أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd March,2001 العدد:10402الطبعةالاولـي الخميس 27 ,ذو الحجة 1421

الثقافية

اثنينية عثمان الصالح
د . محمد الفاضل
تزدان مدينة الرياض بعدد من الصوالين الادبية والثقافية المنزلية، وتتنافس هذه الصوالين تنافسا شريفا مثمرا في استقطاب الرموز العلمية والثقافية والادبية، والجماهير المتعطشة الى الثقافة، وللاستاذ الاديب عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله قصب السبق والريادة في هذا المجال، فندوته من اشهر واسبق الندوات التي اعرفها، وظلت نشطة في حياته، واستمرت بعد وفاته حيث حمل لواءها واوسع صدره وفناءه لها الوجيه احمد باجنيد حفظه الله، وقد شهدت الرياض في السنوات الاخيرة ولادة عدد من الصوالين الادبية، ومن ابرزها واشهرها اثنينة الشيخ المربي الكبير عثمان بن ناصر الصالح التي تعقد في منزله العامر في حي المؤتمرات بالرياض، وقد بدأت هذه ا لندوة بداية قوية من حيث الترتيب والتنظيم والاعداد واختيار الموضوعات، واشتهر امرها وذاع صيتها بعد ان صار برنامجها ينشر في الصحف المحلية قبل عقدها، ثم تحظى بتغطية صحفية واسعة فور عقدها، وكبرت المسؤوليات والتبعات على الندوة وعلى مشرفها العام الاستاذ بندر الصالح ابن صاحب الاثنينية، وضاق مجلس الشيخ الواسع بالحاضرين ، فتحولت الندوة الى الفناء الخارجي الرحب الذي يتوسط منزل الشيخ في الهواء الطلق صيفاً وفي سرادق كبير اعد لهذا الغرض شتاء، وصار عدد الحاضرين يتراوح بين المائة والمائتين، ويحظى الحاضرون فردا فردا بعبارات الترحيب والثناء من صاحب الدار ذي الذوق العالي والخلق الرفيع، فيشمل الجميع باهتمامه ورعايته ثم يدعوهم قبل الوداع الى مأدبته العامرة المعتادة بعد كل ندوة.
وقد ألزمت الندوة نفسها بعد ان اشتهرت وذاع صيتها ببرنامج رسمي احتفالي يتولى التقديم فيه مذيع معروف ووجه تلفزيوني بارز وهو الاعلامي. محمد خيري، ويكون الاستفتاح بقراءة مجودة من القرآن الكريم يتلوها القارئ المميز الشيخ عبدالرافع قاري امام جامع الميداني، ويعقب ذلك كلمة تقديم وترحيب موجزة ومعبرة يلقيها المشرف العام على الاثنينية الاستاذ بندر الصالح ثم ينقل الصوت الى مدير الامسية، الذي يتم اختياره بعناية مراعى في ذلك الخبرة وقوة الصلة بالموضوع والضيف المحتفى به، ثم تتاح الفرصة للضيف ليتحدث في موضوعه المحدد قرابة ساعة، وبعدها يتيح مدير الامسية الفرصة للحاضرين لتقديم مداخلاتهم واسئلتهم في حدود الساعة ايضا، ثم يختم المقدم الندوة ويدعو الحاضرين الى طعام العشاء.
وهناك فريق عمل كبير يتولى الاستقبال والتنظيم وتقديم القهوة والشاي، وتوزيع اوراق الاسئلة والتعليقات، وتوثيق الندوة بالتسجيل والتصوير ومراقبة الصوت، ويبذل جهدا قبل الندوة في تحديد الموضوعات والضيوف ومديري الحوار وتوزيع الدعوات وغير ذلك من الاعمال السابقة واللاحقة التي حققت للاثنينية هذا المستوى المتميز، الذي يتطلب الحفاظ عليه بذل مزيد من الجهد، مما يلقي مزيدا من التبعات على الشيخ وعلى المشرف العام الاستاذ بندر ومكتبه والفريق العامل معه.
ومن عوامل نجاح الاثنينية وهي كثيرة مايلي:
1 شخصية صاحبها المميزة الآسرة، وما جلبه الله عليه من خلق كريم واريحية وتواضع وكرم وسخاء، فكثر محبوه، وقل شانئوه، و صار كبار الضيوف يستجيبون له ويرحبون بدعوته على الرغم من مشاغلم وظروفهم، وقل ان يعتذر احد منهم، ويكفي ان تعلم ان فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله القى اخر محاضرة عامة له في الرياض في اثنينية الصالح قبل وفاته رحمه الله بشهرين تقريبا وهو يصارع المرض، وكانت محاضرة مشهورة حضرها اكثر من مائتين وخمسين شخصا.
2 الاهتمام باختيار الضيوف وانتقائهم، والتركيز على الموضوعات الحية ذات الصلة بهموم الناس واهتماماتهم وتطلعاتهم، ولو القيت نظرة على ضيوف الندوة وموضوعاتها التي تجاوزت المائة، لادركت المستوى المرموق الذي سعت له الاثنينية وحققته، فمنهم كبار المسؤولين:
مثل معالي رئيس مجلس الشورى، ومعالي امين عام المجلس، ومعالي وزير المعارف، ومعالي وزير الشؤون الاسلامية ، ومعالي نائب رئيس الحرس الوطني المساعد وسمو نائب الرئيس العام لرعاية الشباب، ومعالي الدكتور عبدالرحمن السويلم، وغيرهم ومنهم العلماء الكبار مثل فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله، وفضيلة الشيخ عبدالله المنيع وفضيلة الشيخ الدكتور محمد الصالح والشيخ الدكتور صالح السدلان، والشيخ مصطفى الزرقاء، والشيخ محفوظ نحناح، والشيخ الاديب ابو عبدالرحمن ابن عقيل، وغيرهم، ومنهم الادباء والاكاديميون والاعلاميون مثلث: الشيخ الاديب عبدالله ابن خميس، والشيخ عبدالله ابن ادريس، والدكتور عبدالرحمن الشبيلي، والشاعر زكي قنصل، والفريق يحيى المعلمي رحمه الله، والدكتور ابراهيم العواجي والدكتور انور عشقي، والدكتور عبدالرحمن الانصاري ، والدكتور زهير السباعي، والدكتور فهد العرابي الحارثي، والدكتور حسن الهويمل، والدكتور ناصر الرشيد، والدكتور اسعد عبده، والاستاذ راضي صدوق، والدكتور محمد ال زلفه، والدكتور الاديب محمد بن حسين، والاديب الشاعر عبدالرحمن العبيد، والدكتور فهد السماري، والوجيه عبدالمقصود خوجة، ومعالي الاستاذ عبدالله النعيم، والدكتور عبدالله العسكر والشاعر احمد الصالح، والمهندس عبدالله المعلمي وغيرهم كثير ممن لا تحضرني اسماؤهم.
ولاشك في ان هذه الاثنينية وغيرها من الصوالين الادبية الرجالية والنسائىة في الرياض وجدة والدمام والاحساء وغيرها قد احرجت الاندية الادبية وجمعيات الثقافة والفنون، وكأنها قد سحبت البساط من تحتها، فهذا البرنامج الحافل الذي اشرت الى طرف منه في صالون منزلي واحد يكشف بوضوح الدور الكبير التي تقوم به هذه الصوالين في تنشيط الحركة الثقافية في المملكة واثرائها، ومدى الجهد الذي يقوم به اصحاب هذه الصوالين والتضحيات التي يقدمونها لاستمرار هذا النشاط والمحافظة على مستواه، حتى اضحت روافد يعتد بها في حركة الثقافة في بلادنا، وهي بذلك تستحق منا ومن الجهات الرسمية الشكر والثناء والدعم والمساندة، ولولا خشية الاطالة، وان الموضوع محدد وخاص بالحديث عن الاثينينة الصالحية، لاستطردت بحديث مناسب ولائق عن كل صالون من الصوالين التي اعرفها واحضر بعض لقاءاتها في مدينة الرياض فقط، ومنها:
ندوة استاذنا الدكتور محمد بن سعد بن حسين الثلوثية الشهرية المعروفة بندوة النخيل حيث يسكن الشيخ في حي النخيل، وندوة الشيخ ابراهيم المبارك في حي المحمدية، وندوة الدكتور انور عشقي في حي العليا، وندوة الشيخ سعود بن مريبض في حي العليا قرب اسواق الجزيرة، وندوة الدكتور راشد المبارك في حي الروضة وندوة الشيخ احمد باجنيد في حي الروضة ايضا، وهي المعروفة بندوة الوفاء لانها اقيمت امتدادا لندوة الاستاذ عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله، وفاء له واحياء لذكراه، وغيرها من الندوات غير المنتظمة، او تلك الندوات الاخرى التي ندت عن الذاكرة في هذه اللحظة.
واود هنا ان انقل عتب اصحاب هذه الندوات وروادها وسائر المثقفين في مدن المملكة المحرومة من تلك الانشطة على وزارة الاعلام ممثلة في التلفزيون والاذاعة بسبب تقصيرها في التعريف بهذه الندوات ونقل بعض وقائعها للمشاهدين والمشاهدات داخل المملكة وخارجها وهي في الحقيقة اعني هذه الندوات وجه مشرق يشرف المملكة ان ينقل فضائيا الى انحاء العالم، كما انها مادة اعلامية جاهزة دسمة لا تحتاج الى وعي وحس اعلامي مرهف، وسبق ان اقترحت في اكثر من مناسبة اعداد برنامج تلفزيوني اسبوعي واخر اذاعي تحت عنوان:
)حقيبة الثقافة ( او نحوه، يهتم بمتابعة هذه الصوالين وغيرها من الانشطة في انحاء المملكة في النوادي الادبية وغيرها، وهانذا اعيد الاقتراح ثانية وكلي امل ان يرى النور قريبا.
جامعة الامام الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved