أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd April,2001 العدد:10413الطبعةالاولـي الأثنين 8 ,محرم 1422

مقـالات

نهارات أخرى
أتعس الرجال
فاطمة العتيبي
** أعلم اليوم أنك أتعس الرجال..
وأن هذه التي ترافقك حياتك وتشاركك باسمها «بطاقة العائلة» تحتل أول الخانات في جدول أسرتك..
هي ذاتها تلك التي ترسم التعاسة على ملامحك..
وفي تفاصيل صوتك..
في لغتك ل«شماغك» وإحكام لطمتك على وجهك..
في صمتك الطويل..
وفي هروبك الدائم..
وجدتك اليوم تستحق بكل نزاهة أن تكون أتعس الرجال..
تحبها...
وهي تحب نفسها..
رفيقة هي بأظافرها أكثر من رفقها بمشاعرك..
تتحدث عن شعرها
وأثوابها
ودأب كل من رآها لخطبتها
وذهول كل من اطلع على طلتها
حين تصدمه بخبر زواجها وإنجابها لطفلتين..
** حين تفتح فمك لتتلو عليها
شيئاً من أحلامك..
شيئاً من همومك..
تلطمك بنهايات لا مبالية..
ثم تعاود
لتهذي
بعزيمة أختها
ووليمة جارتها
وشعر ابنة اخيها الطويل..
ثم تذبل مثل وردة أرهقتها الحياة..
فتأوي نائمة..
تتركك لصمتك..
وهجعة أحلامك المدفونة..
وفي غرفة الخادمة..
تنصت لبكاء طفلتيك..
فتخجل أن تقرع بابها..
ويقتلك ان تنام على صوت بكائهما..
وهذه المخلوقة اللامبالية تحتل نصف سريرك..
ونصف حياتك
وأول خانة في بطاقتك العائلية..
وهي تماماً مثل سحابة قاتمة
لا مطر فيها
ولا عشب
محض رعد وصواعق..
ثم ترحل وتتركك بألم السمع ومخاوف الصواعق
هي كذلك..
تستيقظ لتعبئ رأسها بالفراغ
لا تفكر بغدها..
ومخلوقة بلا أحلام..
بالونة من الهواء..
كتب لك أن تتزوجها ذات مساء.. وأن تقتحم قلبك
فتحبها دون تفكير.. وأن تنجب منها..
ثم في كل مرة تحاول أن تمرر على تفكيرها لغة العمق
والنظرة الراقية للحياة..
لكنها أبداً تهزمك وتتركك في زواياك صامتاً..
لا تلوي إلا على حبٍ تترجمه أنت بوردة بيضاء وتهديها إياها في ذكرى اقترانك بها.. لكنها تضع الوردة على أقرب رف حولها..
ثم تحدثك عن اجتماع «خواتها»
الذي لا يمكن أن يفوتها..
وعليك أنت
اما ان تحتمل زعلها
أو أن تقود بها السيارة
لتهبط هي في بيت اهلها
وتتركك أنت ووردتك
على أقرب رف حولها..
**وأنت هنا أتعس الرجال.. تحمل قلباً مفعماً بالعطاء.. لكنك وقبل أن تتمرد على قلبك الدافىء..
تصارع أفكار التعاسة التي تحيطك ولربما تستديم معك فهي تعاسة قبل واثناء وبعد..
لتفكر قليلاً وقبل ان تتمرد على «نيشان» أتعس الرجال..!!
** الاخ صالح بن عبدالله المرشد ص.ب 102136 الرياض.. يعلق على مقالة «أتعس النساء» ويرى انني ملزمة بأن أدون أيضاً كتابة عن «أتعس الرجال» ولعلني وفقت في الحديث عن نموذج من الرجال الذين يحملون لقب أتعس الرجال..
شكراً للمتابعة ولك التقدير.
البريد الالكتروني: Fatmaalotaibi@ayna.c0m
ص.ب (26659) الرياض (11496)

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved