أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd March,2001 العدد:10403الطبعةالاولـي الجمعة 28 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

العودة للحق
لا يخلو الانسان في هذه الحياة من هفوات يقع فيها ويخرج عن طبيعته وقد يستخدم عادات وحركات قد يحكم عليه بالجنون او بالخفة نوعا ما ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الى متى يبقى هذا الانسان مائلا عن الطريق المستقيم؟ وهل يظل على هذه الحالة ام يسترجع صوابه.
اقول قد يرجع الجواب الى الشخص نفسه فاذا نظرنا الى البعض من المبدعين نجد العجب العجاب حيث كان تاريخهم مليئا بالنزوات والمواقف، حتى كأن الناظر في ايامهم الاولى ليتشاءم من مستقبلهم ولكن الله عز وجل يهدي من يشاء والله يقول في محكم تنزيله )إنك لا تهدي من أحببت( واذا التفتنا قليلا الى بعض حال الشعراء لينحصر القول في حياتهم.
فمثلا ابو العتاهية الذي عرف اشعاره التي تمتاز بالزهد والوعظ الا انه كان له بعض الهفوات التي عرفت عنه في ايامه الاولى.
ومع كل هذا الانغماس في ملذات الدنيا الا انه يعود الى طريق الصالحين ويعود الى الطريق المستقيم ويعرف بزهده حتى يقول بعد ذلك:


إلهي لا تعذبني فاني
مقر بالذي قد كان مني
ومالي حيلة إلا رجائي
وعفوك ان عفوت وحسن ظني

وهكذا فليس العيب ان يخطىء الانسان ولكن العيب ان يتمادى في الخطأ.
واذا التفتنا قليلا الى بعض الصحابة رضوان الله عليهم لوجدنا العجب، حيث ينقلب الرجل من مشرك الى مؤمن فحينما يظهر له الحق يتسارع اليه كالخيل..
وخير مثال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان اكبر معاد للاسلام والمسلمين فعند ما اشرقت شمس الحق في قلبه صار ثاني الخلفاء الراشدين الذين بشّروا بالجنة وهكذا فالانسان لا يستمر في ظلامه وفي جهله فلا بد ان يبحث عن الحق فالدنيا فانية لا باقية ولكن السعيد الذي يستثمرها بالاعمال الصالحة والله اعلم.
عبد الله محمد العمر
كلية اللغة العربية
القصيم بريدة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved