أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th March,2001 العدد:10410الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,محرم 1422

أفاق اسلامية

دعاوى تحرير المرأة المسلمة
عفاف الفيصل التويم *
ما كل هذه الجهود وكل هذه المؤتمرات وكل تلك التوصيات أوَ ما سئم الغرب الكافر من نفخ الأبواق ودق الطبول أوَ ما آن لنا ان نستقيظ من غفلتنا، ها هي دعاوى تحرير المرأة قائمة على أشدها، فمنذ أن وضع الحجاب أمام دبابات الإنجليز معلناً ثورته وغضبته ضد الاستعمار الغربي لأرض العرب، والعالم الغربي سائر في رسم وحياكة مؤتمراته ضد المرأة المسلمة ولماذا المرأة المسلمة بالذات هل اشتكت لهم قيداً حتى يحرروها منه وهل عرفت حواء حياةً إلا في ظل الاسلام فكيف تسحب منه.
تكالبت على الغرب ويلات خروج المرأة من بيتها في كامل زينتها واشتدت عليهم وطأة خروجها إلى المصنع والثكنة العسكرية وذاقوا مرارة ذلك في صور من جنوح الأحداث وإحصائيات مذهلة للجريمة، وجرائم الاغتصاب الذي يهدد كل امرأة في تلك البلاد، ولم يهن عليهم أن يتجرعوا تلك المرارة فأعلنوها حرباً شعواء على المسلمين فأرادوا أن ينزلوهم من عليائهم ويخروجهم من حصونهم ويحولوهم إلى سائمة تسام وقطيع يساق، مهزوز اعتقاده غارق في شهواته مستغرق في ملذاته متبلد الإحساس لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً حتى ينقلب منهم من غلبت عليه شقوته على أعقابه خاسراً ويرتد من يرتد عن دينه بالتدرج.
فصبَّ ذلك في قوالب جديدة وزيَّنها بزينة جميلة وصبغها بلون يبهر العيون ويحول دون تمييز الحق من الباطل.
باسم التطور ومواكبة العصر والثورة على الموروثات القديمة، عقدوا مؤتمرات سريّة وعلنية لإخراج المرأة عن طورها وإلحاقها بركب المرأة الغربية لتصل بذلك الى نفس الهاوية التي وقعت المرأة الغربية فيها إلى مستنقعات الرذيلة والفساد الاجتماعي، فالغرب الكافر عرف أن المرأة هي العمود الفقري للأسرة المسلمة وباعوجاجه وفساده هلاك للمجتمع بعامة فأنى لجسم أن يستقيم وقد انكسر عموده الفقري.
فشكك أولئك المرجفون في ثبوت غطاء الوجه ورفعوا الرايات لإسقاطه وكان لهم ما أرادوا فإذا ظهرت محاسن الوجه فلا تسأل عن انكسار عيون أهل الغيرة وانحسارالفضيلة وانتشار الرذيلة والتحلل من الدين ويحدث الميل العظيم الذي جاء معناه في مثل قوله تعالى (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً)
فيزني أهل الإسلام كما يزنون ويحصل لهم بذلك إفساد العالم الإسلامي فهذا هدف خطتهم البعيدة الأمد فلن يقر لهم قرار حتى تصل البلاد الإسلامية إلى ما وصلت إليه البلاد الغربية من الحال الأخلاقية البائسة والواقع المر الأثيم ويقضوا على الصحوة الإسلامية التي طالما أقضت مضاجعهم.
* قسم السنة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved