أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 29th March,2001 العدد:10409الطبعةالاولـي الخميس 4 ,محرم 1422

الثقافية

الزمن المقلوب
اليوم اليوم .. ليس غداً
أحمد عبدالرحمن العرفج
في لقطة رائعة. يقول الشاعر الفلسطيني محمود مفلح:
)غداً( سوف تخضّر كل الفصول
ويزكو بخيراته )الموسمُ(!!
تفاؤل أبيض.. واستبشار برتقالي، استمطار أزرق للمستقبل!!
ولكن لماذا )غداً(؟
نحفظ منذ نعومة القلم والورقة مقولة عربية تقول:
)لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد(!!
هكذا نحن دائماً نخشى مواجهة )اللحظة( نؤجل الأفعال.. بل حتى الأحلام مع أنها )أحلام(!! والتي لا تتطلب أكثر من خيال طويل وهاجس وردي، وبرود عريض!!
أميل دائماً إلى أهزوجة تقول:
)اليوم.. اليوم.. ، وليس غداً(
أكره من طبعه التأجيل.. )وان كنا سواء في )البضاعة(
لقد أخطأ من قال:


أسوف توبتي خمسين عاماً
وظني أن مثلي )لايتوبُ(!
تسويف لمدة خمسين عاماً..
إن هذا لشيء عجاب!!

الخيّام صرخ ذات فزع.. قائلاً:


واغنم من الحاضر لذاته..
فليس في طبع الليالي )الأمان(

وأكد ذلك مرة أخرى بقوله:


غد بظهر الغيب، واليوم لي
وكم يخيب الظن في المقبل!!

إن التأجيل وانتظار )ماينتظر، ومالاينتظر(
خلق عربي قديم، وشيمة عربية أصيلة لايعدو أن يكون انسحاباً جزئياً من الحاضر، ومحاولة لدفن اليوم واستنبات الغد المشرق على سبيل الوهم والخيال!!
حسناً:
«اعمل لآخرتك كأنك تموت غداً.. واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً»!!
إننا نشرب البحر ونصمت بانتظار الغد.. مع أننا قوم شربنا من البحر منذ أن كان مالحاً!!
ومثلما بدأ هذا السواد يزحف على بياض الورق بأشعار الشاعر محمود مفلح يغلق بأبياته أيضاً يقول:


سينهمر الغيثُ غيثُ الحنانِ
ويحنو على البرعمِ.. البرعمُ
فلا الشيخُ يبقى لأحزانهِ
ولا الطفلُ عن ثديه يفطمُ
ستمضي المسيرة صوب الضفافِ
يشد بها المعصمَ المعصمُ
ستنسى الجراحَ وطعم الجراحِ
وترحل مع عطرها منشمُ

كلها سين وسوف وتسويف.. ولكن )اليوم أجمل من الغد( فمن يبيع حاضراً بغائب.
ALARFAJ@HOTMAIL.COM

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved