه؟ وقس على هذا في أمور كثيرة في المنزل والعمل وتعاملك مع الآخرين، وانظر مدى تأثير ذلك على نفسيتك وعلى مشاعرك واحاسيسك وأعز ما تملك وهو كبرياؤك وكرامتك! أليس هذا هو واقع الحال؟ ان المشكلة احياناً ليست فينا نحن، فنحن ربما كنا قادرين على تغيير أنفسنا ولكن المشكلة في عدم قدرتنا على تغيير من هم سبب تعاستنا وآلامنا ومعاناتنا اليومية التي نعيشها يومياً في منازلنا مع أسرنا وأقرب الناس الينا ممن لا نستطيع أن نفعل معهم أي شيء سوى التسليم بالأمر الواقع وتلقيو الصدمات العنيفة الواحدة تلو الأخرى! لأننا قليلو الحيلة لا نملك سوى الدعاء والاحتساب لله عز وجل! وما يتعبنا في التغيير أحياناً اننا نريده بسرعة وبالصورة التي نصورها لانفسنا متناسين أو متجاهلين أن التغيير هو مسألة وقت خاصة ذلك المرتبط بالسلوك غير المرغوب المراد تحويله إلى سلوك ايجابي. وما أريد أن أوضحه أننا اذا أردنا من انسان تغير ما في سلوكه فعلينا الا نستعجله، علينا ان نتريث قليلاً وربما طويلاً أحياناً وأن نعطيه الوقت الكافي مع المتابعة، لأن العادة لا يمكن التخلص منها بسهوله، وإلا لحدثت حالة انتكاسة ربما أشد من الأولى. وقد يقول قائل ولكن هناك اشخاص معينون لا تنفع معهم الفرص ولا يجدي معهم الوقت، فهم قد يظلون لسنين طويلة ولا تأخذ منهم سوى وعود زائفة لا تغني ولا تسمن من جوع! أما أنت فلا تأخذ منهم سوى القهر والتعب النفسي وخسارة العمر التي لا تعوض. والى هؤلاء نقول نعم معكم حق ولكننا بحاجة للمحاولة اذا كان هناك بصيص أمل يلوح في الأفق، والأمل موجود ولابد أن يكون كذلك خاصة اذا كان أقرب الناس الينا هم من نريدهم ان يتغيروا للأفضل وبشكل نفتخر به ويريحنا، فهم فلذات أكبادنا اذا كانوا أبناء واحباؤنا ان كانوا رفقاء دربنا أو ان حياتنا التي لا تكتمل سعادتها الا بوجودهم معنا ذلك الوجود وتلك السعادة التي لا نعرفها الا حينما يغيبوا عنا أو حينما يغضبوا منا أو يتألموا لأي سبب كان. نعم نحن نريد التغيير ونسعى إليه، ولكن ما قيمته ان لم يكن هناك من يستحقه أو ينتبه اليه ويعلق عليه؟ ما قيمته؟ أنت أحياناً تشتري أشياء حلوة وغالية وترتدي ملابس مكلفة من أجل التغيير، من أجل ان تلفت نظر الآخرين ممن هم معك، من أجل كلمة حلوة منهم أو اشادة بذوقك، ومع ذلك لا تحصل عليها ولو حتى بالتلميح واذا تكررت المواقف المحيطة تلك، فهل يصبح للتغيير طعم بالمفهوم الذي تفهمه أنت؟ وهل ستصر على مواصلة السير فيه؟ نعم سوف يكون للتغيير جمال خاص، وسوف يستحق كل ما يبذل من أجله حينما يكون هناك من يستحقه ومن يعرف قيمته ويقدره حينما يكون فيه أمثالك.
همسة
أرجوك..
لا تستعجل علي..
فأنا مثلك تماماً../لا أختلف عنك..
أريد التغيير للأفضل..
أريد أن أكون بحق..
أحسن الناس في نظرك..
أريدك أن تفخر بي..
كما كنت دوماً..
أريدك راض عني..
كما هي عادتك معي..
***
ولكن..
امنحني بعض البعض..
فما أمر به من ظروف..
لا يعلمها سوى الله..!
وما أعايشه من صراع نفسي..
لا يدركه غيري..!
***
أرجوك ساعدني..
لا تلمني على ما فات!
يكفيني ما مضى!
ضعني على بداية الطريق..
ولا تتخلى عني..
ادفعني برفق للأمام..
وكن بجانبي دوماً..
كن عوناً لي علي الخير..
ولا تمل مني../وتأكد بإذن الله..
بأنني لن أخذلك../لن أسبب لك..
المزيد من الألم والمعاناة!
أو المزيد من المشاكل!
ولا المزيد من الاحراجات..
***
لانني أعرف حرصك علي..
وخوفك على مصلحتي..
وحبك لي../وأمنيتك في أن أكون..
أفضل الناس../وأروعهم على الإطلاق..
***
نعم.. صدقني..
أعرف انك تريدني انساناً آخر..
اليوم قبل الغد../وهذا ما سوف أفعله..
بإذن الله..
هذا ما سوف أحققه لك../بل لي أنا..
***
سوف يكون لك ما تريد..
ولكن.. كما قلت لك..
احتاج بعض الوقت..
كي أُثبت لنفسي..
قبل أن أثبت لك ولغيري..
ان ما حققته من تغيير..
في كل مجرى حياتي..
لم يكن محض صدفة
بل بارادتي وعزيمتي..
بل أريد أن أؤكد لنفسي..
ان ما حققته من نجاح..
لن يكون وقتياً..
بل دائماً بإذن الله..
***
نعم.. أريد أن أعود إليك..
ولكنني أريد أن أعود..
بشكل مختلف أكثر جمالاً..
أريد أن أعود../أكثر لهفة عليك..
أكثر حباً لك../وأكثر تعلقاً بك..
بل أكثر ادراكاً وفهماً..
لمعنى تضحياتك معي..
ومغزى عتابك لي..
وسبب غضبك مني..
***
فقط امنحني بعض الوقت..
ولا تستعجل علي..
وكن بجانبي../وسترى بنفسك..
ما يسرك وما يرضيك..
وستعرف بنفسك..
أن ما حدث لي..
من سلوك غريب علي..
ومن تصرف ليس لي..
انما كان مجرد عرض طارئ..
نزوة عابرة..
مجرد تجربة مفيدة..
استفدت منها الكثير..
ويكفي أنها عرفتني..
بحقيقة نفسي!/بحقيقة من حولي!
***
بل يكفيني انها عرفتني..
من أنت بالنسبة لي..
وأي انسان كسبته../بل أي انسان رائع..
خرجت به من الدنيا..
حفظك الله لي../من كل شر..
وأكثر من أمثالك لغيري..
د. فهد حمد المغلوث

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved