أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 29th March,2001 العدد:10409الطبعةالاولـي الخميس 4 ,محرم 1422

الثقافية

هكذا
أوراق...
)1( ماء قيصر.. ماء السماء
فهد العتيق
وصلنا فندق )نوفتيل( في بودابست عصراً، لم نضع حقائبنا في الغرفة لأننا )أصلاً( وصلنا دون حقائب، فقد انتظرنا حقائبنا عدة ساعات في المطار دون جدوى، وأخيراً أرسل مطار )بودابست( إلي مطار )اسطنبول( )فاكساً( يستعجل الحقائب، ويبدو أن مطار اسطنبول رد بالقول )يامسهّل(، وكأنه يقول ان الموضوع صعب ولكن سوف نحاول، والدليل أن المحاولة استمرت أياماً دون جدوى.
تعرّفنا على غرفتنا ثم نزلنا إلى الدور الأرضي حيث مكان متسع تحت )الاستقبال( يوجد به ثلاثة مطاعم وملاعب بولينج وتنس أرضي، تناولنا وجبة سريعة ثم ذهبنا إلي ملعب البولينج فوجدنا سائحا كويتيا اسمه يوسف ومعه زوجته، دخلنا معهما في مباراة كسبها يوسف بسهولة لأنني وزوجتي وأيضاً زوجته ربما للمرة الأولي نلمس كرة بولينج ، ولكن هذا لايمنع أننا استمتعنا بهذه اللعبة المميزة، فقد كنت أرمي بالكرة مغمض العينين حتي لا أرى مسارها إلا وهي تضرب أهدافها، وبعد المباراة قلت ليوسف ونحن نشرب )الكولا( في مطعم الملعب إن حقائبنا لم تصل من )اسطنبول( وأن المسؤولين في مطار )بودابست( قالوا إنها لن تصل قبل ثلاثة أيام هذا إذا قدر لها الوصول؟!، رد يوسف بحماس: ارفع قضية على الفور وطالب بتعويض لايقل عن )000.100( دولار وأكمل رأيه: هكذا يفعلون في أوروبا ودائماً مايكسبون التعويض المستحق. تركت يوسف يتحدث وأنا أفكر بالمبلغ الذي يعني )000.375( ريال، يعني شقة في القاهرة )مثلاً( ورصيدا في البنك ثم..... التقاعد يارجل، وكل هذا مقابل حقائب ملابس لاتتجاوز قيمتها 500 ريال، المهم، ودعت يوسف وذهبت للاستقبال أسأل الموظف عن إمكانية تحقيق هذه الفكرة فوجدت الموظف متحمساً واتصل على الفور بمحام خاص متعاون مع الفندق ولكن المحامي أصرّ على مقدم عقد يقارب )5000( دولار، يعني حوالي )17000( ريال وهو ما أملكه تقريباً لهذه الرحلة، وأضف لذلك أننا بلا حقيبة ملابس، لهذا اعتذرت للمحامي وقلت في نفسي: الطيب أحسن، لماذا المشاكل والشكاوى ونحن إخوة مسلمون )نحن والأتراك(، ثم كيف أدفع )5000( دولار ثمناً لحقائب ملابس لايتجاوز سعرها )500( ريال، يعني المفروض الإنسان يحكم عقله ويكون أكثر )واقعية( وأكثر إسلامية وأكثر إنسانية، ولهذا نسيت هذه الفكرة واتصلت بالمطار أسأل عن الحقيبة ولكن المسؤولة تعتذر أيضاً وبلباقة وتضيف: إن مطار )اسطنبول( قطع الاتصال بهم نهائياً. قلت: ياساتر، ومن طرفي قطعت الاتصال بالمطار أيضاً، حتى وصلت في نهاية الرحلة حقيبة واحدة فقط.
في اليوم التالي قابلت مازن اليحيى الذي كان يدرس في بودابست في ذلك العام 1998م، ذهب بنا إلى قلعة المدينة المشهورة، وهي تقع في مكان مرتفع جداً وتطل على مدينتي )بودا( و )بست( اللتين يفصلهما نهر الدانوب المشهور، بيوت من الحجارة السوداء تجعلك تشعر أنك تعيش في القرون الأوروبية الوسطى. قلت لمازن: نحن عطشانون ياصديقي، قال: ليس هناك أفضل من )ماء قيصر( وبالفعل كان ماءً عذباً وممتعاً، ثم ذهبنا إلى وسط البلد ومشينا هناك على أقدامنا أكثر من ثلاث ساعات، وعندما حاولنا أن نحجز بالقطار من هذه المدينة إلى )جنيف( طلبوا منا تأشيرة دخول للنمسا ولهذا اضطررنا إلى السفر مباشرة وجواً بالطائرة السويسرية الخاصة بالعطلات الصيفية وهي بسعر مخفض قليلاً ولكنها طائرة على مستوى سمعتها، فخامة وجمال وخدمة سويسرية عالية المستوى إلى درجة أنك لن ترغب النزول منها علي الإطلاق، لكنها حطت رحالها في )زيورخ( مدينة الضباب والمطر الفعلية، وبعد ساعات غادرنا إلى جنيف هذه المدينة الصغيرة والفاتنة، وعندما دخلنا الفندق ا لقريب من بحيرتها المشهورة كان مذيع )التلفزيون( يقدم لنا خبر موت )ديانا ودودي(، إذ قضيا نحبهما قبل ساعة في نفق باريس المشهور.
بودابست مدينة أو عاصمة بحرية لها رائحة التاريخ القديم، مدينة تحاول اللحاق بمدن أوروبا الحديثة لكنها لن تستطيع أن تمسح تلك اللمحة التاريخية المميزة على وجهها الهادئ، إنها مكان بعيد جداً ولكنه يستحق الترحال من أجل رائحة جديدة ولون جديد وطعم جديد وروح أخرى، ولكن ما كان يميزها أكثر قصائد الشاعر مازن وأخبار ترجمته الأدب المجري للعربية وروحه الأصيلة أيضاً.
أما الحقيبة الأخرى فما زالت في مطار اسطنبول حتى هذه اللحظة من عام 2001م الموافق 1421ه، أحياناً يكون لديّ الرغبة في زيارة مطار )اسطنبول( فقط، لكي أطل على الحقيبة إطلالة صغيرة ثم أعود فوراً )بلا سلام أو كلام( ولكن السؤال: هل مازالت الحقيبة ملكاً لي أم أنها الآن أصبحت ملكاً لأحد سواي؟!
هذه تحية متواضعة للمجر )هنغاريا( بمناسبة زيارة رئيس وزرائها لبلادنا الشهر الماضي أدام الله على هذه الكرة الأرضية نعمة التواصل.
)2()فاصلة ثقافية(..
الصفحات الثقافية والأدبية يفترض أن يكون ضوؤها الأول موجهاً تجاه كل ماهو إنساني في الحياة الأدبية والثقافية بشكل عام، لهذا نثمّن ونقدر العادة التي درج عليها )الملحق الثقافي بجريدة الجزيرة( في تكريم الأدباء وتخصيص صفحات متكاملة تضيء إبداعاتهم كان آخرها مع الأدباء عبدالعزيز مشري )رحمه الله( ومنصور الحازمي وعبدالكريم الجهيمان، وهذا يدل على الوعي الحقيقي بمعنى وجوهر مثل هذه الصفحات، فالتحية مضاعفة لكل الأساتذة الزملاء المبدعين في هذا الملحق الشاب والمقروء دائماً وعلى رأسهم الاستاذ/ابراهيم التركي، وإلى المزيد من هذه الأفعال الأدبية المضيئة.
للتواصل: ص.ب: 7823 الرياض: 11472

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved