أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th March,2001 العدد:10408الطبعةالاولـي الاربعاء 3 ,محرم 1422

مقـالات

التطوع في مجال الحماية المدنية
نايف بن محسن الحربي*
الأول من شهر مارس من كل عام تتفاعل الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية والتي من ضمنها المملكة العربية السعودية تتفاعل لتجسيد مفهوم الدفاع المدني ودوره في المجتمع، وقد تقرر إقامة اليوم العالمي بالمملكة العربية السعودية يوم الاثنين غرة محرم 1422ه حسب توجيهات سمو سيدي مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية نظرا لما تقوم به حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين في الخدمة والإعداد والإشراف والمتابعة على مهمة الحج للإسلام والمسلمين التي يحظى بشرفها كل مسلم والذي صادف هذا اليوم هذه المهمة الجليلة.. وحيث إن شعار هذا اليوم هو (التطوع في مجال الحماية المدنية) وإيمانا من المسؤولين في هذه الحكومة الرشيدة أيدها الله على أهمية تجسيد مبدأ التواصل والتعاون بين الدفاع المدني والمواطن فقد جعلت مسمى هذا اليوم هو التطوع والتطوع مفهوما هو تطوع كل رجل أو امرأة يقدم على عمل تطوعي ينبع من دينه ووطنيته لأن الأرض هي الانتماء والتفريط فيها تفريط في الاستقلال والحرية التي كفلها لنا الإسلام الحنيف ومن هذا المنطلق كانت الحكومة الرشيدة أحرص على حماية أرض هذه البلاد الحبيبة التي حبانا الله بالانتماء إليها وجاهدت وما زالت في سبيل ردع كل دخيل أو عدوان عليها وتلك حماية البلاد من العدوان أو التدخل الخارجي، ولكن الحياة الداخلية أيضا تحتاج الى حماية ودفاع، وهي ان نحمي أنفسنا من أنفسنا، فالحياة حينما كانت بسيطة وسهلة كانت الأمور تسير في نسق معروف وسهل ولكن تطور الحياة وتعقيدها في كافة المجالات جعل الأمور تتغير وبذلك تطور الدفاع المدني مع تطور الحياة حيث بدأ بفرقة لمكافحة الحريق فقط واليوم ولله الحمد والمنة يقارع عصر التحدي وعصر التكنولوجيا وأصبح الدفاع المدني علما قائما بذاته لابل علما وفنا له متخصصوه وله طرقه الحديثة في التعامل مع التحديات الطارئة والانتصار عليها بقدرة الله أولا ثم بقدرة هذه السواعد الفتية من أبناء هذا الوطن الذي حباه الله بأقدس بقعة في العالم، ولم يعد الدفاع المدني يضم خبراء الإطفاء فقط بل إن غرفة العمليات تضم عقولا مفكرة لمواجهة تحديات العصر الطبيعية والصناعية التي هي من صنع الإنسان، ورجال الدفاع المدني يتعاملون مع هذه التحديات وكأنها واقعة من باب الحيطة والحذر والوقاية.. فهذا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول : (إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها) ومن تحديات العصر التي تواجهنا كرجال دفاع مدني كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين وانهيار المناجم والسيول العارمة والأعاصير التي تسبب انهيار السدود وتدمير المنازل وتشريد الناس وقد تنشب عن هذه الكوارث الحرائق والانفجارات وعلينا ألا نعتقد انها بعيدة الوقوع بل نتخذ الحيطة والحذر ونعمل على تطوير الحماية المدنية التي هي بعد الله الملجأ والمأمن للمواطن والمقيم على أرض هذا الوطن الغالي ومن تطوير برامج الحماية المدنية موضوع التطوع من أبناء هذا البلد، وكما ذكرت سابقا بأن التطوع هو تقديم المتطوع بطوعه واختياره للمشاركة اسهاما منه في أعمال الدفاع المدني في زمن السلم والحرب ساعيا الى حماية الأرواح والممتلكات وثروات الوطن باذلا كل إمكاناته للحفاظ على استمرارية الحياة الطبيعية وحسب ما نال من تدريب وعلم من أجهزة الدفاع المدني يبتغي من الله الأجر والثواب، وهناك نوعان من التطوع وهما المتطوع العام ويكون متطوعاً بأداء جميع مهام وأعمال الدفاع المدني، والمتطوع المتخصص فهو متطوع بأداء أعمال محددة حسب تخصصه مثل الطب ومشتقاته والكهربائي والسباك وما شابه ذلك من تخصصات، والمتطوع العام دائما يتم تدريبه من قبل الدفاع المدني على الإطفاء والإنقاذ والإسعاف والإيواء والإخلاء والارشادات بأعمال الحج ويكلف المتطوع بالعمل حسب الحاجة، وأما تطوع المرأة بالدفاع المدني فيشمل حالات الحرب والكوارث القدرية في عمل الإسعافات الأولية والتمريض والطب وتكون المرأة دائما في التطوع التخصصي. وديننا الحنيف أمرنا بالتعاون والتآخي ووعدنا بالأجر العظيم مقابل ذلك قال تعالى: «إنما المؤمنون إخوة) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابه) فللدفاع المدني مهام كبيرة وعظيمة وخاصة في حالات الكوارث والحروب والحج، وذلك فيما يتعلق بعمليات الإخلاء والإنقاذ والاسعاف والإطفاء وتقديم الاسعافات الأولية والمساعدة لمن هو بحاجتها. والمواطن الصالح يعتبر رجل دفاع مدني. لذا فقد قام الدفاع المدني بالمملكة العربيةالسعودية بفتح باب التطوع لإفساح المجال لأبناء هذا الوطن الطيب للمشاركة في هذا العمل الإنساني الكبير وبما يعود على مجتمعه بالخير والفائدة، وفي الختام أسأل الله العلي العظيم ان يديم علينا نعمة الأمن والأمان وان يحفظ بلادنا من كل مكروه تحت قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو سيدي رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو سيدي المساعد للشؤون الأمنية.
* عقيد طيار نائب مدير الدفاع المدني بمنطقة القصيم

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved