أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd March,2001 العدد:10403الطبعةالاولـي الجمعة 28 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

هؤلاء هم المنتصرون
أول القول:
الحكمة المأثورة «طريق ألف ميل يبدأ بخطوة» كثير منا بلغ من السن «عتيا» وشاب المفرق شيبا ولم يصل لمراده وغايته او الهدف الذي وضعه نصب عينيه، والبعض الآخر استسلم لوهنه وضعفه وقلة حيلته واستبدل الأمل بالوهم وأطلق العنان لخياله ليبحر به بعيداً عن مرافئ الواقع، بعالي صوته يردد أبيات الشاعر:


ألا ليت الشباب يعود يوماً
فأخبره بما فعل المشيبُ

كما هو معروف بين الناس ان «ياليت» ماعمرها عمرت بيتا والقصص في تراثنا العربي كثيرة تروي مواقف الناس عن التخيل او مايطلق عليه «احلام اليقظة» مثل صاحب جرة السمن الذي سرح به خياله بعيداً ولم يستيقظ الا على صوت انكسار الجرة وانسكاب السمن بداخلها على الارض.
إن عدد من وصل لهدفه قلة تكاد تعدهم على اصابعك والبعض مازال يغالب الدنيا بحلوها ومرها للوصول.
هناك فئة اجبرتها الظروف القاهرة للعمل في سن مبكرة من اجل مساعدة ذويها في مصاريف الحياة التي لاتنتهي لم أكتب من فراغ او من نسج الخيال وانما اعايش هذه الندرة من الناس التي خرجت من خلف مقاعد الدراسة الى دنيا مختلفة تماماً بما فيها من مشاكل تحدث من وقت الى آخر سواء في المنزل او العمل.. ولكن لم تثن هذه المشاكل عزيمته في شيء بل زاد عزما فوق عزم واصراراً للوصول الى هدفه. ويرجع هذا النشاط المتفجر من داخله الى ان الدنيا عركته جيداً مثل الذين سبقوه من الرعيل الاول وكما قال الشاعر «محمد المسيطير»:


يسوده الجور في عليا محاكمه
شريعة الغاب جلاد وسياف

ولا أخص بهذا المقال هذه الفئة بل هناك مبدعون في مجال عملهم ومبتكرون وعباقرة، هؤلاء من تنشأ الامجاد الخالدة على أكتافهم لأجيال قادمة ولو سألت اين كان على قارعة الطريق عن امنيته وهل بلغها، يجب عليك بأنه مازال يحققها ولو تطلب ذلك جهده وشبابه والعمر كله.
عندها تدرك بأن الهدف اغلى مايتمناه المرء في حياته الدنيوية «الأعمال بالنيات» منهم من يبحث عن المال ومنهم من يريد الاولاد وآخرون لهم اهدافهم الخفية التي لايعلمها الا الله «عالم الغيب».
هناك من يحلم منذ صغر سنه بأشياء واشياء ولايحققه منها الا البسيط بمساعدة ذويه أو اقاربه، ومن حق ابن آدم ان يحلم بما شاء ولكن من يحقق حلمه على ارض الواقع فهو المنتصر وخيرهم عملاً.
وفي آخر القول للذين على طريق تحقيق أحلامهم سواء في بداية الطريق او شارفوا على نهايته اقول لهم من ابيات الشاعر:


أمني النفس بالآمال ارقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

غازي محمد القحطاني

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved