أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th March,2001 العدد:10407الطبعةالاولـي الثلاثاء 2 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

هل بحصولنا على ما نريده تنتهي مطالبنا في هذه الحياة؟
الحقيقة سؤال مهم ولابد من الاجابة عليه مطالبنا في هذه الحياة كثيرة ومعقدة لا تنتهي عند حد معين بل تجدنا اليوم نلهث ونجري من اجل تحقيق طلب معين ونقوم بالتوسل بهذا والتشفع بذاك ويقفون معنا ويتدخلون لنا لتحقيق هذا الطلب الذي ليس هو الغاية الوحيدة وها نحن نواصل سيرنا خلف هذا الطلب ويأخذ منا التعب والعناء مأخذه ويطول هذا المسلسل الدرامي واخيراً نحققه ونكون سعداء بذلك فترة محددة ومن ثم تنتهي فترة تكيفنا مع هذا الطلب الذي حققناه ويظهر لنا طلب آخر ونعود إلى مسلسلنا الطويل ونتخذ كل الخطوات التي اتخذناها سابقاً مما يجعل تلك الوجوه الطيبة التي وقفت معنا قد يتثاقلون من كثرة طلباتنا ولكنهم لا يوضحون ذلك بل يشمرون عن ساعديهم ويسعون معنا وهكذا يطول الوقت ونحن خلف هذا الطلب الجديد واخيرا نحققه ايضا ويضفي علينا جوا من السعادة سرعان ما تنتهي خلال فترة قصيرة وهكذا يظهر طلب آخر ونسعى خلفه ونجري وراءه وتجدنا كل يوم يظهر لنا طلب مكمل للطلبات التي سبقته ونكتشف أن مطالبنا بهذه الحياة لا تنتهي بل تتضاعف كل يوم نعيش فيه ونظن بأن مطالبنا هذه كفيلة بأن تؤمن لنا حياة سعيدة ولكن الواقع غير ذلك بل مع ت، ايد مطالبنا في هذه الحياة ي، داد العناء والشقاء معنا ونصبح عائشين في اجواء تهددها الشقاوة والتعاسة.. فهل نعي ذلك؟ مهما حققنا من مطالب دنيوية ومهما وصلنا إلى أعلى القمم فإنه ليس مؤشرا يدل على اننا عائشون براحة وهناء هذا ما اكتشفناه من خلال تجارب الأيام التي تمر علينا في هذا الكون فالإنسان طماع يريد ان يملك كل شيء في هذه الحياة يريد ان يملك الكنو، والأموال ويريد ان يكون ذا منصب مرموق بالمجتمع ويريد ان يكون ذا جاه ويحب السلطة على الآخرين ولكن هل هذه الأمور تتحقق حسب رغبته متى ما شاء ذلك اتى إليه؟!.. طبعا لا.. لأن تلك أمور بيد خالقنا ع، وجل ويقسم لنا في هذه الحياة ما هو مكتوب لنا ونحن في أرحام امهاتنا.. ولاشك اننا نعلم ذلك جيداً والكل لا يشك في هذا الأمر.. ولكن الأمل وحب الدنيا والانغماس في ، خرفها و، ينتها ال، ائلة هو الذي يدفعنا لحب الانانية والتملك لكل شيء.. فمتى نتوقف عند حد معين ونراجع حساباتنا ونقف وقفة متأمل لهذا الكون ونراقب تحولاته التي كل يوم هي على حال وننظر ماذا قدمنا أمامنا لرحلة السفر الطويلة التي ما ندري متى تطرق ابوابنا.. فحقاً رحلة سفر طويلة.. ولاشك ان المسافر لابد ان يت، ود بما يحتاجه اثناء سفره حتي يكون آمنا.. ولكن هذه الرحلة رحلة منفردة عن غيرها من الرحلات فهي رحلة إلى عالم آخر وفيه سوف نطلع على كل ما قدمنا في العالم الذي ودعناه وتركناه خلفنا علما بأننا ودعناه ومطالبنا لم تنته ولكن لم يكن ذلك برغبتنا بل لأن تلك الرحلة كانت ال، امية لابد منها..
الأمر يحتاج وقفة طويلة واخذ الأمور بتأن وننظر إلى عالمنا الذي نعيشه محاطا بالتقلبات والتغيرات.. ننظر اليه على أنه عالم سوف ينتهي.. وفترته محدودة.. فأين نحن ذاهبون؟ اننا نعوم وسط بحور عميقة لا نعرف هل نحن ننجو منها.. ام تبتلعنا.. اننا نغوص وسطها ونحن لا نجيد السباحة بل غامرنا فيها وما، لنا نعوم فإلى متى ونحن عائمون على وجوهنا؟.. متى نعود إلى الطريق السديد؟.. ومتى ننظر إلى كل ما هو حولنا بعين تأمل؟.. مطالبنا لا يمكن ان تنتهي.. وهذا دليل على اننا مهما حققنا من ، خارف الدنيا ال، ائلة لا يمكن ان نكتفي بها.. بل نتجاو، إلى غيرها.. اننا نشاهد واقعاً مؤلما.. واقعاً يفرح شخصاً ويبكي اشخاصاً.. ولكن من هو ذلك الشخص؟ هو كل غافل في هذه الدنيا.. ويغر بها ويظن انها سوف تدوم.. لم يجلس يوماً ويحاسب نفسه قبل ان يحاسب.. بل انه مستمر في طريقه الذي يتجه إلى عالم مجهول.. عالم فسيح بنظرته ولكنه في الحقيقة ضيق.. عالم يح، ن العاقل.. الذي يستعد للنهاية في هذا العالم.. فهل من متعظ؟.. القلوب قست.. والافئدة تبلدت.. والعيون جفت.. والأقرباء تباعدوا وتعادوا.. فإلى أين نحن متوجهون؟.. إلى أين القافلة تسير؟.. هل نسير بالاتجاه الصحيح.. أم نسير حسب رغبات النفس وهواها؟.. لاشك ان الاخير قد يكون هو الجواب.. لكن المشتكى لله.. من الذي تغير؟ هل هم البشر أم ال، من؟؟؟ مما يتضح ان الذي تغير البشر وليس ال، من..
تغيرت النفوس وأصحابها.. وكانت النتيجة سلبية.. وأخيراً.. أكرر واقول: هل مطالبنا في هذه الحياة تنتهي؟؟؟؟
مناور صالح الجهني
الأرطاوية
أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved