أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 22nd March,2001 العدد:10402الطبعةالاولـي الخميس 27 ,ذو الحجة 1421

لقاءات

عدد من قيادات القطاع الصحفي وكتّاب الرأي في الصحافة الأردنية لـ «الجزيرة»:
قمة عمان العربية تكتسب أهميتها من كونها الأولى في ظل الانعقاد الدوري
موعد التئام شمل قادة العرب تزامن مع ظروف بالغة الدقة والحساسية
الموضوع الاقتصادي هو الأكثر إلحاحاً وقابلية للخروج بصيغ عملية من القمة
لقاءات أجراها في عمان - سليم صالح الحريّص - وجريّد صالح الجريّد
تعقد القمة العربية القادمة في عمان العاصمة الاردنية في ظروف بالغة الدقة والحساسية وينظر لهذه القمة وكأنها ثمرة متغيرات طرأت على الساحة العربية والدولية رغم أن موعدها كان قد تحدد مسبقا ولم يكن للظروف والمتغيرات أي دور في تاريخ الانعقاد مما يضع القمة وجدول اعمالها والمواضيع المطروحة على اجندتها والأمور المطلوب بحثها على صفيح ساخن .
الاعلاميون الاردنيون من رؤساء تحريروصحفيين وكتّاب ينظرون لهذه القمة من زواياها المتعددة؟؟
وكيف سيعالج القادة القضايا المدرجة على جدول القمة خاصة وان هموم العالم العربي متعددة؟؟
وما المطلوب للخروج بالحد الادنى لرسم علاقات عربية عربية وعلاقات عربية مع دول العالم ومعالجة اوضاع اقتصادية وقضايا سياسية ساخنة وعملية سلمية متعثرة سواء كانت في الشأن الفلسطيني او على المسارات الاخرى و...و....و....
السلام الذي نريد
يتحدث الاستاذ / فيصل الشبول مدير عام وكالة الانباءالاردنية «بترا» قائلاً :
هذه القمة تعني العودة للأصول أي ان القمة يأتي انعقادها كما هو من المفترض ان تكون عليه بمعنى انها تأخذ شكل مؤسسة ليكون الانعقاد دوريا ولتخرج من صيغة الانعقاد الطارئ. بهذا يكون الانعقاد دوريا يأخذ صفة الاستمرارية ومواصلة بحث الشؤون العربية وقضايا الوطن العربي التي تشغل بال ابنائه.
نحن نعلم تماما بأنه خلال سنوات ليست بالقصيرة اقتصرت مؤتمرات القمة على القضية او الامر الطارئ ومعنى قمة عربية اعتيادية ان القضايا كلها تكون مطروحة للنقاش وهي على جدول الاعمال .
ربما نحن في الاردن شهدنا قمتين لعامي 1980و1987م وفي ظني القمة الثانية كانت قد اخذت الشكل الذي نحن نطمح اليه وان تعود القمة الى ادائه بشكل شمولي ولا ينحصر البحث في اطار قضية واحدة.
نحن نعرف ان قضايا عالمنا العربي ليست في ابعادها قضية سياسية واحدة بل قضايانا متعددة ما بين الشأن السياسي والشأن الاقتصادي وكلها قضايا مترابطة ومتشابكة.
العالم من حولنا يتطور ويتحد ويتكتل وعالمنا العربي ما زال يمارس دور المتلقي المبهور والمستهلك الذي يفرح حين يتقن التعاطي مع امر تقني ينظر له الغرب بشيء من البساطة وهذا امر في غاية الخطورة ليس علينا نحن جيل اليوم بل سيكون وبالا على الاجيال القادمة ان لم تجسر هذه الفجوة بيننا وبين العالم من حولنا .
وبطبيعة الحال تأتي هذه القمة وسط ظروف بالغة التعقيد والحساسية والخطورة وفي ظني انه ما من عربي اليوم لديه مساحة من التفاؤل للمستقبل القريب وحتى تعاملنا مع الظروف المحيطة بنا هو تعامل سطحي .
قس على هذا مدى ما احدثة فوز شارون برئاسة الحكومة الاسرائيلية من ردة فعل عربية وكأن شارون بعبع او اسطورة وكأننا لتونا نتعامل بقضية عاطفية ..انه مجرم وسفاح وووووالخ وماذا يعني ببساطة ؟؟؟
انا عربي ما هي اراداتي ؟ اين وجودي كانسان ؟ وهل وجودي كأمة يهدد وجودها شخص ؟؟؟
وفي ظني أننا نحن العرب اتخذنا قرارا في قمة عربية سابقة بأننا متجهون للسلام وهذا امر جيد نحن نريد السلام وكل عربي يريد ان يعيش بسلام ولكن كيف هو السلام الذي نريد؟؟
ويواصل الشبول مجيباً على ما طرحه من استفسار :
نريد سلاما يعيد الحقوق لأصحابها وفق الشرعية الدولية ويضمن حقوقنا العربية في اراضينا ومياهنا وان تعود القدس عربية اسلامية وعاصمة لدولة فلسطين ...العالم العربي دخل العملية السلمية في مدريد وفق القرارات الدولية 242و338 وغيرها . هذا هو مفهومنا للسلام اما ان كان السلام يتم بالصورة التي تريدها اسرائيل فهذا ليس بسلام وهذا لن نقبل به ولن نخضع لأية ضغوط .
نحن في حالة عداء منذ ما يزيد على نصف قرن ولم تخضع اسرائيل للشرعية الدولية فإن استمرت على ذلك سلاما منقوصا ومذلا ولنبدأ في صراع جديد وليستمر الى ماشاءالله .
اعتقد ان امتنا العربية على مطلع الفية جديدة لديها الكثير من الأسئلة التي تقلقها والتي يجب ان تلاقي بعض الاجابات ولو بالمبدئية من اجل دخول هذا العالم .
هذا العالم كل يوم يمر يتجاوزنا بآلاف الخطى صوب تقدم اقتصادي وعلمي وسياسي وثقل في كل اشكال التقنية ونحن نرواح مكاننا ولا زلنا نحاول الاجابة على اسئلتنا القديمة ..اسئلة العلاقات البينية العربية واسئلة الصراعات العربية المخفي منها والظاهري اسئلة الحدود ..اسئلة المياه ..ويعني حتى في الرد على ذلك يطرح شعار الوحدة العربية القضية ليست شعارات ولا عواطف الامة تتحد اذا صدقت النوايا اذا وفرنا للانسان العربي فرصة حقيقية لكي يجسر الهوة فيما بينه وبين شقيقه وبينه وبين العالم المتقدم من حولنا . نستطيع ان نتحد اذا ماقرر القادة ان الفعل جماعي وليس منفرداً وان القول للمجموع وليس الكل منا يتخذ قراره بانفرادية، وبغير ذلك لا يمكن الحديث بهذه الشعارات .
ياسيدي بالمجمل القمة امامها اسئلة صعبة وصعبة جدا ولا اتوقع ان تجيب حتى على الضروري منها . ولكن يعني من المؤكد اننا كمواطنين عرب نأمل من هذه القمة ان تحاول الاجابة على بعض التساؤلات الاساسية فيما يتعلق بوجودنا في قضايانا المصيرية خارج الشعارات، واعتقد ان الشارع العربي تجاوز في فهمه واحاطته بالامور تلك الشعارات التي ما كانت تثير الا التصفيق الحاد والذي اوصلنا اليأس .
لا نختلف على ان الليكود والعمل هما إطار للتفاوض
وجهان لعملة واحدة ولربما يكون الليكود وهو المتشدد في نظرنا اقدر من العمل على بلورة اتفاق سلام لانه هو من دخل مدريد ووقع كامب ديفيد وغيره . اسرائيل تعرف ما تريد وتخطط لتحقيق ما تريد لكننا كعرب نتفاوض وليس لدينا شروط للتفاوض او أسس للتفاوض .
اعتقد ان القمة يجب ان تحدد اطارا للتفاوض وحدودا يلتزم بها الجميع بهذا نكون قد تقدمنا خطوة للأمام ولكي نظهر امام العالم وعلى الصعيد الدولي بشكل مقدر ومحترم ولنا موقف صلب وواضح .
الشئ الاخر هو التكتل الاقتصادي العربي وهذا امر حيوي وهام اكثر من أي وقت مضى فنحن نتحدث عن السوق المشتركة منذ سنين عديدة ولم يتحقق شيء من هذا السوق الا التمنيات وفي عالمنا العربي مقدرات اقتصادية وامكانيات تضعنا في مقدمة الدول ويجب علينا التكتل وفتح الاسواق العربية وانسياب السلع البينية لأننا اقرب لبعضنا في كل اسس التوحيد ولو تكتلنا لحظينا بهيبة واحترام امام الاخرين.
صحوة عربية
وكان لنقيب الصحفيين الاردنين مدير عام الشركة الاردنية للصحافة )صحيفة الدستور(
الاستاذ/ سيف محمود الشريف رأي في الموضوع حيث قال :
تظل مؤسسة القمة العربية رمزاً للالتقاء العربي ورمزاً للاخوة العربية، وهي تعني لأمتنا من المحيط الى الخليج اهمية بالغة، ورغم ما تعرضت له من انفراط خلال السنوات الماضية الا انها أمل ومحط الرجاء لفجر عربي سيأتي وان تأخر مقدمه، ولعل ما تعرضت له القمة العربية هو صورة تجسد وللاسف حال امتنا العربية لكنني اتصور ان الاجتماع الذي تم في قمة القاهرة الاخيرة واقرار القادة لآلية الانعقاد الدوري قد تكون صحوة عربية وتترجم رغبة صادقة لتفعيل هذه المؤسسة وفي ظني ان قمة عمان القادمة ستكون انطلاقة جديدة لعمل عربي فاعل ومؤثر وهذا بحد ذاته حدث هام للغاية ومنعطف يجعلنا نعلق الكثير من الامال ونعول عليها كثيرا فلا يوجد ما يبعد العرب عن بعضهم بل العكس عوامل التقارب هي اكبر بكثير من أي اقطار اخرى في هذا العالم ومجمل القضايا التي ستبحثها القمة هي الاوضاع العربية، فلذلك انا ارى لهذه القمة نظرة وفاق واتفاق ونأمل ان تنطلق من عمان لتكون في المرات القادمة اكثر حشدا لمواجهة متطلبات هذه المرحلة التي يبدو انها لن تكون مرحلة سهلة وميسرة.
ويؤكد الشريف أن قضية العرب هي القضية الفلسطينية، وعملية السلام تمر بمنعطف خطر وحساس خاصة مع مقدم حزب الليكود وبقيادة السفاح شارون، ويقول: في ظني ان كان لشارون من حسنة فهي أنه جمع قادة العرب على كلمة واحدة ووحد موقفهم في وجه تعنته وصلفه وغطرسته خاصة وان مقدمه يعبر وبوضوح عن ان المجتمع الاسرائيلي يجنح الى الحرب والعدوان اكثر مما يجنح الى السلم هذه الظروف المحيطة خاصة وان الاوضاع في الاراضي الفلسطينية متدهورة والقتل والتجويع وووالخ يجعل من هذه القمة مفصلا تاريخيا وحاسما خاصة وان توقيتها وان كان الموعد صدفة لكنه جاء منقذاً من حال ووضع غير طبيعيين
والنظرة لهذه القمة على المستوى السياسي هامة لانه ينظر لها كموحد للطاقات العربية ومجمعة للقدرات الحربية في وجة الاخطار المحدقة. على المستوى الاقتصادي ايضا لنا قضايانا وهمومنا وتطلعاتنا ويجب على هذه القمة ان تتصدى لها بحيث تعطي لها المدلول والمضمون الحقيقي للوحدة العربية الاقتصادية .
نحن لانريد وحدة سياسية اليوم رغم انها حلمنا واملنا منذ خلقنا لكن لنتجاوز هذا الحلم اليوم ولربما جاءت وحدتنا عبر الاقتصاد مثل ما حدث في اوربا وتجمعات اقتصادية اخرى في العالم العربي نملك ثروات هائلة لو تجمعت لشكلنا قوة اقتصادية مؤثرة في العالم وضاغطة وتشكل رافدا للسياسة .
واعتقد ان هذه القمة قد تؤدي او تفضي الى حلحلة مواضيعنا وبشكل يؤدي الى اقامة سوق عربية مشتركة وازالة الحواجز الجمركية والتكامل الاقتصادي العربي وهو الهدف المنشود . لاشك يااخي الكريم ان القمة لها وقعها في انفسنا ولها حماس تدغدغ به مشاعرنا وتعطينا جرعة امل لتواجدنا وتكاتفنا امام الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الامة .
روح عربية جديدة
ويؤكد الاستاذ/ طاهر العدوان رئيس تحريرصحيفة العرب اليوم على اهمية القمة وضرورتها في هذه الظروف التي تمر بها الامة العربية والعملية السلمية برمتها وقال :انها قمة مهمة لانها الاولى التي تعقد في ظل الانعقاد الدوري وهذا الامر بحد ذاته في نظري مكسب للتضامن العربي ويؤكد ان التضامن العربي لازال حيا واصبح في متناولنا كعرب ان يجتمع قادتنا كل عام ويبحثوا كل شأن من شؤون الامة العربية يبدو لي ان النيات العربية ممتازة وكما تعلم عقدت قبل اشهر قمة القاهرة ولم نكن ننتظر ان تعقد قمة اخرى خلال اشهر قليلة ويوضح هذا الامر رغبة عربية جادة والتزاماً عربياً بموعد القمة وحضورها وهو تعبير عربي عن إرادة عربية جديدة وبث النشاط في مؤسسة العمل العربي وبأسلوب وطريقة جديدة واهم من السابق ومن المهم جدا هذا الانتظام والاستمرارية .
لاشك اننا في مرحلة نتطلع منها الى ان المؤسسية لا تقتصر فقط على القمة وانما تتعداها الى وضع علاقات بينية بين الدول العربية ويعني ان هذه القمة ترعى قيام مؤسسات اخرى على الصعيد العربي اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ليعطينا بعدا آخر في تطلعنا لنرى ان العالم العربي يسير نحو طريق التكامل والتكتل الذي اصبح يعني إحدى صفات هذا العصر الذي لا يسمح الا لدول التجمعات الكبيرة بأن تستمر وتنافس في العولمة والعولمة لا تعني التفتت والذوبان وان كل دولة تسير بمفردها بالعكس العولمة تستدعي وجود تكتلات اقتصادية وتكتلات مالية وغيرها من التكتلات بحيث تجد لها مكانا وتأثيرا مثلما هو موجود في آسيا واوربا وامريكا اللاتينية . هذا امر لكن اظن ان القمة عدا هذه الامنيات جاءت في ظل تغيرات كثيرة «وجود ادارة امريكية» وجود حزب الليكود وهي حكومة متطرفة ومعادية للسلام، ولهذا فالشارع العربي من هذه الزاوية ينظر لهذه القمة وماذا سيفعل في ظل هذا الوضع واعتقد ان القادة العرب قادرون على وضع استراتيجية عربية سياسية تكتيكية مؤثرة لمواجهة أي تطورات وتداعيات قد يدفع بها شارون وقد يقدم عليها هذا المجرم باتخاذ خطوات متفجرة ان على الصعيد الفلسطيني او ضد سوريا ولبنان مما يعني تهديد الامن والاستقرار بالمنطقة .
الحقيقة المنطقة غير مستقرة منذ نصف قرن والجامعة منذ خمسين عاما اقامت منظمات عديدة وبقيت هذه المؤسسات عبارة عن شعارات بلا فعل ولا مضمون بل هي تحولت الى عبء على العمل العربي . اليوم وبعد هذه السنوات اعتقد ان البلاد العربية مرت بمرحلة كبيرة بمعنى اننا قطعنا شوطا كبيرا من النضوج والتجربة مما يوحي بتغير في الاسلوب والطريقة وان الوضع اختلف ارجو ان تمد الجسور بين بلادنا العربية بعيداً عن الشعارات ليس مهما ان تأتي الوحدة الاقتصادية بل لنبدأ بين بلدين او دول اقليم بمشروع مشترك كما هو اليوم في مشروع مد انابيب الغاز المصري وهو مشروع حيوي كذلك الربط الكهربائي وسكك الحديد وشبكة الطرق والملاحة البحرية والطيران وغيرها الكثير من المجالات الحيوية.
اتمنى ان ينتقل اسلوب العمل العربي من مرحلة الشعارات والتي تتأثر دائما بالمناخ السياسي حيث ان واقعنا السياسي غير مستقر. الذي يدعو للغرابة ان في جميع بلادنا العربية نعمل من اجل استقطاب رؤوس الاموال الاجنبية وجذب الاستثمارات ويعطى المستثمر الاجنبي كل التسهيلات وتحجب عن رأس المال العربي .
عموما وكما قلت اشعر ان هناك روحاً عربية جديدة وان عملا عربيا هاما سيتخذ في هذه القمة وأسال الله ان يوفق القادة الى كل خير يحقق تطلعات شعبنا العربي الواحد في كل اقطاره .
بداية جادة
الاستاذ/ سليمان القضاة رئيس تحرير صحيفة الرأي
فيبدأ الحديث بالقول: جوانب عديدة تعطي اهمية للقمة فمن جانب هي اول قمة عربية دورية وتعقد في عمان وهذا بحد ذاته حدث هام يبلور ارادة عربية وخطوة عربية جسورة في بعدها وماترمز اليه من دلالات لها اهميتها في المحيطين الاقليمي والدولي وهوانجازجيد لم يتحقق سابقا الا وفق ظروف استثنائية والبعد الثاني انها ستساعد على وضع خطوة لانتظام العمل العربي المشترك وآلياته، وبحيث تكون هناك مرجعية لقرارات القمة والعمل العربي المشترك يأخذ صفة الاستمرارية على جدول اعمال القمم العربية المتتالية وحتى ينشط هذا العمل ويفعل، كما ستكون القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية على جدول الاعمال بشكل منتظم ومستمر هذا في رأيي من الجانب الاجرائي. ومن الجانب الاخر الظروف غير الطبيعية واللاموضوعية التي تمر بها المنطقة، ادارة امريكية لم يتحدد نهجها بشكل جلي وواضح ووجود قيادي متطرف على رأس الحكومة الاسرائيلية سمعنا منه كلاماً انتخابياً ولكننا لم نسمع منه كلام مسؤل يحكم ويتصرف ولم نعرف تفاصيل اكثر دقة عن تعاطيه مع قضية السلام وموقفه منه وبالتأكيد الأمور ستكون واضحة امام القادة كما ان قمة القاهرة كانت ذات توجه للسلام واقرارعربي في هذا الخيار وهو خيار بعيد المدى وبغض النظر عمن يحكم اسرائيل وانا اريد ان ابدي ملاحظة كمراقب ومواطن فالحقيقة التي اراها واقرؤها كأننا بالغنا في تعاطينا مع شارون وجعلنا منه )مرعب ( ووضعناه في مكان الذي بمقدوره ان يرحلنا. نحن امة ليس من السهل ان يرعبها هذا ولا ذاك وان جاء من جاء. نحن امة اقوى واجدر وابقى، نحن في ارضنا ولنا كرامتنا وقد تعايشنا مع من هو اسوأ من شارون وان اختلفت منطلقاتهم. قبل شارون كان باراك ورأينا مافعل وارتكب من افعال وتصرفات . في المقابل هذا المفاوض الفلسطيني يزداد نضجا ووعيا ويزداد قوة تفاوضية ويزداد اصرارا على نيل حقوقه رغم المماطلات الاسرائيلية والتسويف كما أنه بالمقابل يزداد الموقف العربي صلابة ولقد حقق العرب انجازاً في هذا المجال خاصة في المحافل الدولية والرأي العام. هناك آراء تقول بأن الادارة الامريكية الجديدة ستكون اكثر حزما مع اسرائيل وان ما اعطته ادارة كلينتون لاسرائيل لن تعطيه ادارة بوش الابن وهناك مؤشرات تدعم هذا الاجتهاد وهو ان الطاقم الامريكي الجديد يختلف جذريا .
لكن لي رأي لماذا دائما نراهن على الخارج ودائما ما نراهن على الادارة الامريكية ماذا ستفعل ؟؟ولماذا نراهن على الحكومة الاسرائيلية فيما ستفعله؟؟
يجب ان يكون رهاننا على انفسنا، لهذا يكون الرهان على هذه القمة، ومن هنا تكمن الاهمية التي نعلقها على قمة عمان بحيث اننا اول ما نريده هو تصفية الاجواء العربية وتنقية العلاقة ليعود الوئام والاخاء لعلاقاتنا وان لم تستطع ذلك قمة عمان وليس متوقعا منها انجاز كل شئ في قمة واحدة اذ ليس متوقعا في لقاء واحد ان يعالج كل شئ . لكن الامر بداية جادة وفي ظني ان درجة كبيرة من التفاؤل تحيط القمة وستضع لبنة بناء صادق بحيث توضع لبنات في جسد العمل العربي وكل قمة ستضيف المزيد وحسب استنتاجاتي وقراءاتي لجوانب مهمة ان المملكة تقود توجها يخدم العمل العربي المشترك بما فيه تهيئة الاجواء وهو موقف اساسي وموقف ايجابي وداعم الى ان يكون هناك موقف عربي قادر على التصدي للتحديات الخارجية بحيث ننهي اشكالياتنا الداخلية ونتفرغ لمواجهة ما هو علينا جميعا.
اما الجانب الاقتصادي وهو جانب لا يقل اهمية عن الجوانب السياسية، مثلما نعرف ان العمل المشترك في هذا الاطار لا استطيع ان اقول بأنه فشل تماما لكنه لم يحقق الغاية المرجوة اذ ان كثيرا من المشاريع التي اقرت في قمم سابقة لم تحقق الغاية اين السوق المشتركة؟واين الوحدة الاقتصادية العربية؟؟كلها امور تجاوزها الزمن وبقيت حبرا ولهذا اعتقد ان التوجه الان سيكون خلال القمة باتجاة البناء على ما تم ونبدأ في وضع الخطط والفعل والتنفيذ وفق الاليات التي ستترجم الى حقيقة.
وحدتنا لها الف مجال ومجال لكنها تحتاج الى قرارات جادة وفاعلة لنبدأ بالبنى التحتية مثل شبكات الطرق والربط الكهربائي وسكك الحديد مثلما حدث في اوروبا نمضي قدما اينما كانت هناك نقاط ايجابية نتمسك بها ونبني عليها واينما كانت هناك نقاط خلاف نتجنبها مؤقتا كي لا نوثر على ماتحقق ولكن يجب بحث الخلاف والوصول الى حلول ترضي الاطراف المختلفة وهكذا لأننا في النهاية سنجد اشياء كثيرة وقد تحققت لأن ماينجز سيكون تراكميا يخدم فيما بعد مجمل القضايا وهذا توجه اردني ارجو ان يؤخذ. لنتجاوز سلبية الماضي والصيغ السابقة ونطرح ما هو عملي وقابل للتطبيق .
اما الامر الاخر فهل تفعيل العمل المشترك ومؤسساته بما فيه الجامعة وضرورة التغير حتى ان سمو الامير طلال بن عبدالعزيز قبل ايام طرح في لقاء مع الصحفيين ضرورة التقييم للجامعة وآليات عملها وتنشيطها ووضع آليات عمل تعطيها القدرة على المبادرة والعمل وطالما ان همومنا متعددة فإن من الاهمية التركيزعلى اهمية العلاقات البيئية غير السياسية ومحاولة عزل تأثير العلاقات الاخرى واظن بأن كافة المسؤولين العرب لديهم من النضج السياسي ما يجعلنا نتطلع لهذه القمة وشئ من الامل يلوح في الافق فروابطنا كثيرة فكيف لاوروبا تتوحد ولارابط بين دولها الا المصالح ونحن امة رباطنا الدين واللغة وصلة رحم وغير ذلك الكثير ولا املك الا الدعاءلقادتنا بالتوفيق والنجاح .
سؤال ننتظر إجابته
كما تحدث الاستاذ / راكان المجالي )نقيب الصحفين الاسبق ورئيس تحرير صحيفة الاخبار المحتجبة ( والكاتب المعروف فقال:
الازمة الحقيقية للعمل العربي المشترك انه مغرق في التمنيات مشبع بالعواطف والمشاعر وكل ذلك هو كلام جميل وديباجات لفظية وعموميات تتحول كلها الى شعارات هي في اكثر الاحيان بدون رصيد ومع الزمن تراجعت امال المواطن العربي عاما بعد عام بأن تسهم مناسبات اللقاء العربي على مستوى القمة او على مستوى الجامعة العربية او على أي مستوى آخر في تحقيق ما يصبو اليه الانسان العربي من نتائج ملموسة في توطين اواصر الاخوة والتضامن العربي، ولعلها تطلعات مشروعة ان تكون قمة عمان في اواخر مارس والتي ستكون بداية انعقاد دوري كل عام وبشكل مؤسسي لقمة يجتمع فيها القادة العرب على الاقل من اجل التشاور وتنقية الاجواء ومحاولة ازالة كل العقبات والسلبيات التي تعترض مسيرة العمل المشترك .
ويمكن ان نأمل في خطوات عملية حتى ولو كانت صغيرة تبدأ في فتح الحدود والتبادل التجاري الحر والتأسيس لصيغة تفاهم محددة بشأن ارساءقواعد السوق العربية المشتركة التي ظلت حبرا على ورق على مدى ما يقرب من نصف قرن المهم في رأينا ان نلتفت في هذه المرحلة الى تطور الاخطار المحدقة في هذه المنطقة خاصة وانه اصبح واضحا وبشكل جلي انه لا مستقبل للسلام والامن والاستقرار في المنطقة الابتصحيح معادلة التسوية في المنطقة وهذا لا يتحقق الا اذا وضع العرب قوتهم مجتمعة بأكملها في معادلة السياسة الخارجية العالمية وخاصة بالتأثير بالموقف الامريكي والغربي الذي لا يستطيع احد ان يتجاهل المصالح الكبيرة له في الوطن العربي.
والقمة العربية في عمان قد تكون فرصة لتجاوز كل آثار الماضي وخاصة حرب الخليج الثانية التي دمرت النظام العربي وخلخلت الامن القومي الشامل وزادت من حالات التضارب والشكوك في العلاقات العربية ولابد بعد اكثر من عقدين من الزمن من ارادة عربية مشتركة حكيمة وشجاعة وخلافة تتيح الخروج من المأزق الذي استنزف العرب وشتت طاقاتهم واصابهم جميعا بأضرار بالغة لايمكن انكارها وقديما كان الشاعر العربي يقول:


)اذا احتربت يوما وسال دماؤها
تذكرت القربى ففاضت دموعها(

وبدون مبالغة فإن صلات الرحم والدم والقربى والتاريخ ركائز عاطفية لاعادة بناء النظام العربي من جديد ولكن المصالح المشتركة هي العوامل الحقيقية التي تشكل لحمة وسدا الترابط والتضامن العربي وبمقياس المصالح وكل المقاييس الاخرى فإن العواصم العربية مهما حدث تظل اقرب لبعضها من تل ابيب وواشنطن او اية عاصمة اخرى ويهمنا ان نشير الى ان هذه القمة يمكن ان تكون مناسبة لتأكيد انعقاد قمة عربية مؤسسية سنوية وهذا قد يشكل ردا على عقد القمة الشرق او سطية التي عقدت في السنوات من عام 1994م الى العام 1997م وكانت تهدف الى تكريس صيغة اقتصادية جغرافية كهوية لهذه المنطقة بدل الصيغة الطبيعية وهي الهوية التاريخية الحضارية العربية والاسلامية للوطن العربي والعالم الاسلامي في هذه البقعة من الارض . ان الامال كثيرة ولكن ما نتطلع له هو اعمال ولو ضئيلة وخطوات ولو صغيرة فهل تخطو القمة العربية الخطوة الاولى في طريق الالف ميل نحو وحدة الموقف العربي؟ هذا هو السؤال الذي نريد من القمة ان تجيب عليه .
نتطلع لموقف عربي موحد
أما الكاتب الاستاذ/ محمد الصبيحي )أحد كتاب صحيفة العرب اليوم البارزين( فقد قال عن القمة بانها قمة في مواجهة التطرف والغطرسة( ويوضح قائلاً :
قبل ان تنجلي نتائج الانتخابات الاسرائيلية كانت غالبية المراقبين السياسيين يرون في القمة العربية المقبلة قمة اقتصادية بالدرجة الاولى، وعندما بدأت الاستطلاعات ترجح فوز اليمين الاسرائيلي بدأت التحليلات السياسية تميل الى توقع قمة عربية سياسية وتأكد ذلك بعد فوز شارون وموقفه الرافض لا ستئناف المفاوضات من حيث انتهت مع حكومة حزب العمل فهو يريد العودة الى نقطةالصفر بهدف نسف الاتفاقات السابقة وخلق واقع قانوني دولي جديد تحت السلاح والتطرف والتوسع الاستيطاني .
واذا كانت قمة عمان تنعقد على مرمى البصر من مدينة القدس فإنها القمة التي تجمع الجعرافيا والسياسة في وقت واحد اذ المسافة بين عمان والقدس لا تتجاوز الثمانين ميلا بينما لا تبعد عمان عن خط الاحتلال الاسرائيلي اكثر من اربعين ميلا في الوقت الذي فرضت فيه مدينة القدس نفسها على اجندة القمة وستكون بما ترمز اليه من بعد وطني واسلامي الموضوع الذي سيستأثر بمداولات القادة العرب .
وبالنظر الى ان الاوضاع في الارض المحتلة تتجة نحو مزيد من التوتر والعنف وتتصاعد التخوفات الدولية من اشتعال حرب اسرائيلية عربية جديدة وباعتبار ان الموقف مفتوح على كافة الاحتمالات في ظل تنامي قوة اليمين الاسرائيلي المتطرف وامساكه بمفاتيح الحياة الساسية في اسرائيل فإن احدا لايمكن ان يتوقع ما ستؤول اليه الاحداث في المستقبل القريب ومن هذا المنطلق فإن المنطقة برمتها تقف في حالة من التحفز والترقب والحذر والاستعدادات لكافة الاحتمالات، ومن هنا فإن المنطقة مقبلة ايضا على تحركات سياسية وديبلوماسية واسعة النطاق قبيل عقد القمة ولكن من ناحية اخرى فإن المواطن العربي معني بالدرجة الاولى بما يحدث على ارض الواقع في فلسطين ويتطلع الى موقف عربي موحد وفاعل في مواجهة التطرف والتعنت الاسرائيلي.
ان القمة تأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد ولا يمكن الخروج منها واتخاذ موقف فاعل تجاهها الاببناء موقف استراتيجي عربي موحد يتجاوز البيانات وزيارات التنسيق الثنائي، ومن الطبيعي القول ان بناء موقف استراتيجي عربي يتطلب بالضرورة تصفية الخلافات العربية المعلقة واغلاق ملفاتها وتطوير آلية دعم الشعب الفلسطيني والتحرك على المستوى العالمي من خلال موقف موحد .
ان التحديات التي تواجه القمة بالغة الخطورة وربما لأول مرة يصح وصف القمة بأنها تنعقد في مرحلة مفصلية من تاريخ الامة . اما على صعيد الاردن فإنه يتطلع الى دعم موقفه في مواجهة التهديدات الاسرائيلية المبطنةالتي يطلقها اليمين الاسرائيلي بين وقت وآخر ويتوقع الاردنيون ان يتضمن البيان الختامي ما يؤكد الدعم السياسي والاقتصادي للاردن .
قمة على مستوى الأحداث
ويقول الشاعر والكاتب والدبلوماسي الاستاذ/ حيدر محمود مدير عام مركز الحسين الثقافي في عمان :
انا كمواطن عربي اسعد عندما يلتم شمل قادة الامة، وكأردني اشعر ان السعادة ترسو على شفاه كل اردني باحتضان عاصمتهم لقاء الاشقاء.
اما نظرتي للقمة فإنني اتطلع لقمة تكون على مستوى الاحداث والاوضاع التي تحيط بنا ويعيشها ابناء الوطن المحتل، فالعدو الاسرائيلي عدو شرس لا يراعي فينا إلاّ ولاذمة كما يقول القرآن الكريم، ورغم المعاهدات والاتفاقيات الا ان العدو لمصمم على ان تكون يده هي العليا على هذه الامة ذات التاريخ والجغرافيا الواسعة والفناء الذي يعيش عليه العالم بأكمله وصولا الى ما نحلم به جميعا من وفاق دائم لا ينبغي ان ينقطع في أي مرحلة من مراحل التاريخ العربي برغم الخلافات العابرة والتي قد تطرأ بين الحين والآخر الا ان على القادة وهم إن شاء الله فاعلون ان يكونوا فوق الخلافات دائما في القضايا المصيرية والمفصلية وقد ثبت ان هؤلاء القادة دائما على مستوى الاحداث ودائما ما شعروا بقربهم حين يلم بالوطن الكبير خطر .
وموضوع القدس بالذات قضية ليست فلسطينية فقط ولا حتى قضية عربية انها قضية اسلامية وتهم كل مسلم وانا اريد ان اتحدث بشيء من الخصوصية المنطقية فترى ان العلاقة السعودية الاردنية علاقة ازلية وراسخة ومتجذرة وتقوم على الاخوة ولا اريد ان استخدم اللغة الدبلوماسية والمفردات التقليدية لكنني اقول نحن اهل ولا يفر قنا أي شيء وهذه علاقة ممتدة بالتاريخ وللسعودية اياد بيضاء على هذا البلد الجار المباشر والشقيق وعلى كل الامة العربية والاسلامية هذا امر لابد من الاشارة اليه . وترى ان القدس ترتبط برباط روحي مقدس مع مكة المكرمة والمدينة المنورة حماهما الله وباختصار القمة امام منعطف هام وبالغ الحساسية والخطورة لأن القمة تعقد على بعد تكبيرة من بيت المقدس وقمتهم في اكنافه نطلب منهم ان يخلصوا النية ويعقدوا العزيمة من اجل تحرير القدس بتوحيد عملهم وفعلهم وقولهم وان يعملوا لبدء صفحة نقية بلا شوائب من العلاقات الاخوية الصادقة والتعاون المشترك في مجالات شتى الاقتصادي والثقافي وغيرهما لأننا اليوم في وضع يؤلم كل عربي ونتطلع الى وقفة صادقة مع النفس صادقة في الرؤيا وناضجة في التعاطي مع اوضاع امتنا بما يعيد للتضامن العربي زهوه واشراقه .
نريد رص الصفوف
وكان للكاتب والصحفي وعضو مجلس نقابة الصحفين الاردنيين / أحمد الدباس رأي قال فيه:
ينعقد مؤتمر القمة العربية في عمان في ظروف ومستجدات عربية واقليمية ودولية مهمة وبالغة الخطورة وذات ابعاد ومؤثرات مستقبلية تتطلب استعدادا شموليا وعلى مستوى الوطن العربي كله لمواجهتها والتكيف مع نتائجها حفاظا على وجود وهوية الامة العربية ولجعل دورها وحضورها مؤثرا وفاعلا.
والصراع العربي الاسرائيلي والقضية الفلسطينية ومواجهة استحقاقات الحل السلمي في مقدمة واولوية اجندة القمة بهدف دعم الاشقاء الفلسطينين دعما حقيقيا وصولا للحل العادل واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين الى ديارهم ومساندة سوريا ولبنان في تحرير أراضيهما من نير الاحتلال .
ويأتي انعقاد القمة وسط ضغط شعبي عربي عارم نتيجة الاحباط السائد في الشارع العربي جراء تردي اوضاع الامة وحالةالتفكك التي تعيشها بشكل او بآخر ودخولها في صراعات ومحاور مما يستدعى من القادة العرب مواقف وقرارات عملية وجادة تأخذ طريقها للتنفيذ لاقناع الجماهير العربية بجدية القادة وجدية القمة والابتعاد ما امكن عن الصيغ الخطابية والبلاغية والانشاء وحفظ القرارات في ادراج لا ترى النور: لأن اللحمة تحتاج لمزيد من الفعل ولصياغة عمل عربي مسؤول يكتسب صفة المصداقية والموثوقية لدى الشعوب العربية المتعطشة لصرح عربي واحد يؤثر في السياسة الدولية والمسرح الدولي واشراك جماهير الوطن في القرارات المصيرية وتحمل المسؤولية في عصر يعتمد الشفاقية والوضوح عنوانا وكل شيء اصبح مكشوفا . نريد رص الصفوف وتوحيد القوى في مواجهة الهجمة التي تتعرض لها الامة والاسنبقى نراوح مكاننا ويفوتنا القطار والركب.
ويبقى الموضوع الاقتصادي الاكثر الحاحا وقابلية للخروج بصيغ عملية تستجيب لتحديات العصر والعولمة والتكتلات الاقتصادية الاقليمية وتستثمر طاقات وثروات الامة وهي كثيرة من اجل خير الامة ضمن خطط وبرامج تنموية شاملة ومتكاملة وصولا لتفعيل الوحدةالاقتصادية والسوق المشتركة وقيام تكتل اقتصادي عربي متكامل وقوي ومعالجة قضية استهلاك مقدرات الامة بسبل استهلاكية استعراضية .
وحتى يمكن الدخول في تفاصيل القضايا المهمة والاولويات لابد من تنقية الاجواء وبناء قاعدة للتضامن وإعادة اللحمة وهذا يتأتى بداية من خلال تعظيم نقاط التلاقي وتجاوز نقاط الخلاف واتخاذ موقف جاد ازاء ممارسة القوى الدوليةالتي لا تريد لامتنا خيرا والمتمثلة في هيمنتها علينا ومحاولة بسط سيطرتها حتى على قراراتنا السيادية وفك الحصار عن الشعوب العربية .
يجب ان تكون القمة بداية صحية وصحيحة لوضع خطواتنا على الطريق لخدمة قضايانا ومعالجتها بروح الاخوة وما يربطنا من روابط وثيقة والوقوف مع بعضنا في شتى الظروف والانواء لاننا جسد واحد وروح واحدة وسنكون قوة فاعلة ومؤثرة وقراراتها يحسب لها ان اتحدنا فعلا وكل مانرجوه ان يكلل الله مسعى قادتنا الى كل خير وان يهديهم سبل الرشاد .
ويرى الأستاذ/ رشيد حسن مدير تحرير الاخبار بصحيفة الاسواق أن الاهمية التي نعلقها على قمة عمان القادمة تنطلق من كونهاالقمة الأولى في سياق مأسسة العمل العربي من خلال عقد القمة دوريا والذي اتفق القادة العرب في قمة القاهرة عليه ومن هنا فهذه القمة مرشحة لاعادة الروح للحوار العربي والتلاقي العربي والنبض للعمل الجماعي .
من جانب آخر فقمة عمان تواجه منعطفا خطرا يستوجب على القادة العرب مواجهته وهو ما يتعلق بالعملية السلمية والانقلاب الاسرائيلي على هذه العملية والمتمثل بانتخاب اليمين الاسرائيلي لرئاسة الحكومة او بمعنى ادق فوز التيار المتطرف في الكيان الاسرائيلي والذي لا يؤمن بغير القوة ولا يعترف بالشرعية الدولية ولا يأخذ بالاتفاقات ويصر على الاتفاقات المرحلية .
ويواصل رشيد حسن قوله :
أن اهم النقاط التي تحتل محور القمة هي عملية التفاوض على المسار الفلسطيني ودعم انتفاضة الاقصى وهما يمثلان التحدي الاكبر للقمة والتحدي الأهم لقراراتها ومن هنا فالشارع العربي بل والاسلامي بات ينتظر هذه القمة وبات يعول عليها كثيرا وعلى قراراتها لاخراج الامة من حالة الضعف والهوان والتمزق الذي جعلها فريسة ومطمعا سهلا للاخرين ..فهل تنجح القمة ؟سؤال مقلق لنا لكن التفاؤل يحتل مساحة كبيرة منا والقادة قادرون على الاجابة وقادرون على معالجة هذا التشظي ولم القدرات وتوحيد كل ما من شأنه رسم مستقبل مشرق لكافة ارجاء الوطن العربي وما ذلك على الله بعزيز والله قادر على توحيد القلوب والنوايا..
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved