أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 23rd March,2001 العدد:10403الطبعةالاولـي الجمعة 28 ,ذو الحجة 1421

عزيزتـي الجزيرة

مكانة المرأة المسلمة
شمس الحجاب ساطعة.. ونور الطهر متجل
غني عن البيان ما تتمتع به المرأة في الإسلام من مكانة عالية، ومنزلة مرموقة، تحسد عليها من قبل قريناتها الأخريات من الملل الأخرى، فهي درة مصونة، وجوهرةمكنونة عن يد كل عابث، وقد جعل الإسلام لصيانتها والمحافظة عليها وسائل وأدوات متنوعة تمنع الجراثيم والفيروسات البشرية من الوصول إليها، ومن هذه الوسائل والأدوات: الحجاب، وعدم الاختلاط بالرجال الأجانب.. فضلا عن ان الإسلام لم يقم بخنق المرأة في زاوية ضيقة ليمارس تجاهها أصنافا متعددة من ألوان الأذى والقسوة، بل على العكس من ذلك تماما حيث قام الإسلام بالارتقاء بمكانة المرأة عاليا فهي الأم والجدة والأخت والعمة والخالة.. وقرنها بالرجل في كثيرمن الخطابات التي توجه للأمة المشتملة على الأوامر والنواهي والترغيب والترهيب.
ولقد شد انتباهي ما نشرته إحدى الصحف المحلية بشأن انتشارجريمة الاغتصاب في أحد البلدان المسلمة بشكل مريع!؟ تتفطر له الأفئدة، وتضطرب له الأوردة، حيث بلغ معدل ارتكاب هذه الموبقة رقما خياليا وبمعدل جريمة اغتصاب كل ساعة تقريبا!!.
كما نشرت جريدة الرياض في عددها رقم 11945 مقتطفات من تقرير منظمة العفو الدولية قامت المنظمة المذكورة بنشره قبل اليوم المسمى )بيوم المرأة العالمي( وقد تضمن التقرير: إن ملايين النساء يتعرضن يوميا للتعذيب والاغتصاب والضرب من قبل أفراد أسرهن أو )رؤسائهن في العمل( بصفة خاصة!؟. وأن واحدة من كل خمس سيدات في العالم تتعرض لاعتداء جسدي أو جنسي!؟
كماأشارت التقارير الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية الى ان هناك امرأة تتعرض للضرب كل خمس عشرة ثانية، وأن سبعمائة ألف امرأة يتعرضن للاغتصاب سنويا!.
ولقد أدى تردي أحوال النساء في العالم ووضعهن البائس الى دفع المنظمة لتسمية هذا التقرير: )أجساد مكسورة وعقول مشتتة(.
هذا الأمر ذكرني بما سطرته يد أحد الأدباء والكتاب العظام الداعين للفضيلة في أحد البلدان قبل ما يربو على الثمانين عاما، عندما أطلق صرخاته عالية مدويةمجلجلة، محذرا من الويلات والنكبات والرزايا والموبقات )التي لاحت نذرها في الأفق البعيد، وظهرت تباشيرها مع حجاب شمس الأصيل( محذرا من الهوة السحيقة، والمنزلق الخطر الذي تقاد إليه المرأة من قبل المولعين والمشغوفين والمأسورين والمفتونين بالعشيقات والخليلات، وحقا حدث ما حدثه حدسه، ونطق به مداده، وتكلم به لسانه، حيث: مُزق الحجاب، وهُتك عرض الطهر، وفض العفاف في كثير من الدول!! فكانت الفاجعة والقاصمة، فتفشت الجريمة، واستشرت الرذيلة، ودوت الفضيحة، وأٌجهضت الفضيلة، وفقدت المرأة أمنها، وغيض أمانها، وأنشبت الكواسر البشرية أنيابها تنهش من جسدها الغض في كل حين، وأخذت تلك الكواسر تتمطى في الأزقة والطرقات تلتهم فرائسها، وتتسكع في الشوارع والحارات تبتلع بنشوة طرائدها في البلدان الإباحية.
وأضحت المحاكم في عدد من البلدان الإباحية التي يقدم فيها الجنس )بكثافة بجميع النكهات وحسب الطلب( تعج بمختلف القضايا الحقوقية والتعويضات المالية التي يسيل لها اللعاب، فضلا عن الساحات الخلفية والممرات الجانبية للمحاكم التي أصبحت ميدانا للتسويات خارج نطاق المحكمة في القضايا التي رفعتها عدد من النساء ضد رؤسائهن في العمل بسبب المضايقات الجنسية!.
لقد أدرك ولاة الأمر )حفظهم الله( في هذا البلد الطاهر المقدس ما يعاني منه العالم من تفسخ وتبذل وتهتك وميوعة سافرة وعهر وخلاعة ومجون فاضح، وما تتعرض له المرأة في العالم من انتهاكات صارخة واعتداءات فاضحة، فصانوا الأمة عن الوقوع في هذه الأمراض والأوبئة القذرة الفتاكة، فوضعوا الآليات والأطر التي تمنع هتك الطهر، وتمزيق العفاف، وفض الحجاب في هذا البلد الطاهر.. كما أنهم لم يألوا جهدا في تطبيق الشريعة الإسلامية نصا وروحا في جميع مناحي الحياة فهي الدولة الوحيدة في العالم التي يوجد لديها جهاز متخصص في الحسبةيقوم بوأد كل مظهر مقزز مناف للأخلاق الفاضلة ولقد ظهر أثر ذلك جليا في المجتمع )ولله الحمد( فلا تجد اختلاطا في المدارس ولا في أماكن العمل، ولا وسائل اعلام تدعو الى الرذيلة، ولا انتهاكات ولا اعتداءات آثمة على المرأة.
فكما ان العالم يتضور ويجأر بالشكوى من جراء مشاكل الاختلاط بين الرجل والمرأة )الاجتماعية والنفسية والاقتصادية.( والتي أكدتها البحوث في العلوم الإنسانية في عدد من الدول الغربية مما أدى به الى الوقوف عاجزا عن إيجاد الحلول المناسبة للإفرازات المنتنة والروائح الكريهة المنبعثة من جراء الاختلاط بين الرجل والمرأة، وأصبح العالم يدور في حلقة مفرغة يتخبط يمنة ويسرة باحثا عن الحلول المناسبة لهذه المعضلة، وعن البديل الواقعي المناسب الأصلح لتوظيف المرأة!! حيث استعصى على الجهابذة من المفكرين الغربيين إيجاد الحلول المناسبة لهذا الداء العضال!!.
كما حملت الأخبار عن عودة بعض الدول الإباحية )اليابان( إلى الأخذ بمبدأ الفصل بين الرجل والمرأة حيث تم تخصيص بعض عربات )المترو( للنساء فقط، وقد لاقت هذه الخطوة صدى طيبا وإقبالا منقطع النظير لدى نساء اليابان اللواتي عانين من المضايقات من قبل الرجال وصل لحد تمزيق الملابس!! فهرعن الى استخدام هذه العربات بعيدا عن العربات المختلطة بالرجال والنساء.
لقد غاب عن أذهانهم تجربة المملكة الفريدة الرائعة في مجال توظيف المرأة، حيث تم مراعاة الخصوصية والسنن الإلهية والأمور الفطرية التي تميز المرأة عن الرجل، فضلا عن ايجاد المناخ الملائم والجو المناسب للمرأة لتؤدي الرسالة المناطة بها على أكمل وجه وفقا للضوابط الشرعية في مناخ يتدفق أمنا واطمئنانا، بعيدا عن تلك التيارات الموبوءة، والمياه الآسنة، والجراثيم المتهالكة، والفيروسات المتشرذمة التي تتمطى في كثير من دول العالم.
فظلت )ولله الحمد( شمس الحجاب ساطعة، ونور الطهر متجليا، ووهج العفاف متلألئا على صعيد هذا البلد الطاهر المقدس، فلقد عاشت وستعيش المرأة في هذا البلد الطاهر المقدس )إن شاء الله( في ظل هذه الدولة السلفية التي تتفيأ ظلال الكتاب والسنة في أمن وأمان، وطهر وعفاف.
فولاة الأمر ) وفقهم الله لكل خير( أحكموا وثاق سقاء الحجاب فلم تنسل من قطرة، وجدعوا أنف كل من تسول له نفسه إلحاق الأذى بالمرأة فلا تسمع لهم صولة، ولووا عنق كل شيطان فخنس، وقطعوا رشا كل مفسد فبلس، فباتت المملكة )بفضل الله( الدولة الوحيدة في العالم التي تنعم فيها المرأة بسعادة وطمأنينة وأمان وفقا للسنن الإلهية، وتمرس أعمالها المناطة بها وفقا للقواعد الشرعية، بعيدا عن التبرج والسفور والأذى والعدوان والأساليب الاستفزازية والمضايقات البشعة في جو يشع بالأمن والاطمئنان سواء في البيت أو أماكن العمل والدراسة أو الشارع أو السوق، قد أضحت آمنة من أنياب الذئاب، وغوادي السباع، تستنشق مسك العفاف، وتتذوق رحيق الطهر، وتعانق الحياء، وتحتضن الحجاب )فلله الحمد والمنة( وختاما أوجه ندائي للمرأة المسلمة فأقول:
فحذار حذار أيتها المرأة المسلمة من الانسياق وراء الوعود الزائفة، والمناظر الهابطة، والميوعة السافرة التي ترينها في البلاد التي يسيل جوها تبرجا وسفورا ويتدفق مجونا واستهتارا وينهمر خلاعة وعهرا. وتشبثي بدينك، وتمسكي بكتابك وتسربلي بعفافك، ولا تتولي بركنك، فتسقطي في براثن الرذيلة، وداعي الجريمة.
فلعمري ان فعلت ذلك نمت قريرة العين، قد أرضيت بارئك، وشكرت خالقك، وأديت واجبك.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبدالمحسن بن محمد الفريح العنقري

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved