أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 2nd April,2001 العدد:10413الطبعةالاولـي الأثنين 8 ,محرم 1422

عزيزتـي الجزيرة

نموذج للعربية.. ورمز للأصالة
هناك امرأة لا تعرفونها
هناك امرأة عربية لا تعرفونها تختلف عني وعن نساء الدنيا تلك المرأة ليست المرأة الكاتبة وليست الانيقة وليست المليونيرة وليست المتكبرة وليست التي لم تعرف الابتسامة شفتيها ظنا منها بان الابتسامة تقلل من اسم العائلة وقيمتها. وليست امرأة الهاتف والانترنت والفضائيات وليست امرأة الاسواق واحدث الموديلات.
انها امرأة عربية.. تحمل جذورها واصالتها وتحمل على كتفها عبء حرب وطنها.. انها تصوم لتطعم جياع جنوب السودان وهي التي تحملت جنون الحرب وسرقة الاطفال في لبنان، انها المرأة التي لا تهزها احجار البيوت التي تتحطم فوق رؤوس الابرياء، انها المرأة التي لم تفكر بعد ان كانت الشقراء اكثر جاذبية من السمراء حتى تلون شعرها وان اللون الرمادي والحنطي هو الاحق جاذبية وان الوردي اكثر جاذبية من الحنطي حتى تلون وجهها، انها المرأة التي لا تنجذب الا للضمير.. ترى هل عرفتم من هي الآن؟؟!!
انها امرأة فلسطين المحتلة التي انتفضت في يوم الارض وكل يوم عندها يوم الارض لانها تعي وتدرك وتفهم ما هي الارض.
انها ام الشهيد محمد الدرة وام الشهيد عمر والشهيد احمد والشهيد قاسم والشهيدة لبنى والطفلة الشهيدة فايزة..
هل عرفتم من هي؟ انها أم الشهداء في فلسطين الحزينة.. انها ام شهداء انتفاضة الأقصى الثائرة.. انها الام الفلسطينية الشامخة التي تمسك ابنها بيد والبندقية بيد وتعيش اياما مميزة وعصيبة فبعد اسر ابنها سنوات طويلة قتلوه.. حرموه من حضنها صغيراً وكبيراً. انها الام الفلسطينية الصابرة الفدائية المناضلة. هل عرفتم من هي؟ انها امرأة جنوب لبنان وعروسه التي فجرت نفسها داخل سيارة ليس فقط لتقتل الاسرائيليين ولكن لتزرع في الارض الكرامة ولتزرع في نفوس الرجال معنى الشجاعة .. انها امرأة قرية البياض التي شاركت في القتال واستنزفت واعطت وارتاحت، انها امرأة جنوب السودان التي تموت جوعاً وعطشا لتسد رمق اطفالها الجياع، انها المرأة التي تجلس مع اولادها كل يوم تطعمهم وتدرسهم وتعلمهم حب الوطن وكيفية استشهاد الرجال، انها المرأة التي تفهم كيف تصنع الرجال.
هل عرفتم من هي؟
هي المرأة الكويتية الصابرة التي تنتظر عودة ابنها او زوجها او شقيقها من الاسر، انها المرأة الجيبوتية التي تناضل لتتعلم اللغة العربية بعد احتلال فرنسي دام اكثر من ثلاثين عاما..
انها المرأة التي تضحي بكل شيء في سبيل ولدها ووطنها وشرفها وعزها وفخارها..
كم اتمنى ان اكون مثلها.. وكم اتمنى ان تكوني مثلها.. انها المرأة العربية الاصيلة، وحقا.. انها المرأة العربية الاصيلة.
وسيلة محمود الحلبي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved