أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd March,2001 العدد:10403الطبعةالاولـي الجمعة 28 ,ذو الحجة 1421

مقـالات

كلمات معدودة
دبي أو البلد السياحي الجديد
د.محمد بن سليمان الأحمد
امارة دبي، هذه الامارة الصغيرة بمساحتها والكبيرة في عيون اهلها وفي عيوننا جميعا وفي عيون وقلوب كل أهل الخليج استطاعت في فترة زمنية قصيرة جدا ان تتحول الى منطقة سياحية تجذب اليها كل عام الآلاف بل مئات الآلاف من السياح من كل ارجاء العالم ومن دول مجلس التعاون وعلى وجه الخصوص من ابناء المملكة حيث يفد الى دبي آلاف الأسر السعودية . تأتي الأسر السعودية الى دبي بكامل قيمها وتقاليدها وعاداتها اذ ترى المرأة السعودية وهي في زيها الاسلامي والرجل السعودي في زيه الوطني، ولا يثير هذا المنظر اي التفاتة من الآخرين سياحا ومقيمين كما هو الحال عند السفر الى البلاد الغربية في امريكا واوروبا وحتى في استراليا وفي بعض دول آسيا وافريقيا. وفي دبي تستطيع بكل سهولة رجلا كنت او امرأة تأدية الشعائر الاسلامية وبالذات شعيرة الصلاة في وقتها اذ يوجد مئات المساجد والجوامع بمآذنها المرتفعة والتي يرتفع منها النداء الى الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة، هذا بالاضافة الى المئات من المصليات المنتشرة في الفنادق والمراكز التجارية وفي المجمعات السكنية. السؤال الكبير الذي كان يتردد بين المسافرين الى هناك هو كيف استطاعت دبي رغم عدم وجود تراث ثقافي وآثاري في مستوى الاهرامات مثلا وعدم وجود طبيعة جغرافية متباينة شبيهة على الأقل بمنطقة عسير، كما ان مناخها لا يختلف البتة عن مناخ منطقة الخليج العربي عموما.. اذا كانت عناصر الاثار والثقافة والمناخ والسطح عادية جدا فأين يكمن عنصر الجاذبية الى دبي؟! الجميع متفقون ان السياحة والسياح في هذه الأيام لا يهتمون كثيرا بالسطح والمناخ والاثر والثقافة اذا لم تكن مقرونة بخدمات سياحية فائقة الجودة. فمثلاً ما اهمية جبال السودة والعربات المعلقة فيها اذا لم تتوفر اليها ومنها وسيلة النقل المناسبة والنظيفة وبالسعر المعقول وفي اي وقت يختاره السائح ومطوية معلوماتية عن مواعيد عمل عربات النقل المعلقة وتكلفة الراكب الصغير والكبير توزع مجانا في كل مكان يرتاده السياح؟ السياحة خدمات اذ ان السائح يبحث عن مكان نظيف وهادئ يقيم فيه مع عائلته بسعر متوسط وثابت غير قابل للارتفاع او للانخفاض حسب مزاج موظف الاستقبال. كما انه يبحث عمّن يهتم بوقته ويحترم مواعيده ومع كل ذلك يبحث السائح عن جهة مختصة مهمتها السهرعلى خدمته وحمايته بحيث يستطيع الذهاب اليها او الاتصال بها في اي وقت طوال الاربع والعشرين ساعة لتصحيح اي خطأ تقدم عليه اي جهة تقوم بتقديم خدمات للسياح «الفنادق، الشقق المفروشة، سيارات الأجرة، المرافق الترفيهية، مكاتب السفر والسياحة وغيرها». ولابد من وجود انظمة وقوانين صارمة تطبق ضد كل من تسول له نفسه الاساءة الى السياح والنشاط السياحي، او الى سمعة السياحة على وجه العموم. يحكي احد الذين اثق بما يقولونه انه اتصل من الرياض بادارة احدى الشقق الفندقية في المنطقة الشرقية لحجز شقة لاسبوع يقضيه هناك مع اسرته وبعد السؤال عن امكانية وجود شقة، اوضح له الموظف المختص وكان كالعادة في كل الأعمال ذات العلاقة بالسياحة والسفر غير سعودي ان هناك شقة جاهزة له ولكن بعد ان يقوم بتحويل السعر المتفق عليه، حيث كان له ما اراد وتم تحويل كامل الإيجار لكل المدة المطلوبة عن طريق أحد البنوك المعروفة، وعندما سافر في الموعد المتفق عليه وعند وصوله قال له موظف الاستقبال وهو نفس الشخص الذي تسلم الحوالة البنكية: تعال غدا وخذ نقودك لأنه لا يوجد لدينا شقق غير مشغولة، ترى الى من يذهب مثل هذا السائح المسكين؟ انه سؤال بحجم سؤالنا الأول: كيف اصبحت دبي بلدا سياحيا؟ اذ لو كان يعرف موظف الاستقبال هذا ان هناك من سيؤدبه لما اقدم على مثل هذا الفعل المشين.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved