أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th March,2001 العدد:10407الطبعةالاولـي الثلاثاء 2 ,محرم 1422

مدارات شعبية

نصف القمر
كهولة الشعر.. كهولة الشاعر!
خالد محمد الخليفة
* طالعت خلال الأسبوع الماضي في عزيزتي الجزيرة مقالاً يقطر ألماً لشاعرنا العذب.. نديم كميت.. أو بالأحرى زميلنا.. حمدالدعيج.. وهو عبارة عن مرثية اتسمت بالشفافية والصدق وحفلت بالكثير من الرسائل الخاصة والعامة.. وما شدني فيها أنها رثاء من قبل الشاعر لنفسه وعتاب لطيف مغلف بأدب جم للآخرين!
* المقال نشر في مكان قصي لكنه كان بالغ الأثر شديد الجاذبية خافق الكلمات.. محلق الأبيات.. كتبه النديم تعقيباً على سمو الأمير.. جلوي بن سعود.. الذي تساءل عن أسباب رحيل قلمه.. حيث وقعت تلك التساؤلات موقع الجرح لدى شاعرنا مما دفعه إلى تطريز تلك الكلمات المبللة بطعم الليمون!!
* حقيقة وددت لو لم تسافر عيناي بين أحرفه لكنني فعلت .. وتألمت وواجهت انثيال الأسئلة التي فجرها بقصد أو بدونه بمزيد من الدهشة فالشاعر لايزال في عنفوان شبابه ومع ذلك استسلم لهاجس الخريف قبل أوانه.. وأغمد قلمه من تلقاء نفسه.. مؤثراً استراحة المحارب على مبارزات المبدع!
* ربما قيل: إن ذلك شأن الشاعر نفسه.. ولكنني أعتقد أنه شأن كل مغرم بعذاب الحرف.. وضياء الكلمة.. وحضن القافية الدافئ! فالشعر لا تعتريه الكهولة.. ولا تطاله تقلبات الفصول.. إنه رمز التجدد.. ونديم الحياة.. وسينفونية السارين على ضوء القمر!
* بالتأكيد لست متفقاً مع النديم وهو يقول عن شعره بين ثنايا مرثيته التي اختار لها موعداً عام 2001.. إنه:"خبا واضمحل" فقصائده الجميلة لاسيما تلك المزدانة برداء التفعيلة مازالت عالقة في الذاكرة لأنها معطرة بالصدق والبساطة وممزوجة بنكهة كميت بما يعنيه من ذكريات ودلالات ذات ومضات خاصة!
* وما يعرفه الهائمون بعشق الكلمة الطروب أن هناك شعراء لم يضعوا أقدامهم على جادة الشعر إلا وهم في سن متأخرة من أعمارهم ومع ذلك لم يشعروا بما باح عنه شاعرنا.. بل على العكس من ذلك كانوا أكثر تعلقاً بالشعر وأندى عطاء على شواطئه الحالمة!
* وبنظرة عابرة على عقد شعرائنا فصيحهم وشعبيهم نجد أن أعداداً كثيرة منهم كانت تتدفق شعراً ونثراً غير عابئة بالكهولة وحتى الشيخوخة لأنها تعشق الشعر وتستمتع بلذة كتابته وإهدائه للمتذوقين فالإبداع لا يعترف بشهادتي الميلاد والوفاة لأنه خارج مداراتهما.
* ما أخشاه أن يكون ولاء الشعراء ل"الملهمة" أكثر من ولائهم ل"الشعر" وهنا تكمن العلة.. التي قد تكون وراء اختفاء وانطفاء المبدعين قبل الأوان.. أخيراً ليت الجميع يدركون أن "رحلة الشعر تظل مستمرة من المهد إلى اللحد" حيث نصغي بعدها لمن يقول في مملكة الشعر: "البقاء للأجمل"!
وكل عام وأنتم بخير.. وعلى طريق الحب نلتقي إن شاء الله
البريد الالكتروني:
Kmk2002@maktood.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved