أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 30th March,2001 العدد:10410الطبعةالاولـي الجمعة 5 ,محرم 1422

أفاق اسلامية

حديث المرأة
الأخلاق.. الأخلاق
د. رقية بنت محمد المحارب
قضية الاصلاح التي يسعى لها الموفقون ما هي الا تغيير للأفكار والقناعات، وارتقاء بالأحوال الى مقامات ايمانية شرعية رفيعة، وتطهير للأنفس من الرذائل وتعمير للأرض بمشروعات الفضائل.
وعندما تقع العين على ما يحث على الخير هنا أو هناك فحينئذ ينمو مخزون الخير في النفوس وتصبح النفس الخيرة مؤثرة حتى ولو لم تتكلم كلمة واحدة! والشيء ذاته يحصل عندما يهب على الروح غبار الفتن وتصبح الرؤية عسيرة لكل أحد الا من وفقه الله والا ممن جعل الله له نورا فيتميز الخير من الشر، وترى النفس المطمئنة الحق جلياً حتى ولو لم تكن مبصرة.. انه ذلك النور الرباني الذي يهبه الله من يشاء من عباده.. ان تغيير النفوس علم له اصوله وقواعده وهي معلومة واضحة في كتاب الله جل جلاله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولكنها تحتاج الى القلوب المقبلة المتدبرة التي انفتحت على معاني الكتاب العزيز.. وأتساءل هنا هل نعتني بهذه السنن في التغيير في مشروعاتنا الدعوية وفي محاولاتنا بث الخير أم أننا أحياناً نصادم هذه السنة ثم ننتظر النتيجة وحين تتأخر الثمرة نصاب بالاحباط فنترك طريق الدعوة بالكلية.
ان من أعظم السنن في التغيير حسن الخلق مع الناس وهذا الأمر نعلمه نظرياً ولكن قليلاً منا من يحيله الى واقع حي ينتفع به ويتعدى أثره الى أولاده ولكل من خالطه بل ولكل من سمع به. فالصدق مثلاً يؤدي الى تغيير القناعات والأفكار لأنه ببساطة يولد ثقة في المتصف به، هذه الثقة التي تجعل للكلمة تأثيراً قوياً، ومن عجب ان نعلم ان كلمات غيرت مسيرة الشخص الفكرية والايمانية..
والأمانة تحدث أثراً ضخماً في النفوس لأنها تحقق في واقع الأرض جمالاً لا يستشعر لذته الا أصحاب الفطر السليمة..
والوضوح يجعل من الشخصية ذات جاذبية حتى لمن يختلفون معك فكرياً.. وحب الخير للناس من أعظم أسباب تغيير الأفكار، وهي مرتبة رفيعة لا يصل اليها الا من علت همته، وهو مصدر من مصادر السعادة النفسية والغنى الروحي عظيم، وفي الحديث الصحيح، خير الناس أنفعهم للناس.
ومن حب الخير للناس اشباع عاطفتهم وغمرهم بالحنان والحب..
هذا الحب الذي يتجلى في أروع صوره في دلالتهم على الخير في دنياهم وأخراهم وهذا هو مفهوم الانسانية الحقة الذي يدل الانسان الى سبيل نجاته وهنا يتميز فكر المؤمن ولا يكون تابعاً لغيره حتى ولو كانت مصطلحات مجردة..
والموضوع يطول لكن خلاصته ان التخلق بأخلاق القرآن كفيل بتحويل النفوس والمجتمعات.
وتغيير الأفكار والقناعات وتكون للكلمات تأثير كبير وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved