أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd April,2001 العدد:10413الطبعةالاولـي الأثنين 8 ,محرم 1422

الاقتصادية

شؤون عمالية
من تجربة التعليم عن بعد إلى تجربة العمل عن بعد
عبدالله صالح الحمود
خاضت المملكة العربية السعودية العديد من التجارب في مجالات عديدة، وقد كان التعليم أحد السياسات الأساسية، التي منها اكتسبت المملكة تجارب متنوعة في هذه السياسية، وهي تجارب تبعث بالأمل لأن المخرجات المنفعية متعددة أيضا، وفضلا عما حصل عليه أبناؤها من منافع علمية ومعرفية، فقد أعدت المملكة لأبنائها أساليب متنوعة من التعليم بآليات متعددة مؤداها جعل التعليم في متناول الجميع من مواطنينا، فهيأت التعليم المدرسي والجامعي بطريقة الانتظام والانتساب، مما سهل وهيأ على كافة المواطنين الشروع في تلقي التعليم ولكافة المستويات العمرية، فالدراسة التي تسمى بالانتساب في المستوى الجامعي تسمى في التعليم العام بالمنازل، لجعل هذه الفئة من الطلاب تنهل من الدروس العلمية ما يحقق لها مكتسبا علميا شأنهم في ذلك شأن من هم على مقاعد الدراسة مع الفارق في الكيفية التلقينية للتعليم، وتلك سياسة منحت الكثير من المواطنين مواصلة تعليمهم دون إحداث إعاقة لمهامهم الأساسية الاجتماعية منها والعملية، ولهذا أصبحت هذه التجربة المتمثلة في نهج تطبيق سياسة التعليم عن بعد أو من المنزل، سياسة أتاحت الفرصة التعليمية للمواطنين بأسلوب يتميز بعلو الخدمة الوطنية وبناء المواطن، وبعد النجاح المتحقق في تلك السياسة، حان الوقت للتفكير والسعي الى التطبيق السريع لسياسة جديدة تكمن في الخوض في تجربة أخرى مشابهة لتجربة التعليم عن بعدوالمتمثلة في إحدث وظائف للعديد من طالبي العمل بطريقة العمل عن بعد ، أي من داخل المنازل ، ولأن المملكة من الناحية الجغرافية ذات أطراف مترامية، ونظرا للتنامي المستمر والمشهود في التركيبة السكانية، كل ذلك يجعل الحاجة ملحة في الشروع في مثل هذا المشروع المقترح، ومن الأعمال الممكن تأديتها عن بعد متعددة، كما أن تأدية الأعمال فيها لا تنحصر على جنس دون الآخر، فهي ممكنة التطبيق والاتيان بها من الجنسين الذكر والأنثى والأعمال ذات الأمثلة الحية للقيام بها عن بعد في المنازل تشمل الكثير من أنشطتنا الاقتصادية، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن ما يتعلق بالفرص الوظيفية للنساء هي كالآتي:
1 إعداد البرامج الآلية بواسطة أجهزة الحاسوب الآلية في العمل مع منشآت الدعاية والإعلان ومقدمي خدمة تسويق البرامج الحاسوبية، وللعديد من المنشآت التي أضحت معظم منشآتنا الاقتصادية لا تخلو من استخدام الأجهزة الحاسوبية، وهذا يمكن الأداء به من قبل خريجات كليات أو معاهد الحاسوب الآلي.
2 تقديم الدراسات الاستشارية والبحوث العلمية والميدانية والترجمة لمن حصلوا على تخصصات دراسة في تلك المجالات، وذلك من خلال التعاقد مع المكاتب أو الشركات الاستشارية ومكاتب الترجمة.
3 خياطة الملابس النسائية في العمل مع منتجي ومسوقي الملابس النسائية الجاهزة أو حتى مشاغل الخياطة.
4 مجال الطهي، وذلك من خلال التعاون مع المطابخ والمطاعم، حيث يمكن من خلال ذلك تقديم العديد من الوجبات الغذائية الشعبية منها والشرقية، والذي يعتبر عملا أساسيا لدور المرأة داخل المنزل وسهل القيام به.
أما بالنسبة لفرص العمل للرجال فهي تزيد بكثير عن هذه الأمثلة التي بالإمكان القيام بها، إلا أن هذه السياسة من الأعمال بالنسبة للرجال فقد يكون للمقيمين في المناطق النائية إتاحة الفرص الأكبر لهم دون غيرهم من سكان المدن، وقد تطرق الى منافع هذا الموضوع سعادة د. إحسان علي بو حليقة، المتخصص في المعلوماتية والإنتاج، من خلال ما طرحه في جريدة الوطن العدد رقم (149)، قائلا ان هذه السياسة تسهم في تخفيف ازدحام السير في المدن الكبيرة في السعودية ونحن نقول أيضا ان توجها كهذا يسهم في إيقاف عملية النزوح السكاني من القرى والهجز الى المدن التي أضحت ظاهرة مشاهدةولها عواقبها الوخيمة، ولتكن تلك المناطق القريبة منها والنائية ماضيه في المحافظة على بيئتها وتراثها من خلال بقاء ساكنيها فيها مدد طويلة، كما تطرق سعادته شارحا بإيجاز لسياسة العمل عن بعد فقال ان مجتمعنا من أكثر المجتمعات حاجة للعمل عن بعد، وقد خص لمن هم في المناطق النائية وللنساء بتمكينهم من العمل في منازلهن، وإنني في ذلك أشاركه هذا الرأي ليكون ذا توجه فعلي في مجتمعنا، الذي يعد من المجتمعات المهيأة لتطبيقه وان النجاح له محقق إن شاء الله، ومن التجارب الدولية في هذا المجال، أشار سعادته أيضا الى تجاوز عدد العاملين عن بعد في الولايات المتحدة الى (19) مليونا حتي عام 1999م ،مرتفعا عن نحو (16) مليونا في عام 1998م، منوها الى إمكانية تمييز ثلاث فئات للعاملين عن بعد، بطرق الدوام الكامل، وقت جزئي، وعقود إنجاز، وهذا الأخير في وجهة نظري هو الأسلوب الأمثل الذي سوف يمكن العديد من طالبي العمل خصوصا النساء من الانخراط بأعداد كبيرة في سوق العمل بهذه السياسة في الوقت الذي يعد أنموذجا سهل الاتفاق عليه بين أصحاب العمل والعاملين، ولا يتطلب الأمر معه الحاجة الى المراقبةعلى مداومة العمل أو الإشراف على الإنتاجية، وذلك لأن طريقة التعامل تتم وفق إنجاز أعمال محددة الإنتاجية وبمقدار محدد من الأتعاب أو الأجر أيضا، ومن خلال ذلك أقترح الى مجلس القوى العاملة بدراسة هذا المشروع وتحفيز أجهزة القطاع الخاص بتطبيقه، ولأن المملكة تحتضن من الكفاءات الشابة وغيرها من هو مؤهل للعمل في معظم الأنشطة الاقتصادية وبأي شكل من الأشكال، وسياسة العمل عن بعد سوف تمثل نسبة كبيرة في وقوة العمل بالبلاد، وفي الوقت نفسه فإن التوقعات تشير الى دخول الاف من الأشخاص للعمل بتلك السياسة وذلك من الجنسين ذكور وإناث مما يسهم ولزمن مديد في عدم نشوء بطالة مستديمة أو مؤقتة، وطريق آخر مؤد الى انتعاش الوضع الاقتصادي في القرى والهجر، الذي من خلال ذلك ننال مكاسب ناجحة اجتماعية وأمنية على الدوام بمشيئة الله تعالى.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved