أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th March,2001 العدد:10408الطبعةالاولـي الاربعاء 3 ,محرم 1422

مقـالات

البوارح
تاريخ جودت
د. دلال بنت مخلد الحربي
يمثل تاريخ الدولة العثمانية جزءاً أساسياً في مسار التاريخ الحديث، وقد استمر حكمها مئات السنين وامتد على رقعة طويلة في العالم في ثلاث قارات، وسقطت هذه الدولة بعد أن تكالبت عليها دول الغرب بالدرجة الأولى وعملت على تفتيتها وإضعافها وبالتالي تمزيق أوصالها وتحويل مركزها الرئيسي في تركيا إلى دولة علمانية تحارب الدين وتعادي أمة العرب وتعمل بشكل كبير على ترسيخ العداء بين العرب والأتراك.
ورغم كثرة ما كتب بالعربية عن الدولة العثمانية إلا أن الملاحظ أن أغلبه عبارة عن اجترار لمعلومات مكررة، وكذلك خلوّه من العمق والتوضيح الذي يقدم معالم هذه الدولة منذ نشأتها حتى سقوطها والأوضاع الحضارية والاقتصادية فيها وعلاقتها بالمناطق العربية، وما انتهت إليه.
كل هذه التداعيات خطرت في ذهني وأنا أطالع كتاب «تاريخ جودت» الذي وضعه أحمد جودت باشا، وعرّبه عبدالقادر أفندي التنا، وقام بتحقيقه د.عبداللطيف محمد الحميد، ونشرته مؤسسة الرسالة في بيروت عام 1420ه، فمن خلال المقدمة التي كتبها د. الحميد نجد أن شخصية المؤلف كانت مؤثرة جداً فهو عالم وسياسي ووزير مارس الكثير من الأعمال الإدارية وتولى مناصب رئيسية في الحكومة العثمانية ابتداء من عام 1279 الى 1305ه، ومكنته ممارساته الإدارية وعلاقته بالدولة والسلاطين العثمانيين من إضافة إلى شغفه بالعلم من وضع كتابه في تاريخ الدولة العثمانية مركِّزاً على الأحداث التي وقعت في الفترة بين سنة 1188ه 1774م إلى 1241ه 1852م على طريق الحوليات السنوية، وجاء الكتاب في اثني عشر مجلداً، اقتصر أوله وهو الذي قام الدكتور الحميد مشكوراً بتحقيقه وإعادة نشره على جانب فلسفي، فقد وضح فيه فائدة علم التاريخ وفلسفة وأطوار الحكومات وأقسامها على مدار التاريخ وأحوال الدول الإسلامية السابقة على ظهور الدولة العثمانية، كما فصل في أحداث التاريخ العثماني ومراحله والخلل الذي طرأ على أنظمة الدولة إدارياً وعسكرياً وفكرياً مقارناً كل ذلك بأحوال الدول الأوروبية، كما أشار إلى الأوضاع السياسية والاجتماعية في ولايات الدولة العثمانية في القرم والقوقاز والبلقان والبلاد العربية وفارس. وكما يشير د. الحميد فإن المؤرخين الأتراك يعدون هذا الكتاب أهم مؤلف تاريخي في عصر التنظيمات العثمانية وقد أثنى عليه كثير ممن درسوه.
ولعلي هنا أشير إلى أهمية ترجمة بقية أجزاء الكتاب الذي سوف يقدم للدارسين في تاريخ الدولة العثمانية معلومات أساسية لا بد منها في التعرّف على أوضاع تلك الدولة ولعل مثل هذا العمل لا تقوم به إلا مؤسسات علمية ذات إمكانيات مادية تيسر لها اختيار المترجمين ودفع حقوقهم ونشر الكتاب بطريقة جيدة.
وفي الختام فإن الشكر والتقدير للدكتور الحميد الذي وفّقه الله في إخراج هذا العمل من جديد وإشاعته بين الباحثين والمهتمين.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved