أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th March,2001 العدد:10408الطبعةالاولـي الاربعاء 3 ,محرم 1422

مقـالات

رؤى وآفاق
مرحباً بعامنا الهجري
د. عبدالعزيز بن محمد الفيصل
ويدلف الى عمر الزمن عام هجري جديد بدون ضجة وبدون إعلام فالعام الميلادي استحوذ على الإعلام، فالعام الجديد في أرجاء المعمورة هو العام الميلادي بما في ذلك جُل العالم الإسلامي.
لقد تضاءل العارفون قدر الهجرة حتى إن بداية العام الهجري تمر على كثير من المسلمين في البلدان الإسلامية وهم لا يعرفون عنها شيئا. إن بداية العام الهجري تحمل للمسلم ذكريات الهجرة، عندما خرج نبي هذه الأمة مع رفيقه أبي بكر من مكة الى غار ثور في الجنوب من مكة يحيط بهما الظلام وعندما وصلا الى باب الغار طلب أبو بكر من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدخل قبله خشية ان يكون في الغار سبع أو حية، فدخل أبو بكر، ولمس أرض الغار، وتأكد من خلوها مما يُخشى ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فأقام النبي ورفيقه أبو بكر في غار ثور ثلاث ليال ثم أحضر لهما الدليل عبدالله بن أرقط بعيريهما مع بعير له، فسلك بهما أسفل مكة، ثم مضى بهما الى ساحل البحر، حتى عارض الطريق بالقرب من عُسْفَان، ومن عسفان الى أمَجَ، ثم الى قُدَيْد، ومن قديد الى الخرار، ثم الى ثنية المرة ومنها الى ثنية لِقف ثم نزل في مجاج، ومن مجاج الى مرجِح فالجداجد ومنه إلى الأجرد، ثم أفضى بهما الى ذي سلم، واجتازها الى العبابيد، ثم الفاجة، وهبط العرج بعد ذلك وخرج منه الى ثنية العائر، ونزل منها الى بطن رِئْم، ومن رئم خرج بهما الى قباء. وعلى الرغم من اجتهاد الدليل عبدالله بن أرقط في إخفاء الركب عن عيون قريش ومسيره في طرق غير مسلوكة إلا أن رجلاً من بني جُعشم رأى الركب وذكر موضعه لسراقة بن مالك بن جعشم فعزم سراقة عل تتبع الركب طمعا في مائة ناقة جعلتها قريش لمن يرد محمدا إليهم في مكة، يقول سراقة: فأخذت سلاحي وركبت فرسي وسرت في طلب محمد وصحبه، مسترشدا بالأثر فعثر الفرس بي فسقطت ثم قمت فركبت وسرت قليلا فعثر الفرس مرة ثانية وسقطت عنه فقمت وأقسمت أن أتبع القوم، وبعد جهد مني تراءى لي القوم فطمعت في الوصول إليهم فإذا بالفرس يعثر مرة ثالثة وتذهب يداه في الأرض وأسقط عنه فانتزع الفرس يديه من الأرض فتبعهما غبار شديد وحينئذ عرفت ان الركب مُنِع مني فناديت القوم وقلت أنا سراقة بن جعشم انظروني أكلمكم فوالله لا يأتيكم مني شيء تكرهونه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر ان يكلمه فقال: أبو بكر: وما تبتغي منا؟ فقال سراقة: تكتب لي كتابا يكون آية بيني وبينك، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يكتب له ذلك، فكتب له في عظم وألقاه إليه. وهكذا اجتاز النبي صلى الله عليه وسلم طريق الهجرة ابتداءً من دار أبي بكر فغار ثور فحادثة سراقة؛ عقبات تليها عقبات ولكن عناية الله تحيط بالركب حتى وصل الى المدينة وحط رحله في قباء قبيل الظهر، لقد فرحت المدينة بنجاة النبي صلى الله عليه وسلم ووصوله سالماً مع رفيقه أبي بكر إنها هجرة لها ما بعدها من عزة الإسلام ورفع شأنه.
إن هذا العام الهجري الجديد يذكرنا بعزة الإسلام، وانسياح الفتوح في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ووصول الخطابات اليومية بدون تاريخ حتى رأى عمر بن الخطاب ان تكون الهجرة بداية للتاريخ الإسلامي، وان يكون المحرم بداية للعام.
مرحبا بعامنا الهجري في زمن اتجه فيه العالم الإسلامي الى التاريخ الميلادي، وبقيت بلادنا تحمل هذا التاريخ. لقد أُودِعت أحداثك أيها التاريخ الهجري في أسفار المؤلفين، ووثائقك في كتب المؤرخين، فيعز علينا ان نعمل ما عمل الآخرون.
نستقبلك أيها العام الهجري الجديد بالبشر والقبول، والفأل الحسن. نستقبلك بالأمل في تخليص الأقصى من براثن اليهود، وبالأماني لعالمنا العربي بالتقارب، ووضع الترتيب لذلك ولو على المدى البعيد، ونستقبلك متفائلين بمد إسلامي يغمر أنحاء المعمورة ليشرق نور الإسلام في أنحائها.
ونتمنى لمملكتنا في مطلع هذا العام تذليل كل صعب، وأن يتيسر أمرها في تنظيم الحج القادم، وإتاحة فرص التعليم الجامعي لمن يرغب فيه، وحماية ثروتنا الحيوانية من الأوبئة والأمراض وتوفير المياه للمدينة والقرية والبادية على حد سواء وأن تتحسن الخدمات في المصالح الحكومية وأخص بعضها الذي لا يغيره الزمن.
كما نتمنى لولاة الأمر في هذه البلاد التوفيق والسداد لما فيه مصلحة المواطن والمقيم وحماية الوطن وثرواته.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved