أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th March,2001 العدد:10410الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,محرم 1422

الثقافية

قصة قصيرة
هوية جديدة
الحزن مأساة أعيشها دائما لأنني اعيش وحيدة بعيدة عن العالم مع والدتي العجوز التي اثقل الهم كاهلها الضعيف.. اعيش مرارة السنين الماضية عمدا لأنني احمل آلامها بين أضلعي.
الاطفال يلهون .. يلعبون.. يتحركون في كل الارجاء.. اعشقهم لكنهم حقيقة هم الم لذاتي ربما لأنني لم انجب لذا استعطفهم وفي نفس الوقت اكرههم وازجرهم بلا سبب مقنع بالرغم من ان لدي رغبة جارفة بان اداعبهم لعلي اكون انسانا جديدا او لعلي أكدى تلك السنين المريرة.
الايام بطيئة والحياة التي نعيشها أنظر اليها بمنظار ضيق لذا تتوقف عجلة السعادة ونتسابق نحن دائما للفوز بهذه الحياة الزائفة بالرغم من انها زائلة بل لا فائدة منها.
الالم العميق الذي كسا قلبي تبكي له دموعي فيعبر عن ألمه لوجنتي التي اتعبها ثقل دموعي.. حالي هو حال المحتضر لم لا وانا أتجرع مرارة الأخوة واحراقهم لفؤادي.. انهم يوجهون لي صرخاتهم ولكماتهم وشتائمهم ضدي. ودموعي منحبسة تخاطب جدران مقلتي بل وتتوسل اليها لتخرج كي تخفف من لوعتي .. تخرج دمعتي فألحقها بصفعة من اخي الاكبر، وصفعة من اخي الاوسط تألم من اخي الاصغر يجف جنبات الموقف.. اظل اتألم خلف قضبان الالم وقلبي يصرخ.
متى افرح بيوم جديد خال من الالم؟!
تهدأ العاصفة اياما ثم تعود ويعود اخي الاكبر ليمزق احشاء قلبي أشعر بعدها بموت يخدر جسدي لاعود اعيش المأساة وابحث عن الامان وما ان اضع رأسي على صدر امي الا وتأتيني صفعة اقوى من الصفعة السابقة ليتزلزل حلم امي المسكينة فتبكي وتنحدر من مقلتيها دمعة محبوسة تقتل ما تبقى من امل في الخروج من هذا العذاب المتكرر امامها..
الايام تمضي وينتقل اخي الاكبر الى مكان بعيد تحتمه عليه طبيعة عمله، وبعدها بايام قلائل دخل اخي الاوسط السجن ورويدا بدأت اشعر بأنني على خطوات الأمل البعيد رغم ما يسبب ذلك من الم جراء تفرقنا وافتراقنا ولكن يكفيني العيش مع والدتي واخي الاصغر في منزل والدي رحمه الله حاولت ان انتشل حرارة الالم داخلي وان يكون امامي هدف احققه كي اعيش مع امي واخي بامان بعد طول مرارة وآلام..
قد يكون هناك من هم ساعدوني ووقفوا الى جانبي وهناك من اتهمني ونصر ظلم اخي وعنفه واصدر الحكم القاتل علي .. ولكن ما الحلم الذي أسعى لتحقيقه بعد ان انزاح الالم عني؟!!
فقط نوم هنيء برفقة ام مسكينة عاشت مأساة طويلة.. ربما هذا لا يكفي لكن (مساحات الحزن) الطويلة التي ارتسمت على صدر هذه السيدة العجوز وتألمها حسرة على ما كنت اعيشه على الجرح النازف الذي المني تجعلني احلم بالبال الهادئ والنوم الهانئ لذا اتمنى ان اكون لها الكتف الهادئ ليكون هو هدفي الذي أسعى لتحقيقه فهاجس الالم الطويل يطاردني فيجلعني اسير بانعزال عن العالم كي أكسب ذاتي الاليمة كي ارافق حلمي الى ان يتحقق.. قد يرميني الزمن وقد يعصف وقد ينجيني ويرفعني!
لذا علي الآن التحليق عاليا بل علي أغرد كالعفصور الذي سينطلق من قضبان السجن الى حرية واسعة الارجاء.. اتحرك.. انتقل.. انتشل جسدي من قعر الالم الى بصيص الامل القادم والوفاق الدائم مع الافراح.
أبحث عن طريق السعادة.. عن أشياء فقدها قلبي ورغبة تجذبني الى نهاية سعيدة كي اربي بزورتي على شاطئ الأحلام وأقذف بالصرخات والالم واحمل هويتي الجدية داخلها حبي واحساسي ومشاعري.
سارة الناصر

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved