أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th March,2001 العدد:10406الطبعةالاولـي الأثنين 1 ,محرم 1422

مقـالات

نهارات أخرى
الدفاع المدني ويا كافي
فاطمة العتيبي
إذا ما صحت بعض الأنباء التي يتناقلها الناس والصحف عن قصور قدرة الدفاع المدني بمعداته وأفراده عن إنقاذ الناس المستنجدين بالدفاع بعد الله .
فإن هذه نقطة لابد أن نتوقف عندها طويلاً.. فلا أعتقد أن وطناً وضع خططه المتلاحقة لتنمية الانسان وتوفير افضل السبل لحياته ورفاهيته، يكون قد أدار ظهره للدفاع المدني وخدماته.. بل إننا نعرف حرص سمو الأمير نايف وسهره من أجل أن يكون الدفاع المدني على خير ما يتمناه ونتمناه مع سموه، وإذا كنا مطلقي الثقة بالمسؤولين عن الدفاع المدني والميزانية التي وضعت تحت تصرفهم في كل منطقة ومدينة لتجهيز الدفاع المدني بالمعدات والآليات اللازمة، وإذا كنا نثق بقدرة رجال الدفاع المدني وحجم التدريب الذي تلقوه واقتناعهم بدورهم النضالي في إنقاذ الناس وشجاعتهم وإقدامهم وتضحياتهم.. إذا كنا نثق تماماً في ذلك كله فلماذا نأتي لبيت القصيد ونحدق كثيراً بالواقع فلا نجده بمستوى التطلع ولا نجده بمستوى التطورات الهائلة التي بلغناها في مجالات أخرى..
لماذا يتخلف الدفاع المدني على أرض الواقع عن غيره من المؤسسات الأمنية، ولماذا تعوزه في كثير من المناطق أبسط أبجديات العمل وهي السرعة في التصرف مع المحافظة على صحة التصرف والثقة بالنفس والشجاعة والإقدام.
هل لأننا نحن في مجتمعنا لا نعير الدفاع المدني اهتمامنا إلا إذا شبت الحرائق العظمى لا سمح الله .هنا فقط نتذكر أن في هذه الدنيا شيئاً اسمه «المطافي» الذي كنا نهزج به منذ أن كنا صغاراً..
«جت المطافي
قالوا يا كافي»
ونحن لا نريد من رجال الدفاع المدني أن تبقى هذه الأقوال في ذاكرتهم خشية أن يكتفوا في كثير من المواقف بترديد كلمة «يا كافي»..
والدعاء والاستنجاد بالله هي صفات هامة بلا شك، ومطلوبة من المسلم، ولكن الدعاء يتطلب عملاً وجهداً يبذله الانسان ليكون الله سبحانه معه فيه ويوفقه في أدائه.. أما أن يكتفي «بالفرجة» مثلما تواترت الأنباء عن حادثة «غريق أمطار عفيف» وأرجو أن يكون ذلك غير صحيح، فتلك مشكلة كبرى لابد أن يتم معالجتها عن طريق جرعات نفسية عالية تخلص رجال الدفاع المدني في بعض المناطق من تأثير الاهازيج القديمة كونها تراثاً لا نريد أن يترك بصمته الهائلة عليهم.
** وليس لنا هنا الا أن ندعو الله كثيراً ان يوفق المسؤولين بالدفاع المدني تحت توجيهات سمو وزير الداخلية في تقصي وضع الدفاع المدني ومدى قدرته التجهيزية والبشرية لأداء عمله في أكثر المواقف حساسية وصعوبة ونحن بإذن الله واثقون بقدرتهم في معالجة القصور ولنذكر جميعاً أن مستوى اهتمام الدول بالانسان وكونه يستحق الحياة الى آخر لحظة من عمره هما مقياس الحضارة الحقيقية.
Fatamalotaibi@ayna.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved