أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th March,2001 العدد:10410الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,محرم 1422

أفاق اسلامية

صيام يوم عاشوراء:
التجارة الرابحة مع الله
الشيخ العامر:على المسلم صيام هذا اليوم وحث أفراد الأسرة على ذلك
الشيخ يعقوب: صيامه عمل يسير يترتب عليه الأجر العظيم
* تحقيق : محمد العضابي أبها
الصيام بجميع صوره وأشكاله فيه من الفوائد الدينية والصحية والمعنوية الشيء الكثير والصيام تربية روحية للنفس البشرية.ونحن بعد أيام قلائل نعيش بإذن الله هذا اليوم المبارك الذي صامه النبي صلى الله عليه وسلم وحث على صيامه وهو صيام يوم عاشوراء.
ومن الأحاديث التي وردت في فضل صيام هذا اليوم ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه مرفوعا : قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال: (يكفر السنة الماضية).
ولأهمية هذا اليوم في حياة المسلم قامت الرسالة محاورة أصحاب الفضيلة المشائخ وطلاب العلم لمعرفة ما ورد في فضل صيام عاشوراء.
عبادة عظيمة وأجر كبير
في البداية أكد فضيلة الشيخ عامر بن عبدالمحسن العامر المدير العام لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير: على أهمية هذا اليوم في حياة المسلم فيسن له صيامه ابتغاء الأجر والثواب من الله سبحانه وتكفير ما مضى من الذنوب والخطايا.
وبين الشيخ العامر أهمية صيام هذا اليوم فقال: لقد حث المصطفى صلى الله عليه وسلم على صيام يوم عاشوراء فقد روى ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا : هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى. قال: (فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه).
وأوضح الشيخ العامر: ان الصيام عبادة عظيمة اختصها الله لنفسه يقول تعالى في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شرابه وطعامه من أجلي..) الحديث، وقد أعد الله بابا من أبواب الجنة يدخل منه الصائمون يقال له باب الريان.
والصيام عبادة تزكي النفوس وتطهر القلوب وتكسب المؤمن قوة في إيمانه وجسده وتقوي صلته وعلاقته بربه، ومن فضل الله علينا ان جعل هناك مواسم وأيام وليالي وساعات تضاعف فيها الحسنات وتقال العثرات وتغفر الزلات ومنها يوم عاشوراء العاشر من شهر محرم فيسن صيامه ابتغاء الأجر من الله وتكفيرا للذنوب والخطايا واقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
كما روى أبو موسى رضي الله عنه قال : (كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم : فصوموا أنتم).
وحث الشيخ العامر: المسلم على ان ينتهز مثل هذه المواسم العظيمة طلبا للأجر والمثوبة وتزكية للنفس من أدرانها واقتداء برسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام.
كما تطرق فضيلته الى ما رواه ابن عباس من حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أورده البخاري في صحيحه قال: (ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء ) وهذا الشهر يعني رمضان.
وإنني أهيب بإخواني المسلمين الى تحري هذا اليوم وصيامه وحث أبنائنا وبناتنا وزوجاتنا وجميع إخواننا على صيام هذا اليوم لما فيه من المغنم الخير الكثير.
مراتب ودرجات
أما مراتب صيام يوم عاشوراء فقد تطرق إليها الشيخ إياس بن علي مديش البجوي القاضي بالمحكمة الشرعية المستعجلة بجازان قائلا: مراتب صيام يوم عاشوراء ثلاثة : أكملها: ان يصام قبله يوم وبعده يوم. ويلي ذلك في المرتبة ان يصام قبله يوم أو بعده يوم، واما إفراد التاسع فمن نقص فهم الآثار، وعمد تتبع ألفاظها وطرقها وهو بعيد من اللغة والشرع.
وقد سلك بعض أهل العلم مسلكا آخر فقال: قد ظهر القصد مخالفة أهل الكتاب في هذه العبادة مع الإتيان بها وذلك يحصل بأمرين: إما بنقل العاشر الى التاسع أو بصيامها معا، وقوله: ( إذا كان العام المقبل صمنا التاسع يحتمل الأمرين فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يتبين لنا مراده فكان الاحتياط صيام اليومين معا.
يوم نحن أحق به
كما تحدث الشيخ يعقوب بن علي المقدي كاتب عدل محافظة فرسان عن فضل هذا اليوم فقال: لقد ورد في فضل صيام يوم العاشر من محرم أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين فضل هذا اليوم وفضل صيامه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء ويأمر بصيامه، وعن ابن عباس قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياما فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم نجى الله فيه موسى وأغرق فيه فرعون فصامه موسى شكرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لئن بقيت الى قابل لأصومن اليوم التاسع، وفي رواية صوموا يوما قبله أو يوما بعده.
وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صيام يوم عاشوراء إنني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) وفي هذه الأحاديث حث من الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة على صيام هذا اليوم اقتداء به صلى الله عليه وسلم وسبقه بيوم قبله أو يوم بعده كما يكون من شهر المحرم وهو شهر فضيل ندب النبي صلى الله عليه وسلم الى صيامه فقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ فقال: شهر الله الذي تدعونه المحرم (فأضاف هذا الشهر الى الله لشرفه وفضله، فحري بكل مسلم يقتدي نبيه صلى الله عليه وسلم ان يبادر الى صيامه.
بركة عظيمة
كما أوضح الشيخ حسين بن إبراهيم يعقوب مدير المعهد العلمي بمحافظة رجال ألمع أنه مما من الله به من النعم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ان بارك لها في أعمالها القصيرة وذلك بوجود عدد من مواسم الطاعات تستغل لمضاعفة ا لأجر من هذه المواسم صيام يوم عاشوراء الذي ورد في الحديث انه يكفر السنة الماضية.
فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال: (يكفر السنة الماضية) رواه مسلم.
واستحب جماعة أهل العلم ان يصوم اليوم التاسع، روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: صوموا اليوم التاسع والعاشر، وخالفوا اليهود، وإليه ذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل. كما أورد ابن عباس رضي الله عنهما يقول: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله إنه يوم يعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فإذا كان العام المقبل صمنا اليوم التاسع إن شاء الله). قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم.
التجارة الرابحة
ولمعرفة مكاسب التجارة الرابحة مع الله سبحانه وتعالى في التقرب اليه بالطاعات ذكر الشيخ عبدالرحمن بن مرادي آل جابر رئيس مركز هيئة المنهل بأبها قائلا: إن أصحاب الأموال يتحينون الفرص التي يكسبون فيها صفقات تجارية رابحة ويكون شغلهم الشاغل هو الحرص على المسابقة الى ذلك أيهم يكون أكثر ربحا من صاحبه.
ألا وإن التجارة مع الله جل وعلا هي التجارة التي لن تبور، والمؤمن يتحين مواسم الطاعات والأوقات الفاضلة التي يتقرب فيها بالحسنات الى رب الأرض والسماوات لعله أن يفوز يوم يخسر المبطلون وينجو يوم يهلك الهالكون،ولقد من الله على هذه الأمة بأوقات يتدارك فيها المقصرون أنفسهم رحمة منه بعباده، ومامنا إلا مقصر ومخطئ، ومذنب وما أعمارنا إلا أنفاسا معدودة ثم ننتقل الى ما قدمناه فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غيره ذلك فلا يلومن إلا نفسه، فالبدار فالبدار أخي المؤمن بانتهاز فرصة صيام يوم عاشوراء الذي حث على صيامه صلى الله عليه وسلم مع صيام يوم قبله أو يوم بعده لما في ذلك من الفضل والثواب العظيم.
فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال: (يكفر السنة الماضية) رواه مسلم. حيث حث على صيام هذا اليوم حبيب هذه الأمة عليه أفضل الصلاة والسلام اقتداء بسنته ومخالفة لليهود وتذكرا لانتصار الحق على الباطل تذكرا ليوم أعز الله فيه جنده وأعلى فيه كلمته وأذل فيه الكفر وأهله (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون).
كما تطرق الشيخ محمد بن جابر العلياني مساعد المدير العام لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير في حديثه الى الجوانب التعبدية في صيام يوم عاشوراء، في البداية بين أهمية العبادة في حياة المسلم فقال: إن من فضل الله على أمة الإسلام أن جعل حياة الإنسان المسلم حافلة بالعبادات والطاعات التي تربط المسلم بخالقه العظيم في كل لحظة من لحظات حياته، فهو مطالب بتقوى الله عز وجل ومراقبته سرا وعلنا وهو مكلف بخمس صلوات في اليوم والليلة وصلاة الجمعة في الأسبوع مرة واحدة وصيام شهر رمضان المبارك في كل عام، وما إن يفرغ من ذلك حتى يفترض الله عليه إخراج زكاة الفطر للضعفاء والمساكين ثم يستحب صيام ستة أيام من شوال تلي ذلك عشرة أيام من ذي الحجة بما فيها من فضل عظيم وخير كثير، ثم صيام يوم عرفة وأداء فريضة الحج وهناك صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع وصيام ثلاثة أيام من كل شهر.
وصيام يوم عاشوراء يوم قبله أو يوم بعده والحث على الصدقة والإكثار من التطوع وأداء النوافل وصيام يوم عاشوراء ما هو إلا واحد من الأعمال الصالحة التي تزخر بها حياة ا لمسلم منذ بداية العام الى نهايته فتجعل المسلم في عبادة مستمرة، وتحول حياته كلها إلى عمل صالح وسعي دؤوب لمرضاة الله تعالى.
فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال: (يكفر السنة الماضية) رواه مسلم، وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم (صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه) متفق عليه.
واختتم الشيخ عامر بن عبدالمحسن العامر المدير العام لفرع الرئاسة بمنطقة عسير الحديث قائلا: إن لنا في هدي النبوة العظيم درسا تربويا عظيما يتمثل في مخالفته صلى الله عليه وسلم لليهود الذين كانوا يصومون يوم عاشوراء الذي نجى نبيه موسى عليه السلام.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved