أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd March,2001 العدد:10403الطبعةالاولـي الجمعة 28 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

درس وكفاءة
لقد عاشت المملكة العربية السعودية ولله الحمد منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ملاحم بطولية ثرية بالتجربة، فريدة بالتميز، مليئة بالخير والعطاء. وكان من أبرز تلك الملاحم المسيرة الأمنية الرائعة التي اختط الملك المؤسس ملامحها وقاد ملاحمها بقوة واقتدار مستعيناً بربه متحلياً بما منحه الله من صبر وجلد وبُعد بصر وبصيرة فكانت تلك الدوحة المباركة الوارفة الظلال دوحة الامن التي يستظل بها كل أبناء هذا الوطن ويعيش في كنفها كل ضيف أو مقيم.
فلقد شهدت مسيرة الأمن في هذا الوطن اهتماماً خاصا من قياداته وابنائه وذلك للقناعة التامة بأن الأمن هو المظلة الشاملة التي يتم في إطارها كافة برامج التنمية والبناء وان الناس اذا آمنوا على أنفسهم واموالهم وتمسكوا بعقيدتهم انطلقوا نحو التنمية الشاملة في كافة المجالات بجهود مثمرة ومسيرة موفقة وترسخت مبادئ الأمن في المملكة على أسس من الشريعة الغراء التي حددت للبشر أسس العيش الكريم وسبل الحياة السعيدة الطيبة، فكان شرع الله المطهر هو النبراس الذي يستضيء به الجميع فوق تراب هذا الوطن وهو النهج القويم الذي يضمن لهم حياة طيبة آمنة.
وحتى تضمن هذه البلاد تطبيق شرع الله واقامة الحياة على نهجه كان لابد من وجود المؤسسات الأمنية القادرة على القيام بمسؤولياتها بكل وعي وقوة متسلحة بالإيمان العميق متدربة على أحدث ما وصل إليه العلم الحديث في مكافحة الجريمة متعاونة في ذلك مع كافة مؤسسات الوطن في التوعية الأمنية من اجل صالح الوطن وأمن المواطن.
ولقد ضربت المؤسسة الأمنية في المملكة ممثلة في وزارة الداخلية أروع الأمثلة ووفرت لغيرها أرقى الدروس في الميدان الأمني، ولعل في تعاملها مؤخراً مع واقعة اختطاف الطائرة الروسية ومقدرتها الفائقة على إنجاز مهامها بكفاءة بالغة يأتي إضافة متميزة لثمرات جهود رجال الأمن في الضرب على أيدي العابثين بأمن الناس وسلامتهم.
لقد تمكن رجال الأمن متمثلين في قوات الأمن الخاصة ان يجعلوا العالم أجمع يقف مشدوداً أمام عظمة إنجازهم الذي تم ولله الحمد بسرعة فائقة وكفاءة عالية سبقها تخطيط دقيق وتصميم على أن يكون التنفيذ بقدر الطموح الذي يستهدف الكفاءة العالية والدقة المنشودة التي تخلِّص البشر من غدر الآثمين الذين يتلاعبون بمصائر الناس وأمنهم.
ولم تستمر حيرة العالم ووكالات انبائه وهي تتابع الحدث على أرض مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة فإذا بجهود أبناء هذا الوطن تنطق بعظمة الإنجاز وتتعامل مع الخاطفين كما ينبغي وتخلص الرهائن كما كان يتطلع الجميع.
وانتهت أزمة الطائرة بمثل هذا الانجاز وبقيت النتائج التي تشير وبقوة إلى عظمة هذا الوطن وأبنائه ومقدرة رجال الأمن بمختلف قطاعاتهم وتخصصاتهم على القيام بمهامهم التي تعهد إليهم بها قياداتهم بقوة وكفاءة.. وبقيت النتائج ايضاً لتقول ان منطلق التعامل في كافة الأمور فوق أرض هذا الوطن ستظل وبعون الله منطلقات تترسخ جذورها من عقيدة الإيمان التي تحرم العبث بأرواح الناس وممتلكاتهم والتي تدعو كافة البشر إلى السعي في خير الناس وما يعود عليهم بالسعادة والفائدة والنفع وما يحفظ عليهم أمنهم وحياتهم.
وكم هو مفيد ذلك الدرس الذي صار واضحاً ومرتسما على خارطة الفكر العالمي بأن الإسلام بعيد كل البعد عما يحاول أعداؤه ان يشوهوا صورته بما ليس فيه. فالإسلام لا يعرف الارهاب..
وها هم ابناء المملكة يضربون المثل لتعليم الجميع ذلك الدرس ويخلِّصون الابرياء من عبث المختطفين ويعيدون الأمن إلى نفوس الأطفال والنساء الذين هالهم ذلك الحدث الآثم، وها هم ابناء هذا الوطن يصرُّون على محاربة أية محاولة إرهابية تستهدف مفهوم الأمن فوق أرض المملكة العربية السعودية.
ولقد عبّر صاحب السمو الملكي وزير الداخلية عن ذلك حين قال بأن المملكة لا يمكن ان تكون مقراً أو معبراً للارهاب.
وبمثل هذا الوضوح وتلك الصراحة الجازمة اصبح الدرس أشد ايقاعاً ووقعاً لكل من تسوّل له نفسه بذلك ليحسب ألف حساب بأن هذا الوطن الذي أرسى دعائم الأمن فيه أبناؤه البررة لن يسمح بأن تنتهك حرمات أمن الناس فوق ترابه كائناً من كان.. فأبناؤه أقوياء بعون الله وتوفيقه ثم بقيادتهم الواعية وكفاءتهم ومقدرتهم ووعيهم، وسيظل وجه بلادنا مشرقاً مضيئاً، وسيبقى أبناؤه نِعمَ المعلم لمن أراد دروساً في هذه الحياة.
وبالله التوفيق..
الدكتور عبدالرحمن بن سليمان الدايل

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved