أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 26th March,2001 العدد:10406الطبعةالاولـي الأثنين 1 ,محرم 1422

العالم اليوم

أضواء
أسبوع القمة العربية 3 - 6
انشغال مهندسي السياسة العربية عن قضيتهم الأساسية
جاسر عبدالعزيز الجاسر
الأنباء المتلاحقة التي تصلنا عبر رسائل وكالات الأنباء عن اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية الذين يعدون للقمة العربية الدورية الأولى تؤكد تخوفنا من ان تنشغل القمة ب«الحالة بين الكويت والعراق» او بتداعيات الغزو العراقي للكويت، اذ انشغل يوم السبت أول أيام اجتماعات وزراء الخارجية ثلاثة عشر وزيراً بالبحث عن وسيلة ومخرج لنظام بغداد وبحث سبل «مصالحة» النظام مع الدول الخليجية وبالذات دولة الكويت التي كيف يستطيع مسؤولوها وشعبها ان ينسوا كل فظائع الغزو العراقي للكويت، والقابعون في بغداد يذكرونهم به كل يوم بل كل ساعة، فبالاضافة الى وجود أكثر من ستمائة أسير في سجون بغداد، يصر وزراء صدام على تذكير الكويتيين بتربصهم بهم وبنواياهم، وآخرهم الصحاف وزير خارجية النظام الذي قال أمام رجال الاعلام الذين يغطون قمة عمان بأن الأجيال العراقية القادمة ستبتلع الكويت والكويتيين ان لم يقبلوا بالصلح في عمان.
كلام الصحاف وباقي الوزراء العراقيين والابن المدلل عدي يذكرني بالمثل العراقي (مكدي وخنجره بحزامه)!!
والذي لا يعرف اللهجة العراقية فان (مكدي) يعني شحاذ.. والخنجر معروف.. والحزام أيضا والمعنى ان الشحاذ يطلب الصدقة وخنجره جاهز للعمل ان لم يحصل عليها..!!
وهكذا هم وزراء صدام حسين ان لم يقبل الكويتيون والخليجيون بما يعرض عليهم من صلح دون ان ينفذ نظام بغداد الالتزامات التي تعهد بها ويعيد الأسرى ويعتذر عن جريمته فان العراقيين سيبتلعون الكويت وأهل الكويت.. وربما الخليج وأهل الخليج.. ألم تظهر الوثائق بعد غزو الكويت ان النية كانت لدى قوات صدام بالاتجاه جنوبا..!!
المهم.. الصحاف دار على الدول العربية واقنع بعض الدول لطرح موضوع المصالحة ومع هذا يواصل تهديداته ..!! ليشغل بذلك وزراء الخارجية العرب الذين قضوا نهار السبت للبحث عن صيغة توافقية ترضي الكويت ونظام بغداد.
الأخبار الواردة من عمان تتحدث عن توسيع أو اضافة عبارات أخرى للصيغة التي اعتمدتها قمة الدوحة الاسلامية التي حولت «الغزو العراقي» الى «حالة» وساوت بين الضحية والجلاد، بحجة ان العراق دفع ثمن حماقة حكامه وان الوقت قد حان لرفع الحصار عنه ولكن صيغة الدوحة ربطت ذلك بتنشيط حوار نظام بغداد مع الأمم المتحدة وهذا بالعرف السياسي او بالأسلوب التوفيقي هو دفع نظام بغداد للتفاهم مع الأمم المتحدة وبالتالي مع مجلس الأمن الدولي لرفع العقوبات الاقتصادية أو تخفيفها، والأمم المتحدة التي كلفت أمينها العام لاجراء حوار مع نظام بغداد تسعى الى اقناع النظام بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، والذي نعرفه ان الصحاف الذي يهدد بابتلاع الكويت والكويتيين قد استمع الى شروط كوفي عنان لتخفيف الحصار ثم رفعه ان نفذ النظام قرارات مجلس الأمن الدولي، كما نعرف أيضا وكما سمعناها من الشيخ صباح الأحمد نائب رئيس الحكومة الكويتية وزير الخارجية، ان الكويت أميراً وحكومة وشعباً لا يريدون من نظام بغداد سوى اعتذار عن جريمة ارتكبها وان يطلق الأسرى الذين يحتجزهم وبالمناسبة فان الأسرى ليسوا كويتيين فقط بل هناك أسرى سعوديون وخليجيون وعرب ومن هؤلاء العرب من تعمل حكوماتهم لاعادة نظام بغداد.
وهذان شرطان بالاضافة الى توفير ضمانات عربية لدولة الكويت ودول الخليج بعدم تكرار عدوان العراق مرة أخرى واعادة الممتلكات الكويتية المسروقة، وهي شروط لا يضر نظام بغداد ان ينفذها ان كان صادقا بالعودة الى الطريق السوي، وهي أيضا ليست بدعة في التعامل الدولي فاليابان اعتذرت لكوريا والصين، وأمريكا اعتذرت لفيتنام وفرنسا اعتذرت للجزائر.. فلماذا لا يعتذر نظام بغداد ولماذا لا ينصحه الذين انشغلوا بالبحث عن مخرج له وأشغلوا العرب معهم عن قضيتهم المركزية .. قضية فلسطين التي سيكون حديثنا عنها ان شاء الله غدا؟
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved