أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 27th March,2001 العدد:10407الطبعةالاولـي الثلاثاء 2 ,محرم 1422

العالم اليوم

أضواء
أسبوع القمة العربية 4 - 6
الدعم الذي لم يكتمل وصوله
جاسر عبدالعزيز الجاسر
القراءة الأولية لمشروع البيان الختامي للقمة العربية الدورية الأولى، يظهر أن محاولات إلهاء القادة العرب بما يسمى بالحالة بين الكويت والعراق لم تفلح، وأن «عنتريات» نظام بغداد، واستعراضات دعم الانتفاضة لم تنطل على القادة العرب.
فقد أظهرت بنود مشروع البيان الختامي للقمة والذي رفعه وزراء الخارجية العرب للقادة لإقراره في قمتهم، أظهرت أن القضية الفلسطينية لاتزال القضية المركزية للعرب، وأن دعم الانتفاضة المباركة هي هاجس المشاركين الذين يعلمون جيداً ، أن استمرارها وتحويلها الى ثورة شعبية فلسطينية كفيلان بإعادة الحقوق العربية المسلوبة، ومع أن ما جاء في مشروع البيان الختامي لايزال في رأيي الحد الأدنى من الذي تأمل الجماهير العربية في اتخاذه إلا أن التأكيد بوقوف الدول العربية جمعاء الى جانب الشعب الفلسطيني وترحيبهم باعتزاز كبير بصموده وانتفاضته الباسلة والاعلان عن الوقوف الى جانبه في نضاله البطولي.. ودعم الانتفاضة حتى يحقق مطالبه الوطنية العادلة المتمثلة في حقه في تقرير مصيره، وقيام دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.
وهذا البند الذي حمل الرقم «7» يحمل دلالات عديدة، فبالاضافة الى الاعلان عن الدعم الصريح والقوي للانتفاضة، فإنه يؤكد ان القادة العرب يدعمون الانتفاضة حتى اعلان الاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وهذا جيد ومطلوب عربياً، ووجدانياً وشرعياً، وجماهيرياً، بل وحتى وقائياً للعرب جميعاً الذين يهددهم العدو الصهيوني ولا فرق بالمجاورين لفلسطين التي يحتلها العدو الصهيوني والذين على حافة المحيط الأطلسي أو على سواحل الخليج العربي فالجميع يطمع بهم اليهود ، والعودة للتاريخ تؤكد هذا.
اذن فالمطلوب أن يترجم القادة العرب هذا الدعم وهذه المساندة القوية التي تضمنها مشروع البيان الختامي، فالانتفاضة المشتعلة منذ ستة اشهر تفرض التزامات مثلما فرضت تكاليف على الشعب الفلسطيني الذي لم يبخل بدماء أبنائه، فلماذا يبخل العرب بالدعم المادي .
في قمة القاهرة جاءت مبادرة المملكة التي اعلنها سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء صندوقين لدعم الانتفاضة والحفاظ على القدس، ماذا تم بشأن هذين الصندوقين.؟ لا أريد أن اتحدث عن جهود المملكة، فالفلسطينيون قبل العرب يعرفون ماذا قدمت وما تقدم وما ستقدم، وأكاد أجزم أن المملكة ودولتين سددت ما وعدت به للصندوقين وفق الازمان المحددة والدفعات المطلوبة، ولكن اين باقي الدول، كما ان ايصال اموال الصندوقين لايزال بعيدا عن احتياجات الفلسطينيين، وهنا يتداول العرب مفارقة مبكية مضحكة اذ يتداول العرب فيما بينهم وان لم يجرؤوا على التصريح به، وهو ان الفساد في السلطة الفلسطينيةيجعل الدول العربية تتردد في تسليمها الاموال مباشرة..!!
وهنا تظهر المفارقة اذا كان العرب يرون السلطة الفلسطينية فاسدة فلماذا يعترفون بها، ولماذا تفتح العواصم العربية لياسر عرفات ووزرائه وحتى لو افترضنا جدلاً أن هناك عناصر فاسدة في السلطة الفلسطينية وهو ما لا تخلو عنه حكومات عديدة، فما ذنب الشعب الفلسطيني الذي يكاد يموت جوعاً والعرب يرصدون له ملايين الدولارات ولا تصل للسلطة التي تدير مؤسساته وتقود نضاله...؟!!
غداً نواصل
لمراسلة الكاتب
jaser@al-jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved