أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd April,2001 العدد:10413الطبعةالاولـي الأثنين 8 ,محرم 1422

مقـالات

المعنى
التقويم
د. أيمن بن سعيد الكردي *
في البدء تولّد لدى الانسان الاحساس بالزمن عن طريق مراقبة الظواهر الفلكية والإحساس بالفترات الزمنية التي تنقضي بين هذه الظواهر. وربط الفترات الزمنية هذه بحياته وأصبح لديه معنى لليوم والليلة وهو مرتبط بغروب وشروق الشمس، ومعنى للشهر وهو مرتبط بتكرار أوجه القمر. وقد تبين له أيضاً أن هذه الفترات الزمنية غير متساوية فطول اليوم في الشتاء أقصر في الصيف. ثم وجد أن الشهر ربما يكون ثلاثين أو تسعة وعشرين يوماً، ومع تقدم وسائل الرصد تبين له أن طول السنة أي عدد أيامها يختلف من سنة الى أخرى. هذه الملاحظات كانت من جراء مراقبة حركة الشمس والقمر والكواكب والنجوم في السماء.
وعندما تعقدت حياة الانسان أصبح لزاماً أن يكون هناك تقويم لتنظيم أعمال الانسان الاجتماعية والدينية ولخدمة أهداف عملية للانسان مثل زراعة المحاصيل، ومواسم الأمطار والفيضانات، والصيد، والهجرات «السفر»، والشعائر الدينية «الصلوات، الصيام، الحج».
هناك ثلاث دورات كونية وهي الأسس في وضع التقويم وهي: دورة الأرض حول محورها «اليوم»، ودورة القمر حول الأرض «الشهر»، ودوران الأرض حول الشمس «السنة».
تكمن الصعوبة في عمل التقاويم في أن دورة القمر حول الأرض، ودوران الأرض حول الشمس السابقة الذكر لا تساوي أعداداً صحيحة من الأيام كما أنها ليست متساوية الطول كما أنها ليست تماماً (مائة بالمائة) متعلقة ببعضها. عندما وضع الأقدمون التقاويم لم يكونوا يدركوا الأسس السابقة الذكر فكانت التقاويم التي وضعوها والتي كانت لتنظيم أعمالهم الاجتماعية والاقتصادية والدينية يحدث لها ازاحة على مدار السنين بسبب الخطأ التراكمي في وضع التقويم نتيجة عدم العلم بطول الدورات السابقة على درجة كبيرة من الدقة فلا تتفق المشاهدة الفلكية مع التقويم الموضوع. فمن الممكن أن يدخل فصل الصيف وتكون الشمس في أقصى ارتفاع لها، بينما يكون التقويم يشير الى أن فصل الصيف لن يأتي الا بعد عشرة أيام، مما يسبب بالاختلاف في معرفة أوقات الحصاد أو الزراعة أو الجباية أو تنظيم الري أو موعد الشعائر الدينية وغير ذلك والتي تؤدي الى مشاكل اجتماعية وتنظيمية في المجتمع وخصوصاً المدني. وللموضوع بقية.
* كلية العلوم جامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved