أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th March,2001 العدد:10408الطبعةالاولـي الاربعاء 3 ,محرم 1422

مقـالات

خواطر
أمانينا
د. عبدالمحسن محمد الرشود
لقد مضى عام 1421ه بما فيه ساعات وليال وأيام، مضى بأحلامه وإنجازاته، وطموحاته، وخسائره أيضا. لعل البعض منا يجعل لكل
ضمن خطته الخاصة به في الحياة مشاريع وبرامج عمل ينشغل بها، لتحقيق آماله. ولربما تحقق بعض هذه المشاريع الشخصية أو كلها أو لم يتحقق شيء منها بالكلية.
إن الأماني والآمال ظاهرة إنسانية صحية ولابد منها لكي يشتعل الإنسان من الداخل ليعطي ويعطي ويعطي.. وهذه الآمال وقود النجاح وتعزية الفشل لا قدر الله. فمن خلال برق الأماني والأحلام يغذ الإنسان السير في تحقيق مراده، وتصبح الحياة فسحة، متسعة لكل الرغائب.
يقول الشاعر:


أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

ولا شك ان هناك من سعدوا بتحقيق بعض الإنجازات في عام 1421ه وكذلك هناك من لم يحقق أدنى شيء يذكر.. لكن الأمل باق في عام 1422ه.. هذا العام القادم بما يحمل من مفاجآت فرح وحزن سعادة وشقاء انتصار وخسارة وربح وهكذا.
ومن المؤكد ان الحياة لا تعطي دائما ولا تبخس كل مجتهد، فلكل مجتهد نصيب.. وفي تصوري أن الأمل بعد الله وقود لكل من يريد شيئا.. على ألا يسرف الإنسان في آماله وطموحاته التي يفترض ان تتواكب مع إمكاناته وقدراته وما يستطيع تحقيقه.. فالإسراف حتى في الآمال مشكلة لا يعانيها إلا من يكابدها.. وبما أن الأمل متاح ومرغوب فيه.. فإن العلاج لعدم تحققه هو الصبر..
من الشعر العربي:


أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته
ومدمن الفرع للأبواب أن يلجا

أجل. الإصرار وعدم اليأس مطية من يريد تحقيق أهدافه ومواجهة الحياة تحتاج الى جلد بالغ وقوي ونفسية مفعمة بالثقة بالذات، والإيمان بالقضاء والقدر، وبأن الفرص متاحة، وان لم تحقق في عام 1421ه فلربما تتحقق عام 1422ه أو بعده..
لأنه مع اليأس ينتفي جمال الحياة وبريقها والإحساس بجمالياتها.
الإنسان المسلم يستفيد من إيمانه بالقضاء والقدر، ومن معنى الصبر الذي ورد في القرآن الكريم في سورة العصر « والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر».
ومن خلال رؤيتي لأناس كثيرين. حققوا نجاحاتهم وطموحاتهم وخدموا أنفسهم وغيرهم، وجدت أنهم يتحلون بالصبر.. على أنفسهم وأعمالهم وأسرهم ورغباتهم ونوازعهم الإنسانية ورغائب أنفسهم البشرية.. وكابدوا في حياتهم لكي يتمثلوا قول عز من قائل « واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور» ولابد أن الإنسان يفاجأ بأمور لا تسره معنوية ومادية، وربما يعاني من أقرب الأقربين إليه ويفاجأ بمن يتوقع مهم الخير، .. وعندها يأتي دور الحكمة في التعامل مع المستجدات ومع معطيات الأيام.
يذكرني ابن زيدون في رائعته أضحى التنائي «بالأماني الضائعة» مع ولادة بنت المستكفي.. عندما هاجمهم الزمن بمفاجآته الصعبة وفرق بينهم يقول ابن زيدون:


والله ما طلبت أهواؤنا بدلا منكم
ولا انصرفت عنكم أمانينا
يا ساري البرق غاد القصر واسق به
من كان صرف الهوى والود يسقينا
أضحى التنائي بديلا من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنَّا فما ابتلت جوانحنا
شوقا إليكم وما جفَّت مآقينا

أتمنى للقراء الأحبة مع مطلع عام 1422ه تحقق الأماني، وإنجاز المهمات والرغائب المشروعة المتاحة بإذن الله لكل إنسان.. فتعالوا معي نستقبل هذا العام بكل الفرح والبشروالسرور..
Alreshod@hotmail.com
الرياض ص.ب: 90155رمز: 11633

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved