أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd March,2001 العدد:10403الطبعةالاولـي الجمعة 28 ,ذو الحجة 1421

الثقافية

الخطوة الأولى
حديث الوداع
حين نلوي أعناق الذاكرة إلى الوراء سنجد الرقم ثلاثة الذي لم أنس أنني تجاوزت قبله الرقم واحدا والرقم اثنين وانني لم أعد طفلا في بداية حفظه للأرقام، إن توقفت عند ذلك الرقم صفق لي الجميع.
تركت ذلك الطفل الذي كان يعيش في داخلي هناك في حضن أمي وفي ذاكرة الأصدقاء ومع ألعاب )الخشب( ولهونا معاً، وعند الطرقات التي كنت اقطعها سيراً على الأقدام دون تعب أو ملل.. أحياناً تكون نظرتنا للوراء ملحة لنحسب ما قطعنا من طريق .. وكم فارقنا من حبيب وكم كتبنا وشطبنا من قصيد..
فبداياتنا بطعم الفاكهة غير الناضجة...
كالقمر دون الضياء...
كالمراجيح دون طفولتنا...
كالعاشقة دون محبوبها...
كالعشاق دون المساء...
تجاهلت كل شيء لكنني لم أنس أنني تجاوزت كل الأرقام... والحدود التي أعرف والتي لا أعرف وخرجت لي الأسئلة من كل جانب... هل يستطيع الليل ان يوقف النبض. وهل يستطيع الصبح ان يلغي رحلة الوداع. وهل يرفض الأفق ان نزرع قبلة.. أو العيون تمنع ان نسكب دمعة؟ ولكن يبقي السؤال الملح في داخلي يكبر ويتضخم لو استطعنا ان نعيد الزمن إلى الوراء... ياترى لحظتها كم من الوجوه ستسقط من الذاكرة...؟!!
فها أنذا تركت الطفل الذي كان في داخلي يبكي لوداعي وأحزن لبكائه وودعته وهو لا يجهل بأن الوداع )محطة( يتوقف عندها الاحساس ليتألم ويترجمها العقل فيفزع ويقضي بها القدر فنرضى ولعل القدر قضى بالوداع وبكت العيون في جميع انحاء )الوجوه( لهذا القضاء.
وهكذا تظل الحياة.. ألم في الوداع وأمل في اللقاء فبين اللقاء والوداع عمر، وبين الموت والميلاد دهر، فالحياة في مجملها صراع مستمر... وفي النهاية يكون الرحيل مراً.. والوداع هو المرارة التي نحاول الهروب من تجرعها.
متعب صويان الشمري

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved