أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th March,2001 العدد:10410الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,محرم 1422

مقـالات

ريغان وغورباتشوف أيهما أبعد نظراً ؟
عادل العيثان
كان الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغن ينتشي فرحاً وهو على ظهر الباخرة وبصحبة الرئيس السوفييتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف في مياه البحر الأسود في لقائهما الشهير الذي تتالت بعده أحداث انهيار الاتحاد السوفييتي بعد ان خُيّل للرئيس ريغن أنه قد تغلب على عدو الديمقراطية الأكبر وأقنعه بالتخلي عمّا كان معروفاً باسم الاتحاد السوفييتي ومنح الدول المنضمة تحت لوائه استقلالها الذاتي وكان كل ذلك مقابل المساعدات التي وعده بها للخروج من الأزمات الاقتصادية آنذاك بالإضافة إلى بعض الإغراءات التي قدمها له.
ولكن لو نظرنا الآن وبعد مرور عقد من الزمان على تحلل ذلك الكيان الكبير في حجمه الصغير في حقيقته، نتساءل: من كان من الرئيسين الأسبقين أذكى من الآخر وأبعد نظراً؟
فقد كانت الظروف والمعطيات الدولية في ذلك الحين تشير إلى حقيقة يعلمها الاثنان معاً. وهي ان الاشتراكية الشيوعية قد أصبحت مثل علبة الطعام التي لم يبق على تاريخ انتهاء صلاحيتها سوى أيام قليلة وبعدها تصبح فاسدة وغير صالحة للاستعمال والاستفادة منها. ومن هنا كانت مبادرة الرئيس ريغن التي أفرح بها الأمريكان والغربيين عموماً هي دفع المعونات وشراء ذلك النظام الذي كانت صلاحيته قد قاربت على الانتهاء وكان يعتقد أنه قد دفع فيها ثمناً بخساً، وهو الرابح من هذه الصفقة. بينما كانت نظرة غورباتشوف أنه هو الرابح الذي قد استفاد من المعونات الأمريكية وقلص مصاريفه على القوات السوفييتية المنتشرة في مناطق نفوذ الاتحاد السوفييتي والتي لا تضاهي مردودها الاقتصادي أو المعنوي. وهناك ناحية أخرى والتي كان له فيها الفوز الأكبر حيث تغيرت الصورة التي كانت مرسومة في أذهان الرأي العام العالمي عن امبراطورية الستار الحديدي والتي فتحت أبواب التفاعل مع الدول والمجتمعات المتجانسة مع أمريكا والغرب وأزالت المخاوف التي رسمها الغرب خلال فترة الحرب الباردة وأصبح الشعب الروسي شعباً محباً للصداقة والسلام مع بقية الشعوب وبدأ تدفق الروس إلى الغرب من علماء وتقنيين وتجار، وقد استفادت روسيا من الفروق الاقتصادية بينها وبين الغرب وتغلغل الروس حتى في إدارة أهم المؤسسات الغربية وأصبحت علاقات روسيا مع دول العالم سلسة ومقبولة، بل وحتى في بعض الأحيان مرغوبة بينما لم تستطع الولايات المتحدة تحسين علاقاتها مع جارتها الصغيرة «كوبا» بالإضافة إلى ازدياد النفور الدولي من تصرفات القطب الأحادي التي تتسم بها الولايات المتحدة وتقودها إلى الهيمنة الكلية على العولمة وحتى على الأمم المتحدة.
فمن منهما أذكى من الآخر وأبعد نظراً!!!.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved