أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd April,2001 العدد:10413الطبعةالاولـي الأثنين 8 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

الأمل مازال قائماً
نحو جيل مروري واعٍ
عزيزتي الجزيرة:
تحية صادقة وبعد:
لعل تلك الصورة الصائحة النائحة التي بعثها المرور بين أفراد الشعب، وفرّقها على القرى والمحافظات ما هي إلا مدعاة من دواعي الوعي، ومركبا من مراكب النجاة.
وأنا لا أريد أن أحدثك عن تلك الصورة، فأنت تعرف ملامحها ورأيت صورها البشعة وسمعت صياحها الكئيب.
وقد لا نستطيع لا أنا ولا أنت ولا هو أن نمحق تلك الصورة وإذا كنا مؤمنين بأننا لن نمحقها فلماذا لا نقللها على أقل تقدير ولكن ليس إلى تقليلها من سبيل ما دام المسرع ما زال مسرعا وكأنه قد وقع معاهدة مع سيارته بأنها لن تخذله أبدا، وما دام الساذج ما زال على سذاجته وهو يقطع إشارة المرور متعمدا وكأنه يريد ان يحصل على تقدير امتياز بقطعه هذا، وما دام الغشيم المتعافي يفاجئك بمفاجآته المروعة، فهو إما ان يعترض طريقك فيبتليك بشره، وإما أن ينطحك نطحا، وإما ان يتحول من أقصى اليمين الى أقصى اليسار بسرعة السهم.
لذا فمن أجل ان يعي الجيل سلامة المرور لابد لهؤلاء المذكورين من المحاصرة ثم القبض عليهم كي يهذبوا ويدربوا. يهذبون أولا على الحضارة ثم يدربون ثانيا على القيادة.
إن الوعي بنظام السير بارقة أمل في السلامة المرورية وعلامة من علامات النجاح في القيادة ودليل بارز على صحة الشخصية وتحضرها.
سلني: هل يوجد جهل بنظام السير؟ نعم هو موجود.
ولكن قبل أن أحدثك بلمحة عنه، أقول لك إن الجهل يزداد شراسة شنيعة،
ويزداد نكدا ليس كمثله نكد، ويزداد صلفا وتيها، إذا كان صاحب الجهالة يقطع قطعا لا يقربه الشك بأن الأمهات يعجزن عن أن ينجبن مثله، بل إن الكرة الأرضية لم تعرف له مثيلا سواء في الخلق أو في الأدب أو في الصدق أو في النقاء.
انظر الى شارع الضباب،
هذا الشارع الرشيق الأنيق، ثم انظر الى هذين المتصادمين ومع أن أحدهما مخطىء على الآخر خطأ إخوة يوسف على الذئب، إلا أنك ستسمع رغاءه الذي لا ينقطع،
وسبَّه الذي لا ينفصل وقد همّا ان يتعاضّا وأن يشد أحدهما شعر الآخر، لولا ان تطوع أحد الحاضرين وبث بينهما ضبط النفس فتراجعا عن الشر بعدما أجهدا المتطوع اجهادا عنيفا.
فمن أجل هذا وهذا وأولئك،
لابد أن يكثف المرور حملات التوعية حتى يصبح الجيل جيلا واعيا، والأمل ما زال قائما بأن تجد هذه التوعية من يجيب ، وأن يجد هذا الجهد من يسمع.
عبدالله منور الحربي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved