أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd March,2001 العدد:10403الطبعةالاولـي الجمعة 28 ,ذو الحجة 1421

أفاق اسلامية

حقوق الأخوة في التكافل الاجتماعي
محمد المنصور الشقحاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لايجتمعان في قلب مؤمن، الإيمان والحسد» وقال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولاتحسسوا، ولاتجسسوا، ولاتنافسوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً». وحقوق الأخوة وحقوق المجتمع على الفرد ناقشها السلف الصالح وسعى إلى تعميقها فينا الخلف الصالح من أهل العلم. في دراسة قيمة عن الرعاية الاجتماعية في عهد الملك عبدالعزيز أورد المؤلف الدكتور راشد بن سعد الباز بعض الوثائق منها رسالة من الملك عبدالعزيز لأحد المسؤولين لمعرفة أحوال المساجين وتنازل الحكومة عن حقها حتى يطلق سراحهم يقول جلالته في نهايتها ))ونفذوا ذلك الليلة هذه بدون تأخير وهذا أمر من ذمتي في ذمتكم((. لقد سن الملك عبدالعزيز عادة حسنة أراد بها خير الأمة وهو يقوم على شؤون مجتمع، أمي، فقير، بعد أن استتب الأمن. وفي العصر الحاضر نما المجتمع السعودي وتعددت الاحتياجات واستجد العمل الاجتماعي في إهاب مؤسسات خيرية في كل مدينة تقوم بجهود مشكورة يقوم على إدارتها مجموعة خيرة من أبناء الوطن وفي مقدمتها الجهود التي يقوم عليها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. إنما تنامي المجتمع وزيادة مساحة المحتاجين من الأفراد والأسر يفرض علينا إعداد آلية جديدة ليكون لهذه الجهود الاجتماعية الخيرة أثر. والتكافل الاجتماعي خير دواء لانقاذ المجتمع مما دخل فيه من بدع وأمور تحز في النفس ولابد أن يكون حصر اجتماعي يبين النهج السليم لفعل الخير الاجتماعي. وهنا نحن بحاجة إلى لجنة وطنية لدراسة حال الأفراد والأسر وبطاقة الأحوال المدنية ودفتر العائلة الصادرة من الأحوال المدنية تحمل رقم السجل المدني لكل أسرة وبموجب هذا الرقم تستطيع اللجنة معرفة عدد أفراد الأسرة وكفاية الدخل ومن خلال دراسة حالة كل أسرة ووضع كل فرد تطبق اللجنة معايير التكافل الاجتماعي التي تقوم على إعدادها لجنة داخل مجلس الشورى يصدر بها أمر سامٍ للارتقاء بمشروعية العمل الإنساني من جهود أفراد إلى عمل مؤسسي تكون نواته صندوقاً مستقلاً عن وزارة المالية يضم الزكاة وهبات الأفراد والمؤسسات يسمى صندوق التكافل الاجتماعي. إن الزكاة والصدقة من حق فقراء البلد وربط الزكاة بوزارة المالية حتى الآن بحاجة إلى إعادة نظر في ظل تنامي موارد الدولة ونظام الزكاة الذي لايحقق هدفه الشرعي لقوله سبحانه وتعالى: «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون». الآلية القائمة حكومية أو أهلية رغم النية الحسنة والهدف الخير لاتحقق الغرض بسبب تشتت نقاط العمل وسعي كل جهة على استثمار جهودها إعلامياً مما أفقد ميزانية هذه النقاط والمراكز جزءاً كبيراً من دخلها في الدعاية والإعلان. إن صندوق التكافل الاجتماعي مؤسسة خيرة تقوم على مساعدة الأسر المحتاجة والأفراد بصفة دائمة حتى يتحسن دخل الأسرة أو يجد الفرد فرصة للعمل أما المعاقين وبخاصة الإعاقة الفكرية )التخلف العقلي( البسيط أو المتوسط فإن هذه الفئة بحاجة إلى رعاية مساندة لمساعدة الأسرة التي بها مثل هذه الحالة كما هو قائم في بعض دول الغرب. التي تقدم الرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية الثابتة من خلال زيارة شهرية لأسرة المعاق وتقديم العون لها حتى لا ينفصل المعاق عن أسرته، بخلاف القائم عندنا الذي حرم على الأسرة أجر رعاية ابنها رغماً عنها لعدم قدرتها على كفالته ومواجهة حالته الصحية. اشتراط الوعي بحاجة المجتمع إلى علم اجتماعي صادق ينبع من داخلنا وهذا الشرط هو قناعتنا بان القائم لايؤدي الغرض كما يؤكد ذلك الواقع وهذا دور مجلس الشورى وبين يديه نظام الضمان الاجتماعي الذي يحتاج إلى إعادة نظر وتقويم من جذره حتى يكون شجرة مثمرة تؤتي ثمرها. إن حديث المجتمع يأتي متبايناً وهو يرى ذوي الحاجات أمام أبواب أهل الخير في شهر رمضان وطلب المساعدة بين وقت وآخر من خلال شرح الحاجة في المساجد وقصور البحث الاجتماعي في الجمعيات الخيرية للبر على من يتقدم لطلب المساعدة وتنامي الوافدين وسدهم لأبواب العمل البسيط حتى لم يعد للمواطن مكان في مجتمعه. واشتراط شروط لسد الوظائف الشاغرة فوق امكانات المواطن القادر على القيام بالعمل وتحويل جزء مهم من أعمال التشغيل والصيانة والنظافة لمؤسسات وشركات ربحية توظف عمالة وافدة على حساب العامل الوطني مما حرم المواطن من الدخول في قطاع التشغيل والصيانة والنظافة الذي تراه الإدارة الاقتصادية الحديثة عاملاً أساسياً في الإنجاز. وعوداً على بدء الزكاة حق مشروع للفقراء والمحتاجين وإعادة النظر في ربطها بوزارة المالية يفرضه الحاضر كما ان دراسة احتياجات المجتمع من خلال الرقم المدني وسيلة حديثة لسد فجوات المجتمع والتكافل والإخاء واجب ديني قبل ان يكون وطنياً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يارسول الله: ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى». والجنة بإذن الله للمؤمن الصادق الذي سلم جاره من أذاه وسعى في الخير حتى تندمل البثور التي أخذت تظهر على سطح المجتمع بسبب وباء الحاجة و قلة ذات اليد.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved