أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 28th March,2001 العدد:10408الطبعةالاولـي الاربعاء 3 ,محرم 1422

المجتمـع

من أجل استمرار الحياة
لا بد من تقديم الاعتذارات وغفر الزلات
كلمة "آسف" نضطر لقولها حتى لو لم نخطئ
استطلاع هيا عبد الله السويّد
من أجل استمرار الحياة ولكي نحافظ على علاقتنا وصداقتنا على مر الزمن حتى لا تؤثر فينا هذه الهالة العظيمة من المتغيرات الجمة الزمنية نقول آسف لمحبينا لوالدينا لإخوتنا لاصدقائنا لكل من أخطأنا بحقهم نفرد لهم مساحة للأسف والاعتذار ندع لهم فرصة للحديث عن انفسهم وتصرفهم وكل ما سبب المواقف بينهم. فالاعتذار فن وللأسف وقت وزمن ومواقف تستحق فيها ان نبادر للاعتذار فمتى نقول آسف ومن يستحقها ومن يبادر اولا المخطئ ام المخطئ عليه ولماذا نسرع في تقديم الأسف وهل نختصر في الكلام واذا طالت فترة الخصام بين الطرفين ماذا يحدث وهل الهدية تعالج الموقف وهل كلمة آسف اصبحت مستهلكة أمور عديدة ألقينا الضوء عليها عبر جولتنا في جامعة الملك سعود .. فالى تفاصيل هذا اللقاء:
أمي آسفة
في البداية تحدثت الطالبة رنيم آل جلوي فقالت: بالنسبة لي فأنا لا أقول آسف الا لمستحقها وهي أمي لأني لم أجد ولن أجد من يستحق ان اتأسف منه الا سواها فأفضالها كثيرة لذلك تستحق كل شيء أدامها الله، وأحاول في ترتيبي لفن الاعتذار ان أدوخ الى أمامي لألف وأدور الى ان اشعر الشخص الآخر انه هو المخطئ كذلك لا أرى ان الهدية تعالج الموقف لكنها أسلوب غبي واذا طالت فترة الخصام تنتهي العلاقة.
فن الاعتذار البكاء
ثم قالت الطالبة نوره: أنا لا أقول آسف بل أقول "ما عليش" وكلها كلمات كثيرة تعني في الأخير أسف لذلك لا اضطر لقول آسف واتأسف عند اقتناعي بأنني أنا المخطئة ولشخص عزيز علي فقط وفن الاعتذار كما تقول صديقتي هو البكاء كذلك تشعر بألم فظيع اذا تأسفت وتحاول عدم الوصول الى هذا الموقف ولكن اذا كان الموقف واضحاً تضطر والله المعين الى ان تتأسف.
أخجل من المخطئ عليه
تقول الطالبة ديمه: الأسف اصبحت كلمة ليس لها معنى دارج في تصرفات الناس استطيع ان اعتذر وأخجل حينما يعتذر مني المخطئ عليه لكن الهدية أقل من كلمة آسف او الاعتذار.
الهدية ليست مهمة
ثم تعاود قولها عن الأسف الطالبة "أ ع م" فقالت: اذا كان هناك موقف يستحق او سوء تفاهم اما اذا لم يكن هناك موقف معين اعتقد أنه لا يوجد اي داع للأسف لكن أجد الناس يستطيعون الاعتذار لكنني لا أجد لي فن الاعتذار لكنني ايضا احاول دائما ان اصل اليه والهدية ليست شيئاً مهماً للاعتذار.
الاعتذار شيء من الخوف
ولا تنطقها الطالبة الجوهرة محمد يوسف الا عندما تتملكها الثقة الكاملة بأنها مخطئة فقالت: حقيقة يترتب على هذا الخطأ ردود عكسية للطرف الآخر، مثلا قلت لاحدى استاذاتي انني آسفة بسبب كلمة تفوه بها شفاي قصدا امام الطالبات فكان لها الرد العكسي ولم أتردد أبدا في قول آسفة، وأحيانا ايضا قد يبدأ المخطئ عليه بالاعتذار لظروف تحتم عليه ذلك مثلما يحدث بين الموظف ومديره فقد يبدأ الموظف بالاعتذار مع انه لم يخطئ لكن ليحافظ على مركزه وعدم اساءة المدير بمعنى ان الخوف هو السبب الذي يدعو المخطئ عليه للاعتذار، والهدية عنفوان المحبة قال صلى الله عليه وسلم "تهادوا تحابوا" والاعتذار والهدية يلطفان جو الخصام.
عيد الحب لا اعترف به
أما الطالبة نوف فهد بن سعيد فقالت: اذا كان الانسان يشعر في نفسه انه مخطئ تجاه الطرف الآخر يستطيع ان يعتذر لكن الاستفهام يرن في عقلي حول اولئك الذين يشعرون ان كرامتهم تهان حينما يتأسفون او يقبلون على الاعتذار يشعرون انهم خاضعون للطرف الآخر وهذا العصر من الناس في قائمة العجائب واطرف موقف حدث لي وألم بي حينما ظهر أو حان يوم عيد الحب المحرم اعتقدت بعض صديقاتي انني سأقدم لهن هدية دليلاً على الحب والعكس رفضت ذلك وقلت لهن آسفة لا اعترف بهذه الأشياء فكل الحالات التي تمر في حياتنا تحتاج للتأسف وصعبة جدا خروج كلمة آسف من فمي بهذه السهولة وعلى شكل العلاقة بين الطرفين يصنف من يبدأ بالأسف والهدية تساهم حتى العلاقة لا تتفكك عوضا عن كلمة آسف وبالعكس من الناس تجدي الأسف والدموع اغلى من هدية والغريب ان البعض ايضا لا تؤثر فيهم الهدية وأريد ان اوضح شيئاً آخر مهماً نلاحظه سائداً في حياتنا ان الوالدين مهما أخطآ على ابنائهما يستحيل ان يتأسفا وأركز على هذه النقطة وبشدة لأن التفاهم والاحترام بين الوالدين وابنائهما لولادة الاحساس في الأسرة مفقود للأسف بالطبع من الصعب على الأم او الأب البكاء أمامنا لأجل احساسهما وشعورهما بنا، في وقتنا الحاضر اصبح السائق هو الأب والخادمة هي الأم تغيرت معالم زمنية كثيرة واثرت بسلبية فظيعة على بعض الأسر وبالتالي اصبح هناك فجوة ما بين الوالدين وابنائهما.
القاعدة سائدة في الجامعة
وقالت الطالبة غصون عبد الكريم القصير: آسف أقولها اذا كنت واثقة بالشخص الذي يمكث أمامي لأن خلال علاقاتي باحدى صديقاتي قد يحدث موقف بيننا يكشف هذا الشخص الذي أهديته الثقة انه لا يستحقها فأتأسف على كل يوم ودقيقة مكثتها معها، حقيقة الانسان يأسف على الوقت الذي نحن فيه، كلمة آسف اصبحت تقال في كل شيء وكل وقت نأسف على حال المجتمع البعض يهتم بالمظاهر والمبادئ وطيبة القلب اصبحت عيب عندهم لا يوجد اخلاص مشاكسات ونفاق سائد.. الحياة اصبحت اخذ وعطاء عطني واعطيك ومن يدفع اكثر يكسب هذا الوضع حقيقة يتأسف عليه حرام زمن بهذا الشكل تحدث فيه هذه الهالات ماذا سيحدث مستقبلا؟!
وطول الخصام الذي يحدث بين الطرفين يسبب فتوراً في العلاقة.. الجرح مثل جرح اليد يلتئم لكن تبقى آثاره باقية لا تزول والهدية ليست علاجاً لموقف بين الطرفين والتعامل في جامعة الملك سعود يمشي على قاعدة واحدة "عطني وأعطيك" احدى الدكتورات يطلق عليها اسم دكتورة ويا للأسف لا تستحق هذا اللقب مثل ما تبتسمي لها وتضحكي معها وتثني عليها ترتفع من درجات وبتفوق أما اذا جئت في يوم وعاتبتيها او قلت لها انت يا دكتورة اخطأت بشيء يعتبر هذا انك طالبة لست مؤدبة والنهاية يحملونك المادة وهذا صحيح والتجربة مررت بها وشيء مؤلم لحال هذه الجامعة كبير ومحزن لذلك لا اعتذر الا لأمي فقط.
عصبية لكن اعتذر
كما قالت الطالبة علوية الزواوي: بالنسبة لي فأنا اجيد فن الاعتذار وببراعة واستطيع ان اتأسف من أي شخص وبطبيعتي العصبية جدا حينما أزعل لا اعرف ما اقول وهذا الشيء الذي يجعلني اخطأ فيه دائما في حالة عصبيتي فقط واذا وجدت ان المخطئ عليه اعتذر اولا مني فهذا من طيب اصله ومن المفروض انني اتمسك فيه عموما فأنا من البشر الذي ينخطئ عليهم فاعتذر مع فئة من الناس المعينة، ولا اتوقع ان الهدية ستعالج الموقف ولن تكون اغلى من حديثي وهناك نقطة اريد ان اقولها: انهم يخطئون على انسان ويعتذرون ويقولون آسف فقط هذا الشيء الذي يقدرون عليه والمطلوب منك انت يا زعلان ترضى لأنني اقول لك آسف.ان هذا الحديث خطأ ومن المفروض اننا اذا اخطأنا على شخص نعتذر ونعتذر الى أن يطيب خاطر الشخص ودعيهم في البداية يقولون آسف ثم يهدون الهدية.
أركض خلفها لأعتذر
أما الطالبة شذر الموسى فقالت: اذا شعرت انني مخطئة اقول آسفة لكن ليس في اي موقف الا اذا كان الخطأ كبيراً لأن كلمة آسف تقال لمن يستحقها بالفعل والمواقف التي تستحق الأسف عليها كثيرة مثلا حينما اتحدث مع احدى صديقاتي وجرحتها بدون قصد مني فورا اقول لها آسف لم اقصد ان اؤذيك بحديثي لأن الحديث قد يكون فيه سوء في التعبير فأنا لا امشي وأوزع آسف على كل الناس بالامكان ان اعتذر بطريقة اخرى لكن آسف لا أقولها واذا بادرت صديقتي الاعتذار مع انني مخطئة عليها اخجل من نفسي ومن جانب آخر اذا اخطأت على شخص عزيز علي ابحث عنه واذا شاهدته يتهرب مني اركض خلفه واستطيع ان اتحمل من صديقتي افعالها ومضايقاتها لي لظروفها التي تمر فيها ولا تعتقد ان اسلوب الهدايا يكفي لأن كلمة آسف افضل من مليون هدية لأن لها قيمة وذوق وكل فرد وشخص على حسب تربيته وأخلاقه دائما التربية هي أساس الانسان.
التضحية والاعتذار معا
وأخيرا قالت الطالبة سارة الاحمر : كلمة آسف لا تقال لكل شخص الا للأقارب الذين أخشى ان اخسرهم أما صديقاتي العادية فلا داعي لقول آسف فإما صداقة احتفظ بها والا العثرات تحدث بين الصديقات اما اذا كل يوم وكل وقت أقول فيه آسف هذا استهلاك لكلمة الأسف واذا كان الانسان يستحق انني اضحي لأجله فأنا على استعداد تام لذلك حتى انني ابكي كذلك حتى لا أخسره ونلاحظ ان الهدية تعالج المواقف "وخيركم من بدأ بالسلام" انا لا أريد ان اصبح خفيف الأفعال حتى امسك كل شخص واتأسف "لا" نتفاهم والاعتراف بالحق فضيلة.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved