أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th March,2001 العدد:10406الطبعةالاولـي الأثنين 1 ,محرم 1422

مدارات شعبية

قلق الثلث الأخير من هاجس الكتابة
أحمد الناصر الأحمد
ارتحال مفاجئ نحو الداخل.. ممل هو السفر حينما يكون عكس الارادة.
قاتلة هي الريح حينما تعاند المركب.
السطر الأول يجب أن يكون أبيض كبسمة طفل جائع! الجملة الأولى لها وقع خاص ومذاق خاص ونكهة خاصة.
في آخر الصفحة كان هذا البيت كشجرة «الأثل» تمتلك الخضرة الدائمة والظل المبعثر.. ولا تخلو من تائه الطير.. انها أشبه بفنادق الدرجة العاشرة ولكنه أي البيت أكثر نداءة وحياة.


«الزين ما ودك يخلى مع الشين
ودك يخلى كل شي لحاله»

في أعلى الصفحة الثانية كانت هذه العبارة.. أو شطرة بيت آخر «وبضدها تتميز الأشياء»
أدر الفرجال أقصى ما تستطيع.. كم هي جميلة فواصل البياض..
البحث عن الحب مغامرة.. والحب مغامرة.. والعشاق فرسان من الدرجة الأولى في الصفحة الثالثة جمل متداخله أثقلتها نقاط كثيرة أفقدتها جمالها.
يعاني الحرف من النقطة تماماً كما نعاني من الملبس الثقيل.. في آخر الصفحة مفردات متداخلة شكلت مع بعضها قطيعاً خرافياً فيه من الدائرة قدرة الاتساع ومن المربع امكانية الرؤية أو قل جمال التأطير.
جميل هو انثيال القلم.. والأجمل منه نفور المفردة وشرودها.
الحبر الأزرق لم يعد مغرياً للكتابة.. والحبر الأخضر مسالم أكثر مما ينبغي.. والأحمر تنفر منه العين.
«ان جيت ابفتح دفتري تشرد حروفي بلاد
تخيل خطوطه سياج تهرب واعيش همومها».
امتلأ الذهن بالفكر.. والعقل بالبحث والتجريب.. والقلب بالحب.. والحب.
كم أنت رائع ايها الألم حينما تقتلع الوردة لتنبت عشراً أجمل منها.
في الصفحة الرابعة أحلام تتدثر اللون الأصفر وترقص على أشعته.. هل جربتم عمق هذا اللون وجديته.. هل حلقتم مع عاطفته؟!
ثمة فم مفتوح وأسنان توارى بياضها وابتسامة لشاب يعيش بنصف عقل.. رصيدة في هذه الحياة نصف جرأة ونصف شجاعة وحب شريف كتب له الا يتم.
في الصفحة الأخيرة حيز أخضر تتوسطه نخلة مثمرة وصبية يلعبون ويتقاسمون رغيف خبز..وعلى التل القريب شاعر يمتلك مائة قلب ومائة عاطفة!
«افرض كسر مد القلم جزر الأوراق
وادمى هزيع المحبرة برد جوعي»
وماذا بعد الفرض سوى أن يظل اللون الأبيض أجمل الألوان. والأسطر الفارغة أبلغ من كل كلمات الدنيا.
على الغلاف الأخير فتاة حسناء وهبها الله جمالاً أخاذاً وفكراً مضيئاً.
اختها الأصغر والأجمل منها تلهو بقربها.. و..


«حتى وأنا اختك قادرة تفتنيني
وشلون لا حبك مع الوقت رجال»

ü أطل من نافذة منزله.. القى نظرة غير مستقرة الى الشارع الضيق..
تجاوزت عيناه ببطء غير مركز صبية يلعبون بعشوائية منظمة!..
في الركن الأمامي لأحد الدكاكين شدته ضحكات متواصلة لرجل في خريف العمر يفترش جريدة ويحدق في إناء نحاسي بحجم الدلة!.. أذهله ضحك الرجل بدون سبب..
اعتصر أقصى ما يستطيع من حواسه كي يجد سبباً لهذا الضحك المتصل.. أعياه البحث.. اسند رأسه الى الحائط سمر عينيه في الرجل.. الرجل ما زال يضحك!.. لكنه لا يسمعه!
اعتصر كل ما في داخله بكى بحرقة وكأنه لم يبك أبداً!

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved