|
| عزيزتـي الجزيرة
كل أنواع المخدرات التي تغيّب العقل وتنشطه هي خمر وليس كما هو سائد لدى الكثيرين بأن الخمر اسم للمشروبات الكحولية التي تستلزم التخمير وهي إحدي مراحل صنع المشروبات الكحولية ولقد ذكر الباري سبحانه ان خمر الجنة لاغول فيها أي لايوجد بها كحول. ولكل مجتمع شخصيته الخاصة والتي يتم من خلالها التعامل مع المخدرات فمثلاً في كولومبيا هناك مثل سائد يقول (الوقت من كوك) ذلك ان الكوك هي المادة التي يتم تحضير الكوكائين المخمر منها وهي مادة يتم الاتجار بها وتحقق لهم ربحية عالية. ولعل المثل الكولومبي علي غرار المثل العربي الذي يقول (الوقت من ذهب) وفي المجتمع الكوبي تعتبر المخدرات أبجدية سائدة فهناك تفشٍ للخمور والمراجوانا والهيروين وطبعا الكوكائين. ويبدو ان الحكومة الكولمبية لاتناهض المخدرات والمروجين بل سخرت قوتها المتهالكة اصلا على المصنعين وعصابات المعامل وبدعم حكومي امريكي فيدرالي. وسبب هذا التعاون يرجع إلى ان الأسواق الأمريكية هي الأسواق الرئيسية للمخدرات الكولومبية وتسود في أمريكا والعالم الغربي نظره إلى المخدرات بأنها قدر محتوم وشر لايمكن الخلاص منه. وقد دلت كثير من الأبحاث الطبية ان أكبر عامل لانتشار مرض الايدز هو الاستخدام المتكرر أو المتعدد للحقن المستعملة في تعاطي الهيروين فعكفت على توزيعها مجانا في الأماكن التي يتواجد فيها متعاطو المخدرات بل ابعد من ذلك كثير من الدول الأوروبية جعلت مناطق بأسرها مغضوضا عنها الطرف لتناول المخدرات ويتم في المناطق توزيع الحقن الطبية مع كتيبات تبين أسلم طريقة لتناول تلك السموم وطبعا بالمجان ولو انتقلنا إلى مجاهل القارة الهندية فالحديث عنها عجيب وما يحدث فيها غريب فلقد ارتبطت المخدرات بالطقوس الدينية سواء بين الهندوس أو بعض من الديانات الأخرى ففي بعض الأقاليم الهندية يقوم بعض البوذيين بتعاطي الحشيش وهم ينظرون إلى المخدرات باعتبارها تعطي صفاء الروح وتجعل المرء أكثر صدقاً بل ان كثيرا من البوذيين يرون ان المخدرات هي وسيلة مهمة للمكاشفة والمصارحة مع الذات ولايعون مضارها النفسية والاكلينيكية. أما في مجتمعنا السعودي فالأمر ولله الحمد مختلف فهناك وعي بالمشكلة والمجتمع ينبذ المخدرات ويستقبحها بل اكثر من ذلك يحاربها ولاينظر باحترام إلى متعاطيها أو مروجها فساهم ذلك كثيرا في محدودية انتشار المخدرات فسلاح الدين وسلاح العلم هما خير سلاح لمكافحة المخدرات فضلاً عن اجتهاد الدولة يحفظها الله في جهاتها المعنية بمكافحة هذه الآفة.
فوزان بن نايف العتيبي
|
|
|
|
|
