أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 1st April,2001 العدد:10412الطبعةالاولـي الأحد 7 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

شقق معفوسة وليست مفروشة
هكذا نمنا بين أسراب الصراصير
بعد سنوات عجاف قضاها والدي في بناء بيت العمر كما يقولون أتتنا الفرصة لنقوم بجولة سياحية داخل بلدنا، فهو عندنا افضل من غيره خاصة وأن هذه الاجازة قد وعدنا فيها والدنا ان يسافر بنا. وبالفعل سافرنا الى محافظة الطائف وبعدها محافظة جدة وطبعاً كلنا يعرف ان الطائف بلد جميل اخاذ، لجمال طبيعته ونقاء جوه وطيبة اهله وجودة فاكهته. ولكن للاسف اقولها بمرارة وحزن شديدين واعلم ان غيري كتبوا في هذا الموضوع .. وهو: كيف تسكن في هذا البلد الجميل الطائف؟
وكانت الرحلة قد قطعناها من الرياض براً ولكم ان تتصوروا الخدمات التي فوجئنا بها على طول امتداد الطريق، فليس هناك شيء جميل سوى البنزين للسيارات "ما أسعدها؟" أما السكن والغذاء فحدث ولا حرج! عمال وافدون ولا رقيب ولا حسيب يعطونك طعاماً له مدة طويلة وبأغلى الاسعار وسكن تنعدم فيه ابسط الاشياء الضرورية. أسأل الله عز وجل ان يوفق احد المسؤولين في قطاع السياحة أو أي قطاع له اختصاص بالخدمات في الطرق او من الرقابة ان يسافر بسيارته ويسعدني ان اقنع والدي بمرافقته ليرى العجب العجاب وأفظع مما ذكرت وعلى الطبيعة.
وطبعا كأناس مثلنا مثل غيرنا، تراهم فرحين بهذه الاجازة التي اتت بعد طول انتظار ويريدون قضاء اجازتهم في بلدهم وليس معهم الا القليل سيبحثون بالتأكيد عن شقة مفروشة، وهنا تكمن المشكلة التي تؤرق الكثيرين.. لقد ظللنا نبحث طويلاً عن شقة مفروشة نظيفة واستغرق ذلك منا وقتاً طويلاً حيث وصلنا الطائف الساعة الثامنة ليلاً ولم نجد المكان الذي نستطيع ان نسكن فيه بغض النظر عن الغلاء، فتلك مصيبة أخرى، حتى قاربت الساعة الثالثة صباحاً وقد "طفشنا" من اللف والدوران ودخنا جميعاً واضطر والدي إلى ان يرضخ للواقع ونحن معه. فاستأجر لنا شقة هي افضل شقة بالنسبة الى الموجود وإن عدمت فيها وسائل النظافة والسلامة..
لقد نمنا بين اسراب الصراصير والحشرات.. وهل نمنا؟ لا، بل كنا يحرس بعضنا البعض! قولوا جبناء.. قولوا ما شئتم ... فمنظر تلك الحشرات يصيب المرء بالهلع والرعب، لأنها تعودت على النزلاء فلم تعد تخاف من احد بل ربما لسان حالها يقول: "هذه الشقق لنا وليست لكم فلماذا أنتم ههنا؟".
لقد حدث والدي احد اصدقائه بما حدث لنا فحلف له بأنه قضى اجازته مع عائلته في دولة اوربية لمدة شهر في حي مناسب فيها بمبلغ قدره 000.15 ريال واقسم أيضاً أنها أنظف شقة في ذلك الحي.. فما تأثير ما يقوله على الناس البسطاء؟ لنقل ذلك لأن وطننا يحتاج منا ان نقف معه ومع سياحته ولكن كيف ستكون المقارنة؟ طبعاً ستذهب لمصلحة البلد الخارجي وهذا الكلام ليس تشجيعاً على الذهاب الى هناك، ولكنا نريد من الجميع ألا نرغمهم على ذلك بحجة انعدام النظافة والمغالاة في الاسعار. ان دولتنا الحبيبة بذلت الكثير ولا يمكن ان ننكر ذلك فهو شيء ظاهر للعيان ونرى ذلك ونلمسه في الطائف وفي غيرها من المدن من حدائق غناء ومنتزهات فسيحة الأرجاء وقد جعلت الخدمات المقدمة من دولتنا - أعزها الله - جعلت الطائف يضاهي بشوارعه ومشاريعه أجمل المدن لدينا في السعودية ولا ننسى جهود صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل في أبها البهية وما قام به لجذب السياح وغيره من امراء ومحافظي مدننا، ولكن يأتي من يشوه تلك الجهود المبذولة والاموال الطائلة لابن البلد بمشاريع "الشقق المفروشة". وكان الأولى ان تسمى "الشقق المعفوسة" نسبة الى الطريقة التي عملت بها، فهي بدون تنظيم او تنسيق .. المهم شقة "وأنت ماشي".
إنني أتساءل وبحرقة: "من سمح لهؤلاء بعمل مثل هذه الشقق؟ واين الرقابة منها؟ لا ننكر جهود المسؤولين ولكننا نطمح في المتابعة المستمرة لهؤلاء، إنني أخشى أن تذهب جهود ولاة الأمر بسبب هؤلاء الذين يجب ان يوقفوا عند حدهم وتقوم لجنة السياحة الداخلية بجولة في جميع مدننا، فليس هناك مدينة مستثناة مما قلت وأكدت.
وأخيراً، أسأل الله ان يوفق ولاة هذا البلد لما فيه خيره وعزه وهذا دأبهم كما أن الدعاء متواصل بأن يوفق الامير سلطان بن سلمان الذي بدأ يخطط لتحسين الوضع بعد صدور الامر السامي الكريم بإناطة مسئولية السياحة بسموه. ولكنني، أتمنى ان تتكاتف الجهود مع ولاتنا من قبل المسؤولين المباشرين فلا يسمحوا بقيام مثل هذه المشاريع التي تسيء للوطن والمواطن والسياحة الداخلية وسوف تجعل الناس يهربون بسبب اشخاص لا همَّ لهم الا الربح السريع على حساب سمعة البلد ومواطنيه.
آلاء بنت سلطان سعود العتيبي
ثانوية الفهد

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved